بيروت (وكالات) - أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، أن «إعلان بعبدا» الذي يدعو إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، أصبح من «الثوابت وبمرتبة الميثاق الوطني». وقال سليمان في كلمة خلال افتتاح مؤتمر عقد بعنوان «أرضي.. غد واعد»، إن «الأرض والشعب والقيم المشتركة هي الثلاثية الدائمة للوطن..إعلان بعبدا أصبح من الثوابت وبمرتبة الميثاق الوطني، وهو تالياً يسمو على البيانات الوزارية التي ترتبط بالحكومات، والجميع سيحتاج إلى هذا الإعلان وسيطالب بتطبيقه». وأضاف أن «وحدة القانون لا يحميها سوى المؤسسات الشرعية التي لا شريك لها في القرار والتنفيذ سياسياً وعسكرياً». وطالب سليمان بدراسة قانون انتخابي جديد وإقراره لتجديد الطبـقة السـياسية قبل نهاية المهلة الممددة لمجلس النواب الحالي. كما طالب سليمان هيئة الحوار الوطني بالعمل على دراسة الاستراتيجية الدفاعية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والإرهاب. ولفت إلى تصور قدمه لأعضاء طاولة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية يقوم على حصرية الدولة ومرجعيتها. ويأتي موقف الرئيس اللبناني في ظل تمسك قوى الثامن من مارس، وعلى رأسها «حزب الله»، بتضمين البيان الوزاري لحكومة رئيس الوزراء المكلف تمام سلام ثلاثية (الشعب والجيش والمقاومة)، فيما تصر قوى 14 مارس، وعـلى رأسها «تيار المستقبل»، على تضمين البيان «إعـلان بعبـدا» الذي يدعو إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وتكون الدولة وحدها هي المرجعية. وفي شأن متصل دعا سليمان في كلمة له أمس، إلى إيجاد حل لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقال سليمان إن اللاجئين السوريين «يشكلون خطراً مستداماً على الأرض وثرواتها وعلى التوازن السكاني والاندماج السكاني، وعلى الموارد». وشدد الرئيس اللبناني على وجوب «إقرار قانون تملك الأجانب، وعدم قبول توطين اللاجئين الفلسطينيين في أرضنا». وكان أنطونيو جوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، قد أطلق الأسبوع الماضي، 3 نداءات لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المجاورة. وقال جوتيريس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة حول الوضع الإنساني في سوريا، إن حوالي 2,5 مليون سوري سجلوا كلاجئين لدى المفوضية. وأعرب، في كلمة عبر الفيديو، عن حزنه الشديد لرؤية هذه الدولة، التي لطالما استضافت اللاجئين وكانت ملجأ آمناً لهم، تتحول إلى ما هي عليه اليوم، مؤكداً أن تأثير الأزمة جلي على البلدان المجاورة التي أظهرت كرماً غير مسبوق على الرغم من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية للأزمة عليها. وأعطى مثالاً على ذلك ما يجري في لبنان، فذكر أنه بالمقارنة مع مجموع سكان لبنان، يعادل عدد اللاجئين السوريين هناك حوالي 15 مليون نسمة في فرنسا، و32 مليوناً في روسيا أو 71 مليوناً في الولايات المتحدة، وبحلول هذا العام، يقدر البنك الدولي أن نسبة البطالة قد تتضاعف في لبنان، وأن 170 ألف لبنــاني إضافي قد يقعون في براثن الفقر، وأن التكلفة التي يتكبدها لبنان جراء الأزمـة الـسـورية قد تصـل إلى 7,5 مليار دولار. وكان الرئيس سليمان أجرى أمس الاول مباحثت مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني النائب علاء الدين بروجردي تناولت الاوضاع اللبنانية والتطورات في المنطقة خاصة تداعيات النزاع السوري الدامي على البلاد المضطربة. وقال مصدر رسمي لبناني إن بروجردي الذي التقى سليمان بحضور السفير الإيراني لدي بيروت غضنفر ركن ابادي بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها اضافة الى موقفي البلدين من الاوضاع والتطورات في منطقة الشرق الاوسط والاتصالات الاقليمية والدولية الجارية لايجاد حلول للأزمات القائمة.