(دبي) - تأهل الوصل إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، بعد الفوز على الأهلي بهدف نظيف، في المباراة التي جرت مساء أمس بملعب نادي الشباب بدبي ليلتقي بذلك الوصل مع الوحدة في المواجهة المقبلة. سجل هدف المباراة الوحيد الإسباني يستى في الدقيقة 60 ليؤكد الوصل تفوقه هذا الموسم على “الفرسان”، حيث حقق “الامبراطور” الفوز الثالث على الأهلي مقابل خسارة واحدة، فقط لـ”الفهود” حيث كانت آخر المواجهات بين الفريقين في دوري المحترفين، قد انتهت بفوز الوصل بهدفين، وبعدها بأيام قليلة الوصل، ليؤكد تفوقه على “الفرسان” في مباراة جاءت مثيرة للغاية بين الفريقين. المباراة لم يشارك فيها الكثير من نجوم الفريقين، خاصة الوصل في ظل غياب الثلاثي علي محمود ودرويش أحمد وراشد عيسى للإيقاف، كما غاب عن الأهلي إسماعيل الحمادي وفيصل خليل، ومع ذلك نجح البدلاء في الوصل في إثبات كفاءتهم، خاصة اللاعب الشاب خليفة عبد الله الذي لعب في مركز الارتكاز، وبهذه النتيجة يودع الأهلي الكأس وكأس الرابطة. نزعة هجومية جاءت تشكيلة الأهلي ذات نزعة هجومية مع توازن دفاعي جيد، وهو ما وضح منذ أن وضع المدرب للتشكيلة؛ لأنه يرغب في الفوز، وفي الوصل بدأ الفريق المباراة بطريقة 4 -3 -1 -2، وهي إلى حد كبير هجومية في ظل وجود الكاس وأوليفيرا في مركز الهجوم وخلفهما الممول الأساسي الإسباني يستى. وظهرت خطورة الوصل مع الدقيقة الأولى، عندما قاد يستى هجمة منظمة، حتى وصلت الكرة إلى سعيد الكاس عن طريق عيسى علي، ولكن حارس الأهلي سيف يوسف أنقذها في الوقت المناسب. ظل الحصار الوصلاوي مستمر لـ “الفرسان” وسط ملعبه طوال الدقائق الأولى، في ظل الهجوم الكاسح لـ”الفهود” من طرفي وعمق الملعب، ولم يجد دفاع الأهلي سوى استخدام الخشونة مع أوليفيرا لإيقاف خطورة في هجمة قادها من الناحية اليسرى. حاول الأهلي استغلال جبهة أحمد خميس اليمنى للانطلاق منها تجاه ماجد ناصر، ولكن تمكن فاضل أحمد من فرض الرقابة عليه، كما بذل الشيبة جهداً كبيراً للسيطرة على أحمد خليل، في حين حاول المغربي كريم الأحمدي الانطلاق على فترات في الناحية اليسرى، ولكنه كان يصطدم بطارق حسن. فرصة خطرة أول هجمة خطيرة للأهلي جاءت في الدقيقة 12، عندما تلقى أحمد خميس تمريرة أحمد خليل الرأسية، وانطلق، ولكن قدم فاضل أحمد أعاقته ليحصل فاضل على أول إنذار في المباراة، وأهدر بنجا الكرة بتسديدة بعيدة عن المرمى. بذل خالد مسعود وخالد محمد وكانافارو وبدر عبد الرحمن جهداً كبيراً في الناحية الدفاعية، كما حاول عبدالعزيز هيكل المرور من ناحيته اليسرى، ولكن الجهد الكبير من عيسى علي، ومن خلفه طارق حسن، وأمامهما أوليفيرا جعل الأمور صعبة على لاعبي الأهلي. تبادل يستى وأوليفيرا وبينهما الكاس المراكز كثيراً، من أجل إحداث الخلخلة في دفاعات الأهلي المتمركزة والقوية، كما كان للشاب الواعد بالوصل خليفة عبدالله الدور البارز في ارتكاز الوسط، وقيامه بدوره على أفضل ما يكون. وفي الدقيقة 27 نظم الأهلي هجمة خطيرة، بدأها أحمد خليل بمراوغات وعرضية جميلة، وبدلاً من أن يسددها أحمد خميس في شباك ماجد ناصر، تعود للخلف، لتجد بنجا الذي مررها إلى خالد مسعود، وينقذها محمد الشيبة في التوقيت المناسب، إلى ضربة ركنية. وضح أن الأهلي بدأ يفرض سيطرته على وسط الملعب من خلال الأحمدي وطارق أحمد وأحمد خميس وهيكل، وهو ما جعل الهجمات تتوالى على دفاعات الوصل، وبذل الشيبة وياسر سالم وفاضل وطارق جهداً كبيراً لإيقاف الزحف “الأحمر” نحو مرمى ماجد ناصر. وكان خالد محمد من مصادر الأمان في دفاع الأهلي، حيث كان يظهر في الأوقات المناسبة تماماً ليفسد محاولات الكأس ويستى لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. مع بداية الشوط الثاني، وضحت الجدية من الطرفين، في البدء بالتهديف، وكان الأهلي الأكثر خطورة مع انطلاقة الشوط، وحاول خط الوسط في الطرفين السيطرة على الأمور، وشدد الأهلي من ضغطه عن طريق أحمد خليل وبنجا، ولكن دفاع الوصل كان يقظاً للغاية في مراقبة كل شاردة وواردة. هدف وصلاوي في الدقيقة 60 وجد الوصل ضالته، عندما قام المتألق سعيد الكاس بتمرير رأسية رائعة إلى يستى الذي توغل وسط دفاعات الأهلي، وقام بمراوغة كانافارو على أفضل ما يكون، وهيأ الكرة على قدمه اليسرى ويسجل هدف “الإمبراطور” الأول لتشتعل مدرجات ملعب الشباب، وتكتسي باللون الأصفر. معنويات عالية ارتفعت معنويات “الفهود” كثيراً، وضغط من كافة جنبات الملعب، وبدأ أوليفيرا في الضغط، ومعه يستى وتحركات المخضرم الكبير الكاس الذي رجع لشبابه تماماً في كافة تحركاته وانطلاقاته في الملعب، كما أجاد خليفة عبد الله في التغطية والتحركات في وسط الملعب، ويحصل طارق أحمد على بطاقة صفراء للخشونة مع أحد لاعبي الوصل في منطقة الوسط. وفي محاولة من مدرب الأهلي لتنشيط هجومه يقوم باشراك عبد الله عبد الرحمن بدلاً من أحمد خميس، وبدأ الأهلي في التقدم كثيراً للأمام في محاولة لتعويض الهدف، خاصة أن المباراة لا تقبل القسمة على اثنين. وفي الوصل بدأ فارياس مدرب الفهود في التفكير جدياً في كيفية الحفاظ على هذا التقدم، فقام بالدفع بعمران عبد الرحمن بدلاً من خليفة عبد الله الذي تأثر بالإصابة في العضلة بعد الجهد الكبير الذي بذله اللاعب الشاب. ضغط أحمر ضغط الأهلي كثيراً، وبدأ أحمد خليل في الاستفادة من التسديدات البعيدة، ولكن دفاع الوصل كان متألقاً ومعه ماجد ناصر، وقام مدرب الأهلي بإشراك حسن علي إبراهيم مكان طارق أحمد لتجديد حيوية الوسط، وفي المقابل قام فارياس بالدفع بالمهاجم الشاب ماهر جاسم بدلاً من سعيد الكاس الذي بذل جهداً كبيراً في الدقيقة 77. وخلال الدقائق الأخيرة من المباراة سنحت لماهر جاسم فرصة كبيرة للتهديف، ولكن حارس الأهلي أنقذها في الوقت المناسب لتنتهي المباراة بفوز الوصل، وتأهله للدور نصف النهائي وملاقاة الوحدة.