أبوظبي (الاتحاد)

اختتمت أمس فعاليات الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية «أبوظبي 2019» بمدينة زايد الرياضية بحضور فخامة الرئيس جورج ويا رئيس جمهورية ليبيريا، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي.
وألقى فخامة الرئيس جورج ويا رئيس جمهورية ليبيريا كلمة توجه فيها بالشكر إلى حكومة الإمارات على استضافتها الأولمبياد الخاص، وإلى اللجنة المنظمة على حسن التنظيم لهذا الحدث التاريخي.
وقال: «في إطار زيارتي الرسمية إلى أبوظبي كرئيس لجمهورية ليبيريا، يشرفني أن تتم دعوتي لحضور الاحتفالات الختامية للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية التي تقام هنا في أبوظبي، التي أعتبرها بلدي الثاني، هذه هي المدينة التي اختتمت فيها حياتي المهنية كلاعب كرة قدم محترف، وأنا سعيد جداً لوجودي هنا اليوم لإعادة التواصل مع معجبي ومع شعب هذه المدينة الرائعة». وأكد فخامته أن هذا الأولمبياد الخاص يعني الكثير بالنسبة له شخصياً .. وقال «باعتباري رياضياً محترفاً سابقاً، فإنني أدرك تمام الإدراك مدى الانضباط والتصميم الذي يتطلبه التفوق في أي رياضة، ولذلك فأنا أُكنّ كل التقدير والإعجاب لكل فرد من المشاركين في هذه الألعاب، ونظرائهم في جميع أنحاء العالم الذين تغلبوا على التحديات التي تفرضها إعاقاتهم واستطاعوا بفضل قوة العقل التي يمتلكونها أن ينتصروا عليها ويشاركوا في الرياضة التي يحبونها، إن هذه الألعاب دليل على مرونتكم والتزامكم وشجاعتكم وقوتكم فلكم منا أسمى تحية». وأضاف «أعلم أيضاً مدى القوة والإمكانات التي يمكن للرياضة أن تبثها في نفوس الناس فتغير حياتهم، وباعتباري شخصاً من خلفية متواضعة ومهمشة، فإن الرياضة هي التي أتاحت لي الفرصة للتغلب على العديد من العقبات والنهوض لأصبح شخصاً أفضل وأكثر إنتاجية، أستطيع أن أشهد شخصياً بحقيقة أن الرياضة يمكن أن تبني شخصياتنا، ويمكنها أن تعلمنا العديد من الدروس في العمل الجماعي والقيادة والإنصاف والتماسك الاجتماعي».
وأعرب عن الفخر بفوز ليبيريا في الأولمبياد الخاص بثلاث ميداليات ذهبية وميدالية برونزية واحدة ..وقال « إن هذه الميداليات الذهبية هي أول جوائز رياضية دولية تفوز بها ليبيريا منذ عام 1995 عندما فزت بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب كرة قدم في العالم، وأعتقد أن هذا الإنجاز سيكون بمثابة مصدر إلهام لزملائهم الليبيريين، ويشجعهم على مواصلة السعي للتميز في كل ما يحاولون تحقيقه».
وأكد فخامته أن هذا الاستعراض المذهل للروح الرياضية والمهارات والذكاء لهؤلاء الرياضيين العظماء خلال هذا الأولمبياد الخاص إنما هو بمثابة دعوة للعالم ليدرك ضرورة بذل المزيد من الجهد بطريقة مستدامة للمعاقين ذهنياً.
وقال: «يجب على المجتمع والعالم بأسره احتضان الأشخاص المعاقين ذهنياً وتلبية احتياجاتهم كافة، ويجب علينا أن نضمن أن يتم دمجهم في صلب المجتمع وأن نوفر لهم أيضاً البيئة الملائمة التي تساعدهم على تعزيز قدراتهم». وأضاف: «باعتباري رئيساً لجمهورية ليبيريا، فإنني أجدد تعهدي هنا اليوم بأننا سنستثمر في مرافق ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يصبحوا مواطنين منتجين»، داعيا قادة العالم إلى الالتزام بتوفير التسهيلات والدعم والفرص الكافية لتمكين هؤلاء الشباب من تبوء مكانهم الصحيح كأعضاء منتجين في المجتمع.
وتضمنت فعاليات الحفل الختامي عرضاً غنائياً أدته المغنية العالمية نيكول شيرزينغر بعنوان «المنتصر» أعد خصيصاً للأولمبياد، كما شمل الحفل عرض فيلم تحت عنوان «يوم في حياة متطوع» يهدف إلى إظهار مدى التقدير الذي تحظى به جهود المتطوعين والدور الذي أدوه لنجاح الأولمبياد إضافة إلى مسيرة المتطوعين حيث دخل 500 متطوع إلى أرض الملعب بجانب مسيرة الرياضيين الذين يمثلون بلدانهم ترافقها بعض الأغاني الترحيبية والتشجيعية لعدد من الفنانين.
وشملت فعاليات الحفل عرض فيلم «الإرث» الذي تضمن مقابلات مع بعض الشخصيات المؤثرة من المشاركين يعبرون خلالها عن آمالهم وطموحاتهم بهدف تسليط الضوء على مدى الأثر الإيجابي الذي سيتركه الأولمبياد الخاص « أبوظبي 2019 » لدى المشاركين فيه خلال مستقبلهم إضافة إلى عرض غنائي آخر قدمته المغنية العالمية نيكول شيرزينغر.
ثم بدأ تسليم علم الأولمبياد الخاص للدولة المضيفة للنسخة المقبلة، حيث سلمت الدولة علم الأولمبياد إلى السويد مع إلقاء عدد من الكلمات لمسؤولي البلدين.. بعدها أعلن سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية اختتام الألعاب قائلاً: لقد تشرفنا باستضافتكم في بلدنا الحبيبة الإمارات.. بلدكم الثاني، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان الألعاب العالمية برسالة سامية مفادها أنه لا مستحيل مع الإصرار والعزم، فقط الإرادة تصنع الفارق» .. ولكل الرياضيين المتواجدين معنا اليوم نشكركم على إظهار مواهبكم الملهمة للعالم أجمع، نشكركم لأنكم أثبتم لنا أن الإرادة تصنع التغيير، نشكركم لأنكم مصدر إلهام لنا، لقد كان فخراً لنا أن نستضيف الألعاب العالمية هنا في أبوظبي، ويبقى علينا مهمة أخيرة ..أعلن رسمياً الآن اختتام الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019.
عقب ذلك تم إخماد الشعلة وشهد الحفل في نهايته عرضاً موسيقياً مسرحياً تحت عنوان «هذا أنا».
وشهد «الأولمبياد الخاص الحدث الرياضي الإنساني الأكبر في العالم مشاركة حوالي سبعة آلاف و500 رياضي تنافسوا ضمن 24 رياضة مختلفة على مدار سبعة أيام مع مشاركة أكبر عدد من النساء الرياضيات بجانب أكبر عدد من اللاعبين المتضامنين مع أصحاب الهمم.