تقودنا الفنانة الفوتوغرافية ميسون آل علي في رحلة عبر عدستها التي تسللت لتقتحم طبيعة حياة مختلفة وتميط اللثام عن سلوكيات دقيقة لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، فهي تكشف عن أسرار الحشرات عبر هذا النمط من التصوير الذي يحتاج مزيداً من الدقة والبحث والتركيز والصبر والجرأة في الوقت ذاته. تفاصيل دقيقة تطلعنا ميسون على تفاصيل وملامح دقيقة لتلك الكائنات التي يحب كثير من الناس رؤيتها لأنها تحمل تكوينات وتمازجاً لونياً بديعاً -بحسب قولها- ولا تغفل أيضاً عن وجود البعض ممن لايحبذون رؤية تلك الحشرات. تقول ميسون في السبب الذي دفعها إلى أن تسلط عدستها وتركز في طبيعة حياة الحشرات دون غيرها من الكائنات: "يعود هذا الأمر إلى طبيعتي، فأنا إنسانة أحب رؤية كل التفاصيل الدقيقة لما يحيط بي، وغالبا ماأقضي وقتي في تأمل الحشرات والتدقيق في سلوكها وأكثر ما يجذبني فيها تمازج ألوانها والانعكاسات اللونية الصادرة من عيونها.. وأرى أنه من المهم توثيق هذه المعلومات التفصيلية عن الحشرات ومشاركة الآخرين بها". تضيف: "في بداية الأمر واجهت انتقادات كثيرة فمجال تصوير الحشرات يعتبر جديداً -بعض الشيء- مقارنة مع أنواع التصوير السائدة في وسط الفوتوغرافيين الموجودين في الدولة، مما وضعني في فوهة التعليقات والملاحظات حول نمط التصوير الذي أهواه والتركيز عليه، خاصة أن من تقوم بتصويره فتاة من المفترض أن تخاف وتتجنب هذه الحشرات عوضاً عن البحث عنها والتقاط صور لزواياها المختلفة.. لكن والحمد لله أصبح الكثيرون يتوقفون مطولاً أمام المشاهد والصور التي التقطها ويبدون إعجاباً شديداً بها". النمط الصعب يعتبر هذا النوع من التصوير "المايكرو" جديداً وصعباً جداً! توضح ذلك ميسون بقولها: "إنه نمط صعب نظراً لوقوع الحشرات ضمن نطاق الأهداف المتحركة التي قد تشكل تحدياً للمصور في أن يلتقط المشهد واللقطة التي يريد تصويرها بعد محاولات عديدة وهنا لابد أن يتحلى هذا المصور بطول البال والصبر، ونظراً لكون أغلب الناس لا تحبذ النظر إلى الحشرات، فهذا ما يدعوني إلى انتقاء الخلفية المناسبة للموضوع والزاوية التي قد تبرز ما تتمتع به الحشرة من لفتة جمالية، كأن أضيف بعض الجماليات إلى محيط الحشرة مثل قطرات الندى مثلاً". تسترسل ميسون قائلة: "تتضاعف هذه الصعوبة في حالة التكبير العالي حيث يصبح عمق الميدان ضحلاً بعض الشيء، وتقع علي مسؤولية أكبر، فعلى سبيل المثال: إحداث تباين لوني بين الحشرة والخلفية يزيد من قوة العمل ويشد انتباه المشاهد بشكل أكبر. وبما أن جميع الكائنات الحية تحتوي على عناصر جمالية، فغالباً لا أقيد نفسي بحشرة معينة، وفي كل رحلة تصويرية أكون واثقة بأنني على موعد جديد مع الجمال غير المألوف، في مقابل ذلك قد تكوّن لدي مخزون معلومات جيد حول نمط حياة الحشرات وأنواعها وما تتمتع به من صفات بخلاف التوقف عند جمالها البديع الذي تلتقطه عدستي "المايكرو"