برلين (أ ف ب) من القيود على المراكب في البندقية مرورا بالتشريعات المتشددة إزاء تأجير المساكن للوافدين إلى برشلونة، يثير الحذر المتزايد من «السياحة المفرطة» القلق في معرض برلين السياحي حيث يسعى اختصاصيو القطاع لإيجاد حلول طارئة. ويقول رولاند كونرادي المدير العلمي للمعرض «في 2030 سيصل عدد السياح إلى 1.8 مليار، والأكيد هو أن هذا النمو المفتوح مستحيل أن يتواصل في أماكن محدودة». وشهد 2017 ارتفاعا قياسيا نسبته 7% في عدد السياح في العالم مع نبذ غير مسبوق للسياحة الجماعية التي تؤدي إلى اكتظاظ وتشويه للأماكن وتدفع السكان المحليين إلى مغادرة مناطقهم. وإزاء ذلك لم تصمد الشعب المرجانية في جزيرة مايا باي الخلابة في تايلاند التي شهدت تصوير فيلم «ذي بيتش»، أمام أعداد المستحمين وبات الموقع مهددا بإقفال جزئي. وفي بوتان تعتمد الحكومة نظام الحصص فيما يسمح رئيس بلدية «دوبروفنيك» لـ8 آلاف زائر في اليوم فقط بدخول المدينة القديمة. ويوضح تورستن كيرستجس أستاذ مادة الاقتصاد «يتم الحديث كثيرا عن السياحة المفرطة اليوم لأنها تعززت في وجهات معينة خصوصا بسبب الرحلات البحرية»، مشيرا إلى حالة مايوركا حيث يمكن أن «ترسو 5 سفن مع 4 آلاف شخص في الوقت نفسه». ويدرس القطاع 4 حلول لعدم حدوث تدمير ذاتي للسياحة، والحل الأكثر قبولا الآن هو توزيع أفضل لتدفق السياح. وحدت البندقية التي يبلغ عدد سكانها 265 ألفا، ويزورها 24 مليون سائح سنويا، دخول السفن السياحية الضخمة لبحيرتها الشاطئية، وأصدرت دليلا سياحيا يركز على المواقع الأقل شهرة أملا. ومن الحلول الأخرى اللعب على وتر الأسعار، فبرج «إيفل» مول أعمال الترميم بزيادة سعر بطاقة الدخول بالنصف، إلا أن الإنترنت زاد كثيرا الإقبال على الإيجارات الموسمية، ما يؤدي لارتفاع كبير في أسعار العقارات ويجذب عددا كبيرا من محبي السهر. ويثير ذلك معارضة كبيرة بين السكان كما في برشلونة، لتنتشر حركة «رهاب السياحة» بسرعة. وتفيد الدراسة الأولى حول «السياحة المفرطة» التي أجرتها شركة «ماكينزي» بأن 36% من السكان في المناطق التي تشهد فورة سياحية يعتبرون أن «الزوار الأجانب يخلفون ضغطا كبيرا على بلدانهم»، وكانت نسبتهم قبل 6 أشهر 18%.