أحمد مراد (القاهرة)

رحب خبراء وسياسيون بدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى توحيد وتضافر جهود دول العالم لمحاربة فيروس كورونا، ووصفوها بـ «رسالة إنسانية» إلى التعاون لمواجهة عدو شرس.
وشدد الخبراء على ضرورة الاستجابة السريعة لدعوة سموه، والعمل بروح الفريق لإيجاد آلية عمل دولية وإقليمية للقضاء على هذا الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة.
وأشاروا إلى أن العالم يواجه أزمة حادة، لا تتوقف تأثيراتها السلبية على دولة أو قارة بعينها، وليس بمقدور أي دولة أن تتصدى لهذه الأزمة بمفردها، ومن ثم لابد من التنسيق والعمل الدولي والإقليمي المشترك للتغلب على هذه الأزمة، والخروج منها بأقل الخسائر.
وأشاد الخبير في العلاقات الدولية، السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، بدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى التعاون والتكاتف بين شتى دول العالم لمواجهة تحدي فيروس كورونا الذي ينتشر بصورة مخيفة، ووصفها بأنها دعوة كريمة يجب أن يستمع إليها القادة والمسؤولون لإنقاذ البشرية من هذا الوباء.
وقال لـ«الاتحاد»: «إن دول العالم الآن في أمس الحاجة للتعاون من أجل التغلب على هذا الفيروس، الذي يترتب على انتشاره تداعيات خطيرة سواء على المستوى الصحي أو الاقتصادي أو السياسي»، وطالب الجميع بالاستجابة لهذه الدعوة الكريمة وتنحية الخلافات السياسية جانباً، والعمل بروح الفريق لإيجاد آلية عمل دولية وإقليمية للقضاء على هذا الفيروس.
وتمنى السفير رخا أن تكون الدول العربية أول المستجيبين لدعوة سموه، والإسراع بعقد القمة العربية في أواخر مايو المقبل، والعمل على تحويل هذه الدعوة الكريمة إلى منهج عمل لحل الخلافات السياسية الدائرة الآن بين بعض الأطراف العربية، والعمل على توحيد الجهود للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، فضلاً عن وضع حد لبقية الأزمات والخلافات الأخرى.
وقال رخا: «مع استمرار تفشي فيروس كورونا يجب أن تقوم جامعة الدول العربية بدور محوري وجاد لتعزيز أوجه التعاون والتنسيق، وتبادل الخبرات العلمية والصحية بين مختلف الدول العربية لمجابهة هذا الفيروس قبل أن يستفحل خطره أكثر من ذلك، ولعل هذا الأمر يمثل جوهر وهدف دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد».
وفي السياق نفسه، وصف السيد محمود الشريف، وكيل البرلمان المصري، دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأنها دعوة حكيمة صدرت من قائد معروف بالحكمة، ويحظى بمكانة عربية ودولية مرموقة، داعياً دول العالم إلى الإنصات والاستجابة لهذه الدعوة الحكيمة قبل فوات الأوان.
وأكد لـ«الاتحاد» أن أزمة فيروس كورونا المستجد تعد أزمة بشرية وإنسانية كبيرة، ولا تتوقف تأثيراتها السلبية على دولة أو قارة بعينها، وإنما تطال شتى أنحاء العالم، وليس بمقدور أي دولة أن تتصدى لهذه الأزمة بمفردها، ولابد من التنسيق والعمل الدولي والإقليمي المشترك للتغلب على هذه الأزمة، ومنع انتشار هذا الفيروس.
وقال الشريف: «صدق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حينما وصف فيروس كورونا بأنه فيروس صحي، وفيروس اقتصادي، وفيروس سياسي، حيث تشير كل الأحداث والوقائع إلى أن خطر هذا الفيروس لا يتوقف على جانب واحد من جوانب الحياة، إذ تترتب عليه خسائر فادحة في الأرواح والأموال والموارد، ومن ثم آن الأوان لأن تتحد دول العالم وتتعاون لمحاربة هذا الفيروس، حتى يستطيع العالم التغلب عليه في أقرب وقت قبل أن يحصد المزيد من أرواح البشر حول العالم».

التنسيق وتبادل المعلومات
أكد السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ«الاتحاد» أن دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «رسالة إنسانية» لكل شعوب وحكومات وقادة دول العالم لترك الخلافات والنزاعات ولتضافر الجهود للتصدي لهذا الوباء الذي تشير التوقعات إلى أنه قد يسقط المزيد من الضحايا في الأيام المقبلة.
وناشد الرقب دول العالم استغلال دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، واعتبارها فرصة للتوحد والتعاون والتكاتف لمحاربة أهم عدو للبشرية في العصر الحديث، مؤكداً أن هذه المحنة قد تكون منحة من الله تعالى لعودة البشرية إلى صوابها وتجنب الخلافات وإنهاء النزاعات والصراعات التي يسقط بسببها الآلاف من الضحايا حول العالم. وشدد الرقب على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين شتى دول العالم في مجال البحث عن لقاح لعلاج فيروس كورونا، وعدم العمل بسياسة «الجزر المنعزلة».