لفتت أعمال التشكيلية الإماراتية ندى العامري اهتمام الجمهور الذي شاهد المعرض التشكيلي المشترك الذي أقيم بمناسبة فعاليات الأسبوع الثقافي والعلمي، ضمن نشاطات مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، والذي استمر للفترة من 20 حتى 27 مايو الجاري. وقدمت العامري 9 أعمال تشكيلية تراوحت أحجامها بين 60X80سم و20X20سم، وتناولت فيها عوالم مختلفة بتنوعات الحياة، وكان الأبرز فيها لوحات تجسد الزوارق واقفة عند الشاطئ، والأحياء القديمة التي تظهر براجيلها المربعة باذخة في عمق الموروث المحلي، كما اشتملت الموضوعات على تناولات لخيول جامحة وجانب من سطح البحر المزرق حيث النوارس المحلقة واللؤلؤ كرمز لثراء عمق البحر. اعتنت التشكيلية ندى العامري بتصوير الواقع بكل جزئياته؛ امرأتان تحملان جرتين من الفخار، وشبابيك مفعمة بالأسرار، وأبواب تشم منها رائحة التاريخ. وقد حافظت التشكيلية وبدقة على الأبعاد المحتملة للأشياء في اللوحة، فبدت أعمالها متناسقة الزوايا بفضاءات محددة ببراعة، هذا بالإضافة إلى تعاملها المحسوب مع عمق اللوحة. استخدمت الألوان الحارة التي بدت أكثر هيمنة على عوالمها، ومنها الأزرق والبني تمثيلاً للأشياء في عالمها الواقعي، كالبحر والبراجيل وجذوع النخيل. وقالت العامري لـ»الاتحاد» عن طبيعة الأعمال التي شاركت بها: «أحاول دائماً توثيق رحلاتي ومشاهداتي للموروثات القديمة التي التقطها عادة لتشكل لي مناخاً استثنائياً في اللوحة، خاصة إذا وجدت أن هذه الأجواء متعددة الألوان، مما يجعلها قادرة أن تكون عنصراً أو بنية فاعلة في اللوحة». وعن عوالمها الفنية أضافت: «البحر يشكل لدينا عالماً مهيمناً ولهذا تجد في إحدى لوحاتي مزاوجة بين التراث والحضارة، وأستخدم في أغلب أعمالي الألوان المائية والزيتية و»الأكريلك» و»المكس ميديا»، وأعتقد أن كثرة استخدامي للألوان المائية بسبب شفافيتها». وعن علاقة تخصصها في الكيمياء وفن كيمياء اللوحة قالت العامري: «من الغرابة حقاً أنني لم أجد أي تأثير لاختصاصي في علم الكيمياء على اشتغالي تشكيلياً، ولكن ربما امتزاجات الألوان بنسب دقيقة ومحددة من أجل خلق لون استثنائي تتدخل فيه ذائقتي الفنية، ولكن في النتيجة لا أرى أي تأثير من اختصاصي في الكيمياء على اشتغالي في اللوحة». وأشارت ندى العامري إلى أنها «أنجزت أكثر من 50 عملاً تشكيلياً، وقد أشاد بأعمالها كبار المبدعين والمهتمين بالفن التشكيلي، غير أنها تجد من الضروري جداً أن يدعم الفن المحلي عبر إقامة معارض تشكيلية مشتركة أو خاصة تمثل المبدعين من الدولة». وأكدت أن «هناك أعمالاً إبداعية لمبدعين إماراتيين تتجاوز الكثير مما نراه من أعمال تأتي من الخارج». وعن طموحاتها الفنية قالت: «أتمنى أن أقيم معرضي الشخصي الأول ضمن ساحة ثقافية يحتفى فيها المبدع بنتاجه، وبخاصة إذا رغب أن يقدم أفضل مما لديه، ترسيخاً لما أنجز في دولة الإمارات التي تشكل كياناً موروثياً حاولت أن أوثقه في أغلب أعمالي، إنني أطمح لأن يكون لي معرضي الشخصي». يشار إلى أن ندى العامري مواليد 1979، وشاركت في عدة معارض أهمهابينالي الشارقة 2002، والمعرض الوطني الثاني والثالث والرابع للفنون التشكيلية بنادي القوات المسلحة بأبوظبي للأعوام 2005 و2006 و2007، وحازت عام 1993 على المركز الأول في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتصميم شعار علم الإنسان، والجائزة الثالثة في معرض انطباعات تراثية للفنون التشكيلية في نادي الضباط بدبي عام 1998، والمركز الأول في معرض الفنون التشكيلية بالعين عام 2001