حسم تشيلسي موقعته مع مضيفه مانشستر يونايتد حامل اللقب وانتزع منه الصدارة مجدداً بالفوز عليه 2-1 أمس على ملعب “اولدترافورد” أمام حوالي 75 ألف متفرج في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإنجليزي لكرة القدم. ويأتي فوز تشيلسي في مرحلة مفصلية لتحديد هوية البطل خصوصاً أن الدوري الممتاز وصل إلى مراحله الأخيرة، لكن شيئاً لم يحسم لأنه بانتظار الفريقين مواجهات صعبة، إذ يلعب تشيلسي في المراحل الست الأخيرة مباراتين صعبتين جداً خارج قواعده أمام جاره توتنهام وليفربول، فيما يلعب مانشستر خارج ملعبه مع جاره مانشستر سيتي ثم توتنهام على أرضه. ورفع تشيلسي رصيده إلى 74 نقطة في الصدارة بفارق نقطتين عن مانشستر يونايتد الذي تلقى هزيمته الأولى على أرضه في الدوري هذا الموسم. وتأثر فريق المدرب الاسكتلندي اليكس فيرجوسون بافتقاده خدمات نجمه المطلق وهدافه لهذا الموسم حتى الآن واين روني (35 هدفاً في جميع المسابقات و26 في الدوري) بسبب الاصابة التي تعرض لها الثلاثاء الماضي أمام بايرن ميونيخ الألماني (1-2) في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو سيغيب عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع على أقل تقدير. وسمح غياب روني للبلغاري ديميتار برباتوف أن يبدأ المباراة أساسياً، وهو لقي مساندة هجومية من الكوري الجنوبي بارك جي سونج والأكوادوري انطونيو فالنسيا والويلزي المخضرم راين جيجز. في المقابل، بدأ مدرب تشيلسي الايطالي كارلو انشيلوتي الذي تفوق على نظيره فيرجوسون في ست مواجهات من أصل السبع التي جمعت الرجلين حتى الآن (4 حين كان الأول مع ميلان)، المباراة بإبقاء هدافه العاجي ديدييه دروجبا على مقاعد الاحتياط مفضلاً أن يلعب برأس حربة وحيد هو الفرنسي نيكولا أنيلكا ومن خلفه كل من البرتغالي ديكو وجو كول والفرنسي فلوران مالودا. ودخل فريق “الشياطين الحمر” الساعي إلى الظفر باللقب للمرة الرابعة على التوالي، وهو إنجاز لم يحققه أي فريق في السابق، إلى هذه المواجهة وهو يأمل أن يؤكد تفوقه على غريمه اللندني في “اولدترافورد” حيث لم يخرج الأخير فائزاً منذ العاشر من مايو 2005 عندما تغلب على فريق فيرجوسون بثلاثة أهداف سجلها البرتغالي تياجو والايسلندي ايدور جوديونسون وجو كول، مقابل هدف للهولندي رود فان نيستلروي. لكن البداية لم تكن مثالية لفريق “الشياطين الحمر” لأن ضيفه اللندني افتتح التسجيل في أول فرصة حقيقية في اللقاء بهدف رائع سجله جو كول الذي استفاد من المجهود الفردي المميز الذي قام به مالودا على الجهة اليسرى حيث تخطى ثلاثة لاعبين قبل أن يعكس الكرة إلى القائم القريب فوصلت إلى كول الذي حولها بكعب قدمه إلى الزاوية اليسرى الأرضية لمرمى الحارس الهولندي أدوين فان در سار (20). وغابت بعدها الفرص باستثناء واحدة واضحة لتشيلسي الذي طالب لاعبوه بركلة جزاء في الدقيقة 30 بعد خطأ من جاري نيفيل على انيلكا داخل المنطقة لكن الحكم مايك دين طالب بمواصلة اللعب. وفي بداية الشوط الثاني، كاد تشيلسي أن يعزز تقدمه عندما مرر جو كول الكرة للبرتغالي باولو فيريرا المتوغل في الجهة اليمنى فلعبها الأخير عرضية عوضاً عن التسديد وهو في مواجهة المرمى لكن أنيلكا وصل متأخراً ليفرط الفريق اللندني بفرصة ذهبية (48). وتحسن بعدها أداء مانشستر وكان قريباً من ادراك التعادل عبر برباتوف لكن رأسية النجم البلغاري مرت قريبة جدا من القائم الأيمن لمرمى الحارس التشيكي بتر تشيك (61). وواصل فريق فيرجوسون ضغطه وحاصر ضيفه اللندني في منطقته لكن القائد تيري وزملاءه في خط الدفاع عرفوا كيف يتعاملون مع اندفاع أصحاب الأرض. وفي الدقيقة 70 زج انشيلوتي بدروجبا بدلاً من أنيلكا، ورد عليه فيرجوسون بادخال الايطالي الشاب فيديريكو ماكيدا من بارك جي سونج والبرتغالي لويس ناني بدلاً من بول سكولز، لكن تبديل الايطالي أعطى ثماره أكثر من نظيره الاسكتلندي لأن دروجبا عزز تقدم تشيلسي بهدف ثان بعدما تسلم الكرة من البديل الآخر العاجي ساولومن كالو عند حدود المنطقة وتوغل قبل أن يطلق كرة صاروخية على يسار فان در سار (79)، مسجلاً هدفه الأول في الدوري ضد “الشياطين الحمر” وأن كان مشكوكاً بصحته بسبب تسلل العاجي. لكن المباراة اشتعلت مجدداً في الدقائق التسع الأخيرة عندما قلص مانشستر الفارق بعدما توغل البديل ناني في الجهة اليسرى قبل أن يلعب كرة عرضية حاول تشيك اعتراضها فارتدت من صدر البديل الآخر ماكيدا إلى داخل شباك الفريق اللندني (81) الذي اعترض على الهدف لأن الايطالي الشاب لمس الكرة بيده. وكاد برباتوف أن يخطف هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من اللقاء عندما وصلته الكرة عند نقطة الجزاء اثر عرضية من جاري نيفيل فسددها “طائرة” لكن تشيك كان في المكان المناسب لينقذ فريقه.