لكبيرة التونسي (أبوظبي) - مشغولات يدوية ومطرزات ومنقوشات على النحاس والفضة، وأعشاب وورود مقطرة تضمنها المعرض الخيري “أشغالنا”، الذي ينظمه الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع لجنة صديقات مؤسسات الرعاية الاجتماعية في دار الأيتام الإسلامية في لبنان “جمعية أشغالنا”، والذي افتتح أمس في مقر الاتحاد العام برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. مكاسب متنوعة تقول وسيلة عريس، رئيسة الجمعية التي تأسست سنة 1985، وتضم أكثر من 55 أرملة، إن مقر المؤسسة يقع في بيروت، وإنها تهتم بالأرامل وتتكفل بكل مصاريفهن، بحيث تعمل على تأمين عيش الأسرة من تطبيب ومؤونة وتدريس. وعريس تعمل متطوعة إلى جانب 18 عضواً لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية للجمعية من خلال إقامة معارض خارج البلاد وداخلها، حيث تقيم الجمعية معرضاً دائماً بمقرها. تقول عريس “نقيم مشغلاً في مقر الجمعية، وكل النساء الأرامل يعملن على تطريز كل احتياجات المرأة وبيتها بمهارة عالية”. وعن ظروف العمل، تقول عريس إن الأرامل منهن من تعمل في بيتها، خاصة كبيرات السن، حيث توفر لهن الجمعية ماكينة خياطة واللوازم الأخرى من أثواب وأقمشة وخيوط ليقمن بتطريز أو خياطة أشياء تسوقها الجمعية بطريقتها، أما صغيرات السن فإنهن يعملن في مقر الجمعية. أما عن ساعات العمل قبل هذا المعرض فتقول إنها زادت عن المعتاد، واستغرق وقت إنجاز هذه المنتجات أكثر من شهرين. وتشير عريس إلى أن الجمعية تفتح أبوابها كل يوم جمعة، بحيث تتكفل الأرامل بتجهيز الأكل اللبناني وعرضه، ويستقبلن الزوار للتعريف من جهة بهن وبمنتجاتهن، وفتح باب من أبواب جلب موارد مالية لهن، بحيث يتعرف الناس إلى المنتجات والأشغال من خلال المعرض الدائم. أياد بيضاء تؤكد هنا نجا، أمينة صندوق اللجنة، أهمية رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمعرض. وتقول “سموها لم تذخر جهداً في دعمنا وتغمرنا دائماً بكرمها، سواء خلال المعرض الأول الذي أقيم سنة 2008 أو المعرض الحالي”. وعن الهدف من إقامة المعرض، تقول نجا إن أهم أهداف الجمعية هو رعاية الأيتام، وتقديم التأمين الصحي لهم، وتحمل التكاليف الدراسية سواء للمدارس أو الجامعات، مشيرة إلى أن دار الأيتام الإسلامية التي تضم 54 مركزاً في لبنان تخدم 12 ألفاً من الأيتام والمعاقين والأرامل. وتضيف “نبحث عن فتح أسواق للجمعية، خاصة أن الواجبات فيها كبيرة وثقيلة، حيث تتقاضى كل أرملة مصروفاً شهرياً، ولها تأمين صحي”. وتوضح نجا أن هدف السوق هو فتح أبواب أخرى لتسويق منتجات الأرامل. وتضيف “السوق اللبناني يعاني قلاقل سياسية، وهو سوق ضعيف، لذلك نبحث عن أسواق خارجية”. وتتابع “لنا هدف آخر يتجلى في التعريف بدور الجمعية وخلق نوع من التعاون بين المهتمين بالمجال، كما يسعى المعرض إلى التواصل مع النساء الإماراتيات”. أما بالنسبة لتدريب الأرامل، فتقول إن الجمعية التي تعمل تحت مظلة دار الأيتام الإسلامية في لبنان عملت على تأهيل الأرامل وتدريبهن في مجالات عدة، مثل الخياطة والتطريز والرسم وفن الطهي وغيرها من الأشغال لإكسابهن مهارات يساعدن من خلالها أطفالهن وإعالة أسرهن. تنسيق ودعم من جانبها، تؤكد حرم راشد عبدالله النعيمي، وزير الخارجية الأسبق، أهمية تعاون الجمعية مع الجمعيات النسائية الإماراتية بما يتيح تبادل الخبرات في المجال النسوي ودعم وتمكين المرأة العربية. وتضيف أنها سبق وتعرفت إلى الجمعية وإلى أهدافها النبيلة، وإلى منتجاتها، وتأكدت أنها ستلاقي إقبالاً كبيراً في المجتمع الإماراتي، وتتابع “نحاول أن نساهم بمجهود فردي، كما أن هدفنا هو نشر الوعي بالعمل التطوعي النبيل، وبلادنا الإمارات تدعم كل أعمال الخير سواء داخل الدولة أو خارجها”. أما هدى الشعالي، حرم محمد الشعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق، فتقول إنها أسهمت بالتنسيق مع الجمعية لإقامة معرض “أشغالنا”، وتضيف “المتطوعات في الجمعية يقدمن جهوداً تطوعية لتحقيق التمويل لفئة عريضة من الأيتام والأرامل، ونسقنا مع اللجنة باتجاه إنتاج مجموعة من الأشغال تناسب البيئة الإماراتية، مثل الشيل المطرزة بالفضة، والمفارش المطرزة للحديقة، والأواني النحاسية. وتتساءل الشعالي “لماذا لا يكون بالإمارات مثل هذه الجمعية؟ بحيث نقوم بجلب صانعات ماهرات لتعليم الإماراتيات بعض المهارات ليتعلمن أشياء جديدة، ويتفتحن على بيئة مختلفة، بدلاً من استهلاك وقتهن في تصفح الإنترنت بلا فائدة”.