طالبت لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في المجلس الوطني الاتحادي بضرورة تدخل الجهات العليا لإنقاذ وضع مستشفيات وزارة الصحة واصفة ذات الوضع بـ”المتردي”. وقال الدكتور سلطان المؤذن رئيس اللجنة إن وضع القطاع الصحي سيئ للغاية، وأن مستوى الخدمات الطبية والصحية تراجع خلال السنوات الثلاث الماضية إلى 15 سنة إلى الوراء، بحسب تعبيره، مشيراً بعد زيارة قامت بها اللجنة أمس لمستشفى خورفكان ودبا الفجيرة، إلى أن هناك تراجعاً في كل الخدمات سواءً على مستوى الكادر الطبي والتمريضي والفني والأجهزة. ولفت المؤذن إلى أن هذه المستشفيات أصبح معظمها غير مهيأ لاستقبال المرضى وانتهى عمرها الافتراضي وتعاني من نقص حاد في الخدمات والرعاية الصحية، مبيناً أن الاستقالات الجماعية بين الكادر الطبي، خصوصاً الاستشاريين في مستشفيات وزارة الصحة، دليل على تدني أجور ورواتب العاملين في هذا القطاع الحيوي. وقال المؤذن إنه سجلت خلال السنتين الماضيتين استقالات جماعية لأكثر من 50 طبيباً معظمهم من الاستشاريين من مستشفيات الفجيرة وخورفكان ودبا، لافتاً إلى أنه لابد من رفع رواتب ومكافآت العاملين في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة كما هو حاصل الآن بين الرواتب التي يتقاضاها العاملون على كادر وزارة الصحة والعاملون على كادر هيئتي الصحة في أبوظبي ودبي، إضافة إلى مستشفيات القطاع الخاص، موضحاً أن بعض إدارات المناطق الطبية ومديري المستشفيات ساهموا بشكل كبير في تدني تراجع مستوى الخدمات في هذه المستشفيات، نظراً لافتقارهم إلى أبسط المهارات في إدارة المستشفيات. وكانت اللجنة توقفت أمس في مستشفى دبا الذي تم افتتاحه في العام 1986، ويتردد عليه أكثر من 200 ألف مريض كل عام، حيث استمعت اللجنة إلى شرح مفصل من مدير المستشفى خلفان علي خلفان ونائب مدير المستشفى عبيد العضب، ورؤساء الأقسام عن المشاكل والصعوبات التي تواجه المستشفى، خصوصاً فيما يتعلق بالأجهزة القديمة، فجهاز الأشعة المقطعية بحاجة إلى تغيير عاجل لكونه قديماً جداً، وتمت مخاطبة الجهات المعنية في الوزارة منذ أكثر من عامين، وتوقف شراء هذا الجهاز المهم لعدم وجود الميزانية. كما يحتاج قسم العناية المركزة إلى كادر طبي متخصص وأجهزة متطورة، كما أن المستشفى بحاجة إلى مبنى مستقل للطب الوقائي، حيث يتردد عليه أكثر من 120 عاملا يومياً، إضافة إلى مبنى مستقل للصحة المدرسية. كما تم التطرق إلى موضوع التأخير في تعيين الأطباء والممرضين، حيث تستغرق رحلة التعيين أكثر من عامين وهذا طبعاً يساعد على إضافة أعباء إضافية على الكادر الطبي في المستشفى، فضلاً عن أن أسطوانات الأكسجين الموجودة في المستشفى تعمل على النظام القديم، ويتسبب هذا الوضع بتسرب الأكسجين وصعوبة السيطرة عليه، إضافة إلى وضع أجهزة التكييف القديمة والتي لا تعمل بالطريقة المطلوبة. وقال المؤذن إن اللجنة ستجلس بعد أن انتهت من زيارات المستشفيات والمراكز الصحية مع بعض المعنيين في الأمر وأصحاب الخبرة من مديري المستشفيات للوصول إلى توصيات ومقترحات تساعد على إنقاذ الوضع الصحي وكيفية معالجة المشاكل والعراقيل التي تواجه تطوير مستشفيات وزارة الصحة، وسيتم مناقشة سياسة وزارة الصحة هذه التوصيات في جلسة المجلس الوطني القادمة مع الحكومة، المتوقع لها أواخر أبريل المقبل. عجز كبير في عدد الأطباء بمستشفى خورفكان بدرية الكسار (خورفكان) – واصلت لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في المجلس الوطني الاتحادي أمس زياراتها التفقدية للمنشآت الطبية التابعة لوزارة الصحة في الإمارات الشمالية للوقوف على الخدمات التي تقدمها الوزارة واحتياجات المستشفيات. وكانت آخر محطات اللجنة زيارة مستشفى خورفكان الذي أنشئ عام 1985 ويخدم 40 ألف مراجع ويضم 141 سريراً ويقدم خدمات علاجية لعدة مناطق منطقة ضدنا والبديه ومربح وقدفع والزبارة واللؤلؤية إلي جانب سكان مدينة خورفكان البالغ عددهم أكثر من 65 ألف نسمة، حيث استقبلهم سعيد الوالي مدير المستشفى وسالم الناعور نائب المدير. وطالب الدكتور سلطان المؤذن رئيس لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية بضرورة إعادة النظر في الخدمات التي تقدمها المستشفيات للمرضى والمراجعين واحتياجاتهم الفعلية من حيث الكادر الطبي والفني. وأعرب عن أسفه لما يشاهده ويسمعه عن الاحتياجات والنواقص التي تعاني منها المنشآت الطبية في مختلف المناطق . وقال المؤذن : “ بالنسبة لمستشفى خورفكان لاحظنا أن قسم العناية المركزة يفتقر للتجهيزات الضرورية، ويعاني نقص الإمكانات، وكذلك يعاني نقصا في الجهاز الإداري والفني حيث بلغ عدد الفنيين الممرضين والممرضات 196 ومن المفترض ان يكون عددهم 312 ممرضاً ، أي أن هناك عجزا في أعدادهم يبلغ 116 ممرضاً ، وكذلك العجز في كادر أطباء قسم الطوارئ والمختبر والأشعة ، ومنذ عام 2009 وحتى الآن قدم 9 أطباء استقالاتهم ولم يتم تعيين أطباء غيرهم . وأشار إلي قسم العزل في المستشفى غير مفعل بسبب نقص الكادر الفني “ التمريض “ ، وكذلك عدم وجود استشاري لأمراض العيون ، وفي قسم الأمراض الجلدية توجد طبيبة واحدة فقط ويوجد ضغط في العمل والحال كذلك بالنسبة لقسم العلاج الطبي الذي يفتقر لوجود كادر فني والمعدات والتجهيزات الحديثة . وأوضح الدكتور سلطان المؤذن أن قسم الطوارئ يقدم خدمات علاجية خلال 24 ساعة ويعتمد على طبيبين فقط ممارس عام ويعاني عجزا في كادر التمريض. كما أن قسم خدمة العملاء الذي افتتح مؤخرا ويقدم خدمات منها اصدار البطاقات الصحية وتصديق الاجازات وفحص العمالة الوافدة يعاني نقصا في عدد الموظفين . وأشار المؤذن إلى المشكلة التي تتكرر في كل منشأة وهي نقص الأدوية ، إلى جانب تعذر إجراء فحوص البصمة الوراثية والأنسجة والرنين المغناطيسي، مما يستدعي إرسال المريض إلى المستشفى في الشارقة لعدم توافر هذه الفحوص في خورفكان . كما يجب الاهتمام بتطوير قدرات ومهارات الكادر التمريضي عن طريق المزيد من الدورات التدريبية و التأهيل .