بدأ عشرات الآلاف من المصريين في الفرار من ليبيا هربا من العنف الدامي الناتج عن تصدي السلطات الليبية للتظاهرات المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، فيما أعلن وزير الخارجية احمد أبو الغيط أن صعوبات تواجه إعادة 1,5 مليون مصري من ليبيا، مؤكدا أن “المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي الحصول على تصاريح لهبوط الطائرات المصرية في ليبيا لأن رد فعل الجانب الليبي غير واضح حتى الآن”. وقال مصدر امني مصري إن “10 آلاف مصري موجودون حاليا عند منفذ السلوم الحدودي في انتظار العودة الى أماكن اقامتهم في مختلف محافظات مصر”. وذكر التلفزيون المصرى ان “القوات المسلحة أقامت معسكرات لاستقبال الأفراد، وتقديم الرعاية والاحتياجات اللازمة لهم”. واعلن المتحدث الرسمي باسم الهيئة القومية للسكة الحديد المصرية محمد حجازي ان الهيئة قررت إرسال 4 قطارات فورا الى مرسى مطروح كبداية لجسر سكة حديد لنقل المصريين العائدين من ليبيا مجانا. وقال إن القطارات ستعمل على خط “مطروح - القاهرة” تباعا دون توقف بمجرد امتلاء القطار بالركاب، حتى يتم نقل جميع المصريين العالقين والعائدين من ليبيا. وقال الوزير المصري إن “مجموعتي عمل حكوميتين تركزان على كيفية اعادة واستقبال مليون ونصف المليون مصري في ليبيا تقريبا وهي أعداد هائلة”. ونصح ابو الغيط “المصريين في ليبيا بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج الى الطرق او التحرك في الشوارع وعدم النزول الى المدن” خصوصا أولئك المقيمين في شرق ليبيا. وقال “تم تدمير ممرات الهبوط في مطار بنغازي أي أن طائرات مصر للطيران لا يمكن ان تهبط وانصح دائما بالبقاء في المنازل وعدم الخروج حتى يتضح الأمر خاصة انه فكر المصريون في السفر فسيعبرون حوالي 500 كيلومتر من المخاطر حتى يصلوا الى الحدود المصرية”. واضاف “اذا اقتضى الأمر السفر من شرق ليبيا فعلى المصريين ان يكونوا في جماعات وحافلات” حتى يمكنهم الوصول بأمان الى الحدود المصرية. واكد وزير الخارجية المصري ان “شركة مصر للطيران تعمل بالتنسيق مع الحكومة المصرية على زيادة عدد الرحلات اليومية الى اربع رحلات ونحن نعلم أن أعداد العائدين ستكون كبيرة وقد طلبنا كذلك طائرات “سي130” من وزارة الدفاع للاشتراك في عملية نقل المصريين”. وتابع “ان المشكلة الرئيسية التي تواجهنا حاليا هي الحصول على تصاريح الهبوط في ليبيا وهذا الموضوع يمثل صعوبة شديدة لان رد فعل الجانب الليبي غير واضح حتى الان ويجب ان نحصل على تصاريح الهبوط لكي نؤمن نزول الطائرات بسلام في ليبيا”. وقال ابو الغيط “انصح أبناءنا المصريين في غرب ليبيا بعدم الذهاب الى مطار طرابلس بل انصحهم بأن يتصلوا أولا بالسفارة المصرية في طرابلس او مقر مصر للطيران في مطار “العاصمة الليبية مؤكدا ان “ديبلوماسيين مصريين مقيمين في مقر شركة مصر للطيران” في مطار طرابلس. واكد ضرورة تأمين المصريين المتوجهين الى مطار طرابلس وتنظيم العودة “حتى لا نجد في لحظة ان هناك 3 الاف مصري في المطار في حين ان طائرة واحدة سعتها 180 راكبا موجودة في المطار”. وأوضح أن السفارة المصرية في تونس بدأت الاستعداد للمصريين الذين سيغادرون ليبيا عبر الحدود التونسية ليتم نقلهم بعد ذلك الى مصر من خلال شركتي مصر للطيران وشركة الطيران التونسية. وقال ابوالغيط ان مصر فوجئت بما ورد في خطاب سيف الاسلام القذافي بشأن مشاركة عناصر مصرية في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المدن الليبية خلال الأيام الأخيرة والتي تشكل تحريضا يعرض حياة المصريين المقيمين في ليبيا للخطر. واكد أن مصر تشدد على أهمية قيام السلطات الليبية بواجبها في حماية أرواح وممتلكات الجالية المصرية المتواجدة في كافة المدن الليبية. وعزز الجيش المصري تواجده على الحدود مع ليبيا لضمان مرور الرعايا المصريين الذين يفرون من ليبيا. وقال مصدر امني إن “الجيش ارسل وحدات اضافية لضمان امن حدوده الشمالية مع ليبيا عند معبر السلوم ولإفساح المجال للرعايا المصريين الذين ينزحون من ليبيا للعودة الى بلادهم بأمان”. وأضاف ان مستشفى ميدانيا أقيم عند معبر السلوم لاستقبال الجرحى المحتملين او المرضى. في غضون ذلك قال مراسل “رويترز” إن الجانب الليبي من الحدود مع مصر يسيطر عليه مسلحون بهراوات وبنادق كلاشنيكوف معارضون للزعيم الليبي معمر القذافي. وأضاف من بلدة مساعد على الجانب الليبي من الحدود مع مصر أن أحد المحتجين يحمل صورة للقذافي مقلوبة وكتب عليها “الطاغية السفاح قاتل الليبيين”. إلى ذلك دعا مثقفون عرب وأجانب المنظمات الدولية “لوقف المجزرة بحق المدنيين العزل في ليبيا واعتبروا ذلك “إبادة جماعية” في حين أدان متظاهرون في القاهرة سلوك القذافي تجاه المحتجين. ووقع أكثر من 100 مثقف عربي ومصري بيانا يدين “الإبادة الجماعية التي لم يتعرض لمثلها الشعب الليبي إلا على يد الاحتلال الإيطالي” داعين المجتمع الدولي إلى “تدخل غير عادي لوقف المذبحة”. وفي الإسكندرية أنزل عاملون في القنصلية الليبية علم بلادهم وانضموا الى مئات المحتجين الذين يتظاهرون قرب القنصلية مطالبين بالثورة على الزعيم الليبي. وردد كثيرون بين المحتجين لدى إنزال العلم الذي صممه الزعيم الليبي معمر القذافي هتاف “الله أكبر” و”يسقط القذافي”. وقال شهود عيان إن عشرات من العاملين في القنصلية شاركوا في ترديد الهتافات وهم يبكون