غلاء أسعار الأغذية، غلاء تذاكر السفر، غلاء الإيجارات، غلاء المهور، وطالت هذه الموجة العارمة معاهد السيارات التي عمد بعضها إلى رفع الأسعار وأخرى عمدت إلى تقليص ساعات التدريب، ورفعت بعض مراكز تعليم قيادة السيارات أسعار حصص التدريب من 50 إلى 70 درهماً، فيما تحايلت بعض المكاتب بتقليص مدة الحصة الواحدة من ساعة إلى ثلاثين دقيقة· وهل تكفي هذه الثلاثين دقيقة لتعليم سائق سيجوب عدداً من شوارع دبي المزدحمة بالسيارات والشاحنات؟ ويدفع هذا الازدحام العديد من الراغبين في الحصول على الرخصة إلى تقليص عدد الحصص التي من المفترض أن يحصل عليها أي متدرب للحصول على رخصة القيادة· وهذا المناخ بالتأكيد سيؤدي إلى عزوف الكثيرين عن الحصول على الرخصة من أساسه· أمام هذه الموجات المتلاحقة والتي لا يملك المواطن والمقيم إلا الصمود أمامها والتفكير في استراتيجية للمواجهة من أجل البقاء·· وفي اعتقادي أن أهم مقومات هذه الاستراتيجية هو إعلان التقشف والترشيد في الاستهلاك وعدم الالتفات إلى المغريات العديدة التي تطل علينا من خلال عروض البيع والتخفيضات التي تورط العديد من الأسر والآباء في قروض يدفع ثمنها من ''اللحم الحي · الترشيد والادخار من أهم أدوات المواجهة وعلى الأسر ''شد الحزام'' وتبني هذه الاستراتيجية المهمة لمواجهة غلاء المعيشة المتزايد للمحافظة على البقاء والاستمرار والتخلي عن مبدأ ''متعة التسوق'' والصرف على ''الفاضي والمليان''· صالح محمد