لا أحد يستطيع أن ينكر خطورة وضع الهوية الوطنية، ولا حتى أن يقلل من أهمية الحفاظ عليها من التغيير، لكن بالطبع ستجد الكثيرين ممن يبررون ويضعون التفسيرات الغريبة وأحياناً المضحكة الساذجة، وذلك للدفاع عن فكرة أو مبدأ خاطئ، معللين بالتخلف الفكري من جهة والتطرف من جهة أخرى، وأن من يتمسك بها متخلف اقتصاديا وفكرياً، معتقدين أن المادة يجب أن تطغى على حياة الشعوب وعاداتهم وهويتهم الحقيقية، وعليهم تغييرها جذرياً لتتناسب مع الفكر الاقتصادي ''النيّر'' الذي يعصف بالمنطقة· ما أود التطرق إليه هنا هو جهود أبوظبي الفتية في الحفاظ على هويتنا الإماراتية من الضياع أو التغيير، فنحن في أمس الحاجة هذه الأيام لمن يرمم هذه الهوية كبداية، ومن ثم يقوم بإعادة إحيائها عند جيل الشباب لتبقى هويتنا صامدة على مر السنين، فالإيمان بمدى خطورة الوضع الحالي أهم كثيراً من المبررات التي تعودنا على سماعها من البعض نظير ما آل إليه الوضع، فنحن من صنع الوضع الحالي ونحن من يقوم بترسيخه· لذا·· فالمسؤولون في أبوظبي يستحقون التقدير والشكر على جهودهم واهتمامهم واعترافهم بأهمية الهوية الوطنية، فجهودهم مقدرة في تعزيز هذه الهوية من غير تلميع أو تجميل، كما أتمنى أن يُعَزَزَ مفهوم الهوية الوطنية في منطقة الخليج بأكملها·· وشكراً أبوظبي! سلطان المنصور