ياسين سالم (مسافي) على تلال منطقة مسافي في رأس الخيمة، والتي ترتفع 800 متر عن سطح البحر وتمتاز بطقس معتدل معظم أيام السنة، ويفوح شذى الورد من أفيائها، يجذبك مشهد الفراشات وهي تتنقل بخفة متناهية لتعزف على أوتار الشجر وتغني للحياة مودعة فصل الربيع. والرائع في هذه اللوحة البديعة تلك الألوان الزاهية التي تخطف الأبصار، وتجعلنا نتأمل جمال هذا الكائن البسيط وسر فرحته وهو يداعب الهواء، ويرفرف وكأنه شيد مسرحاً في الهواء الطلق، ليتراقص مع نسيم الوادي. وحسب أهل منطقة مسافي، فيكثر هذه الأيام هذا النوع من الفراشات لتمتص رحيق الزهور، وتعبر عن وداع الربيع واستقبال فصل الصيف، والأجمل أن الفراشات المعروفة بالرقة وخفة الحركة لديها القدرة الفائقة على ضم وفتح أجنحتها في غمضة عين، والطيران من غصن لآخر، دون أن يشعر بها أحد، كما أنها تتمتع بالسكينة بحيث تلامس الأوراق بكل هدوء، فهي تتعامل مع الزهر برفق وحنان وعطف، وكذلك الزهر يبادلها نفس الشعور، لتكتمل علاقة الود القديمة والمتجددة بينهما ، فالعلاقة حميمية تجسد تناغم حركة الكائنات ومدى انسجامها التام مع بعضها بين أحضان الطبيعة.