استضاف نادي تراث الإمارات في أبوظبي أمس الأول على خشبة مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، المسرحية المحلية ''حرم معالي الوزير'' لمسرح دبي الشعبي التابع لهيئة دبي للثقافة والفنون، ومن تأليف اليوغوسلافي برانيسلاف نوشيتش ومن إعداد المؤلف المسرحي والمخرج اسماعيل عبد الله وإخراج حسن رجب بحضور محمد سيف النيادي رئيس مجلس الإدارة مدير عام نادي تراث الإمارات وعدد من الشخصيات الاجتماعية والفنانين والمسرحيين والصحفيين وجمهور المسرح· ويأتي هذا العمل ضمن الموسم الثقافي والفني لنادي تراث الإمارات الذي يستعد في موسمه الثقافي الجديد لاستضافة مسرحيات إماراتية وعربية وعالمية وإقامة ندوات ومؤتمرات ثقافية وعروض أفلام سينمائية متميزة وأمسيات أدبية وشعرية ومعارض فنية تقدم بشكل واسع خلال هذه الفترة· وقال راشد الرميثي رئيس قسم الإعلام في نادي تراث الإمارات لـ''الاتحاد'': إن مايو المقبل سيشهد استضافات متنوعة يقبل عليها النادي تتوزع بين المسرح والتشكيل والموسيقى والقراءات الشعرية، حيث ستعرض في 4 و5 من مايو المقبل مسرحية ''لا حيلة'' من انتاج مسرح رأس الخيمة الوطني، وهي من تأيف سعيد إسماعيل وإخراج بلال عبد الله· وان مشروع النادي الجديد هو التركيز على الابداع المحلي وتعزيز دوره في مسيرة الثقافة التي تشهدها الدولة عموماً والعاصمة خصوصاً· وعلى مدى ساعة ونصف الساعة عرضت مسرحية ''حرم معالي الوزير'' للجمهور الذي استحسن أداء الممثلين وقدراتهم الإبداعية وتحويل النص العالمي إلى نص آخر يحمل روح المحلية في معالجة مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تهم الإنسان في الإمارات ضمن إطار الاستفادة من الموروث العالمي المسرحي· تدور حكاية المسرحية حول عائلة إماراتية تتكون من الزوج الذي قام بدوره الممثل ''خالد ذياب'' والزوجة ''عذيجة'' التي قامت بأداء دورها الممثلة أشجان والابن سعود الذي قام بدوره ''إبراهيم المازم'' والابنة خولة التي قامت بدورها ''أمل محمد'' وزوج خولة الفنان ''حميد فارس'' بدور غانم· حيث تعاني العائلة من أزمات مالية وحين يأتي لهم خبر طلب ''البشت'' اللباس التقليدي للرجل العربي والإماراتي تحديداً كان بمثابة أشعار بتحول الزوج ''خالد ذياب'' الى شخصية مهمة وهي تسنمه مقاليد وزارة في التشكيل الوزاري الجديد فتنقلب حياة الأسرة والزوجة خاصة التي بدأت تتعامل مع الوضع الجديد بكل كبرياء وأبهة، وهنا حاول المعد إسماعيل عبد الله كعادته أن يقدم مواقف ساخرة وانتقادية لمتغيرات الذات وخاصة انه ربط الموقع الاجتماعي بـ''البشت''، اذ يقول فراش الوزارة الذي جاء مستعجلاً طلب البشت ليرسله الى الوزير المرتقب ''ناس راحت عليهم الوزارة بسبب تأخر البشت''، اعتمد اسماعيل عبد الله الخطاب الانتقادي في تعرية ما هو غريب على بنية المجتمع، حيث بدأت الزوجة في أول خطوة لها باستبدال اسمها ''عذيجة'' الى ''عذاري'' واستجابة لهذا الوضع الجديد بدأ الشخوص الآخرون المرتبطون بالعائلة يتصرفون وفق إطار المنفعة الشخصية ''الخال والعمة وحتى الخادمة'' بينما استكمالاً لإجراءات التنصيب مدت السجادة الحمراء استقبالاً للوزير الجديد· صاحب العرض رقصات وأغان انتقادية هادفة وبذلك اعتمد إسماعيل عبد الله مختلف الأساليب لتوصيل أفكاره ورؤاه ضمن متغيرات ''تغيير الأثاث، رفع صورة كبيرة للوزير في البيت، استقبال أطنان من رسائل التهنئة''، بينما صارت حرم معالي الوزير تنتقل بين صالونات التجميل وتعاقب من تريد وتعفو عمن تريد وتكرم من تريد· أما زوج البنت خولة فقد تصالح مع نفسه ولم تغره كل هذه المتغيرات وكذلك زوجته التي وقفت معه حين حاولت أمها حرم معالي الوزير تطليقها منه لتزوجها ''سعيد دودي'' صاحب المطاعم والعمارات والذي قام بدوره ''فؤاد القحطاني''، وهنا يدخل معضد الذي قام بدوره ''عبد الله صالح'' طرفاً في اللعبة، حيث يتضح انه يلعب لعبته أيضاً وتنكشف لعبة محاولة تطليق الزوج من ابنتهم وتفضح في الصحف والاذاعات فيضطر الوزير الى أن يستقيل· عمل أجاد فيه عادل خليل ''ضاعن'' ومحمد سعيد ''دسوقي'' وسعيد عبد العزيز ''خلفان'' وعذاري السويدي ''ميثا'' ونصري المعمري ''أوميرا'' وعادل خميس ''سليمان'' والسادات أحمد ومبارك سعيد وجمعة سالم وزيون المعمري وسمية سامي ويوسف محمد وذياب محمد وهشام جلال· وربما يمكن القول إن أدوار عبد الله صالح الممثل البارع وأشجان بقدراتها الكبيرة وحميد فارس بدوره المتميز وعادل ابراهيم قد وقع عليهم العبء الكبير في تصوير الحالة وتمثلها والتعبير عنها·