عواصم (وكالات) - وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما امس القمع العسكري وحمام الدم في ليبيا بانها امور شائنة، وقال “إن الوقت قد حان لمحاسبة القادة الليبيين على قمعهم المتظاهرين”. وأعلن البيت الأبيض انه لا يستبعد إمكانية اللجوء الى الخيار العسكري بشأن الوضع في ليبيا، في وقت طالب فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون العقيد الليبي معمر القذافي بالتوقف عن قمع شعبه وتركه يحصل على الديمقراطية. وقال اوباما الذي أوفد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى جنيف للمشاركة في الجلسة المقررة الاثنين المقبل لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة المخصصة للوضع في ليبيا “إن الآلام وحمام الدم أمور شائنة وغير مقبولة.. إن التهديدات واعطاء الأوامر لإطلاق النار على متظاهرين مسالمين هي ايضا أمور شائنة وما هي الا لمعاقبة الشعب الليبي.. هذه التصرفات تنتهك القواعد الدولية وتتعارض مع السلوك الذي ننتظره في مثل هذه الحالات عامة ويجب أن تتوقف”. وأضاف “في مثل هذه الحالة، من المحتم أن تعبر الأمم وشعوب العالم باسره بصوت واحد وهذا الأمر هو الذي نعمل عليه”. مشيراً الى أن الحكومة الليبية تتحمل المسؤولية في الامتناع عن اللجوء الى العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية الى الذين هم بحاجة لها واحترام حقوق مواطنيها”. وقال أوباما إنه أمر فريقه للأمن القومي بإعداد مجموعة كاملة من الخيارات للتعامل مع الأزمة. فيما قالت كلينتون “اننا ننضم الى باقي دول العالم في توجيه رسالة واضحة بان العنف غير مقبول والحكومة الليبية ستحاسب على الأعمال التي تقوم بها وسننظر الى كل الاحتمالات الممكنة”. وإذ لم تحدد كلينتون هذه الاحتمالات، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس “إن الولايات المتحدة ستواجه على الأرجح صعوبات في تولي مهمة فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وان فرنسا وايطاليا هما الأفضل للقيام بهذه المهمة. وقال جيتس في مقابلة مع مجلة “ذي ويكلي ستاندرد” المحافظة “إن الفرنسيين والإيطاليين لديهم وسائل اكثر للتدخل سريعاً من اجل فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا”، وأضاف “ان مستقبل ليبيا مسألة لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات لان القذافي قد يلجأ الى القوة للتمسك بالسلطة”. وأضاف “هل ينجح باستعادة السيطرة عن طريق قمع دموي يفوق التصور؟ هل يرميه الجيش خارجا؟..اعتقد أن المسألة لا تزال في هذه المرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات”. واعتبر ان الجيش الليبي يتفتت وانه لم يكن اصلاً في اي وقت من الأوقات جيشا موحدا كما الجيوش في دول أخرى. وأعلن البيت الأبيض انه لا يستبعد إمكانية اللجوء الى الخيار العسكري بشأن الوضع في ليبيا، وقال المتحدث جاي كارني للصحفيين إنه سيتم استعراض كل الخيارات بما في ذلك العقوبات خلال اتصالات هاتفية سيجريها الرئيس باراك أوباما مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت لاحق. وقال كارني إنه يتوقع التحرك قريباً مع المجتمع الدولي لإجبار ليبيا على وقف قمع مواطنيها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “ترغب في إقصاء ليبيا عن مجلس حقوق الإنسان”. وحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ايضاً القذافي على التوقف عن قمع شعبه وتركه يحصل على الديمقراطية، وقال في مقابلة بثها موقع يوتيوب سجلت في سلطنة عمان طلب منه فيها توجيه سؤال الى “احد قادة العالم” “سؤالي الى العقيد القذافي: ماذا تخال نفسك فاعلا؟ توقف.. دع شعبك يحصل على الحرية والديمقراطية ومستقبل افضل، فهذا كل ما يتمناه كل فرد على هذه الأرض وما يستحق”. ووصف رئيس الوزراء البريطاني العنف الذي تمارسه السلطات الليبية ضد شعبها بأنه غير مقبول على الإطلاق. وقال “العنف، هذا القمع الوحشي بالاستعانة بطائرات ونشر الجيش في الشوارع واستخدام الرصاص الحي.. كلها امور غير مقبولة على الإطلاق ويجب ان تتوقف.. كل ذلك سيكون له تبعات امام مجلس الامن، وعواقب على المسؤولين عنه وعلينا درس مجموعة واسعة من الخيارات على ما قال أوباما”. وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن تأييده لإجراء تحقيق دولي حول الفظائع المرتكبة في ليبيا، وقال “لدينا فلول حكومة مستعدة لاستعمال القوة والعنف ضد شعبها وبطبيعة الحال نريد تحقيقاً دولياً ولذلك نحن في حاجة لإقناع دول أخرى”. وتابع انه من المهم تكثيف الضغط خلال الأيام المقبلة على النظام الذي يرتكب تجاوزات خطيرة”. وطالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج العالم بأن يصعد من ضغوطه على حكومة القذافي. وقال “يجب القول إن الاحتمالات تشير بقوة الى انها ليست في صالحه واعتقد انه من المهم لنا جميعا في المجتمع الدولي ان نهيل الضغوط على النظام الذي يرتكب بكل المعايير مخالفات جسيمة وسنبحث عن سبل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال وعليهم ان يضعوا ذلك في الاعتبار قبل أن يأمروا بالمزيد”. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن لجنة أزمات رفيعة المستوى في بريطانيا تعرف باسم كوبرا ستجتمع اليوم لمناقشة رد الحكومة على أزمة ليبيا. ونقلت قناة سكاي نيوز عن مصادر قولها إن قوارب البحرية البريطانية وهي من وحدات القوات الخاصة مستعدة لعملية إنقاذ ممكنة في ليبيا، لكن الحكومة لم تعلق على الأمر. ودعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الى فرض عقوبات على القذافي، وقال “القذافي ديكتاتور يهاجم شعبه.. لا يمكن أن نقبل استخدام العنف ضد الشعب الليبي.. لا يمكن للمرء استخدام العنف لحجب الحرية عن شعبه”.