هناء الحمادي (أبوظبي)
على رمالها الذهبية شدوا الرحال، لتبدأ مغامرة تعكس الحماسة وروح الاستكشاف، في صحراء الربع الخالي التي لا تصف الكلمات روعتها، فرغم قسوتها فإن غروب الشمس وملامسة لون الرمال الصفراء بأشعتها، يعد ضرباً من الخيال في الإبداع والتصور.
محمد مسلم الخوار وطارق الحبتور وحبتور الحبتور قرروا وعزموا على المشاركة مع 75 شخصاً في مغامرة جديدة متفردة لبرنامج الرحلة الاستكشافية «ركايب» بتنظيم «نادي الإبل السعودي»، لقطع مسافة 650 كلم في صحراء الربع الخالي على الجمال لسبر أغواره والتعرف على ثرواته الطبيعية والتراثية والمناخية والجغرافية. يقول محمد مسلم الخوار: «لم أتردد بالمشاركة في الرحلة، رغم صعوباتها وتحدياتها ومخاوفها، فهي وإن كانت رحلة شاقة، فمساندة وتشجيع زملائي كان وراء خوض المغامرة». يسترجع الخوار تلك اللحظات التي لم تفارق مخيلته، قائلاً: تجربة السفر بالإبل ممتعة خاصة أننا قطعنا مسافات طويلة، استمتعنا خلالها بمناظر الرمال الذهبية حين تغرب الشمس راسمة صورة جمالية طبيعية تنطق جمالاً وروعة. ويضيف الخوار «جاءت مشاركتي كنوع من إحياء تراث الآباء والأجداد حين كانوا يرتحلون متنقلين من مكان لآخر عبر السفر في الصحراء على ظهور الإبل، لتكون أول محطة نصل إليها خلال الرحلة هي منطقة «أوبار» وهي منطقة تاريخية في أقصى جنوب الربع الخالي بالقرب من الحدود السعودية، وخلال تواجدنا في المنطقة كان التعرف عليها هو الشغل الشاغل لمعرفة أسرار الجوانب الحضارية والثقافية في هذه المنطقة، لتستمر الرحلة بعد البقاء لمدة يوم بالانتقال إلى محطة ثانية وهي «خور الزكرت» و«خور نيفة» و«بئر جلابة» وكل منطقة من هذه المناطق لها ما يميزها من حضارة وطبيعة، وخلال الرحلة كنا نمكث في كل منطقة نصل إليها لمدة يوم واحد للاستراحة، وإقامة خيام وتناول وجبات وإراحة الإبل من المسير الطويل».
الفصول الأربعة
ويعترف طارق الحبتور بأن تجربته أضافت له الكثير من الصبر وتحمل المشاق، فرغم العواصف الرملية التي شهدناها طوال المسير إلا أن التحدي كان هو الهدف الذي نسعى له خاصة أننا الوحيدون المشاركون من الإمارات في برنامج «ركايب»، وكان علينا تحمل المسؤولية باعتبارنا ممثلين لوطننا الغالي في هذه الرحلة.
ويقول «صحراء الربع الخالي متقلبة الطقس، فالمغامر قد يمر بالفصول الأربعة من حرارة وبرودة وغبار وأمطار خلال اليوم، بجانب قحولة الأرض ووعورتها ورمالها المتحركة وصعوبة المناخ وقلة مناهل المياة العذبة». موضحاً «رغم ما تعرضنا له من أجواء الصحراء القاحلة إلا أن الكثير من المشاركين كانوا يدعمون بعضهم بعضاً ويحثونهم على الاستمرار.
نيزك الربع الخالي
وبعد أن كان عدد المشاركين 75 شخصاً، تقلص العدد إلى 66 شخصاً، وعن ذلك يقول حبتور الحبتور «بالفعل سوء الأحوال الجوية دفع البعض للتراجع عن مواصلة الرحلة، لكننا تحدينا الصعاب ووصلنا إلى منطقة معروفة وهي «الحديدة»، أو كما يسميها البعض «أم الحديد»، وهي منطقة شهيرة حيث سقط فيها نيزك منذ 4 قرون، كما يقولون، وقد احتفظ المتحف الوطني بالرياض برأس هذا النيزك الذي يبلغ وزنه 2.5 طن، وتم اكتشافه من قبل الرحالة فلبي». وبعد مواصلة المسير، كانت محطتنا الأخيرة هي «واحة يبرين» وهي بوابة الربع الخالي الشمالية، لتنتهي الرحلة كاملة خلال 26 يوماً. وأوضح الحبتور: خلال رحلة «ركايب»، كان من ضمن المشاركين رسام أميركي يدعي «ستيفين بيرنت»، والذي كان يقوم برسم صور من قلب صحراء الربع الخالي، وكنا نشارك في تلوينها، ومن أبرزها، صورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي أبدعها ستيفين مع المشاركين في الرحلة.