باريس، موسكو، دمشق (وكالات) طالب اجتماع باريس حول سوريا، أمس، باستئناف مفاوضات السلام في جنيف بأسرع وقت ممكن، وبضمانات ملموسة للحفاظ على الهدنة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في ختام الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية وممثلي 9 دول عربية وغربية هي الإمارات والسعودية وقطر والأردن والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وتركيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي: «إن الأزمة السورية باتت في مرحلة حرجة، ويجب أن نضاعف جهودنا لإعادة إحياء عملية السلام التي تم تعليقها في نهاية أبريل في جنيف، ولهذه الغاية فإن اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا قد ينعقد الأسبوع المقبل في فيينا». واتهم إيرولت نظام بشار الأسد بأنه المسؤول عن العديد من الانتهاكات للهدنة وعن عرقلة القوافل الإنسانية وعدم إظهار أي رغبة بإحراز تقدم خلال مفاوضات جنيف. ورحب بالإعلان الذي صدر عن موسكو وواشنطن قبل ساعات من الاجتماع، وتضمن تعهدهما بـمضاعفة جهودهما للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا وتوسيع نطاق أعمال وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في بعض المناطق السورية في 27 فبراير، ليشمل كل أنحاء البلاد، معتبرا إياه تصريحاً إيجابيا، وقال: «نتمنى أن يتم تنفيذه. يجب ألا يكون مجرد تصريح إضافي». وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «إن واشنطن وموسكو وطهران ستضغط على قوات المعارضة والحكومة السورية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار»، وأضاف: «علينا مسؤولية التأكد من التزام المعارضة بهذا وعلى روسيا وإيران مسؤولية ضمان التزام نظام الأسد بهذا، وبعد مناقشات دامت ساعات طويلة أوضح الروس أن هذا هو المسار الذي يستعدون للمضي فيه». وكانت واشنطن وموسكو قد أكدتا في بيان أنهما مصممتان على مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع السوري. وتحدث كلا الطرفين عن تقدم في ما يتعلق بوقف الأعمال العدائية في سوريا، لكنهما شددتا على أن صعوبات لا تزال قائمة في مناطق معينة من البلاد «وقد ازدادت في الأيام الأخيرة، كما أن هناك مشكلات في وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». وأضافتا: «لذلك قررنا أن نؤكد مجددا التزامنا تجاه وقف القتال في سوريا وتعزيز الجهود الرامية إلى ضمان تنفيذه على المستوى الوطني»، وأشارتا إلى انهما سيعززان جهودهما لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين». وشدد كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال محادثة هاتفية على ضرورة مواصلة المفاوضات بين السلطات السورية وجميع أعضاء المعارضة بإشراف الأمم المتحدة، مع الالتزام الشديد بوقف إطلاق النار من جانب النظام السوري». وأضاف البيان «نطالب جميع الأطراف بالتوقف عن شن أي هجمات بلا تمييز ضد المدنيين بما في ذلك البنية الأساسية المدنية والمنشآت الطبية». واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الضغوط التي تمارسها روسيا والولايات المتحدة من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بمثابة إشارة مشجعة، وقال: إن هذه الإشارة تخص المعارضة السورية بشكل خاص. غير أن الوزير رأى في الوقت ذاته أن الوضع في سورية في الوقت الحالي لا يسمح رغم ذلك باستئناف المحادثات السياسية في جنيف. وأعلن بدء جولة تمهيدية جديدة لهذه المحادثات الأسبوع المقبل في فيينا. وقالت وزارته إن يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل مطروح كموعد لانطلاق هذه الجولة. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قوات نظام الأسد والقوات الموالية لها اشتبكت مع مقاتلي المعارضة السورية قرب حلب. وذكر أن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان، كما ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية منذ صباح الأحد وعلى مناطق في البلدة ومحيطها ومحاور قربها بريف حلب الجنوبي. واقتتل المعارضون وقوات النظام أيضا إلى الشرق من دمشق فيما ضربت مقاتلات بلدة معرة النعمان ومدينة إدلب اللتين تسيطر عليهما المعارضة. وقال المرصد: إن قوات النظام قصفت مناطق على الطرف الشرقي تسيطر عليها المعارضة، واشتبكت مع مسلحين في المنطقة، مضيفا أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرين في غارات جوية على إدلب. وقال تلفزيون المنار التابع لتنظيم حزب الله اللبناني الإرهابي المتحالف مع الأسد: إن القوات دمرت دبابة تابعة لمقاتلي المعارضة، وقتلت بعض من كانوا يستقلونها. من جهته، قال عضو بارز بالبرلمان الإيراني أمس: إن المعارضة السورية أسرت ما يصل إلى ستة جنود إيرانيين، وذلك بعد يومين من تأكيد الحرس الثوري وقوع خسائر في معركة قرب حلب. ونقلت وكالة ميزان الإخبارية على الإنترنت عن إسماعيل كوساري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان قوله «وفقاً لأحدث الأرقام.. قتل 13 وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة». وقالت قوة المهام المشتركة في بيان: إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا تسع ضربات ضد «داعش» قرب الشدادي ومنبج ومارع وتدمر، وأصابت ست وحدات للمقاتلين، وكذلك ستة مواقع للتنظيم وأربع مركبات وعبوة ناسفة بدائية الصنع وأهدافا أخرى. من جهة أخرى، تم التوصل لاتفاق مبدئي لإنهاء إضراب نحو 800 سجين معظمهم من المعتقلين السياسيين في سجن سوري من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر إلى العفو والإفراج عن المحتجزين دون اتهامات، وذلك حسبما قالت جماعات حقوقية وناشطون على اتصال بالسجناء. وقالوا إن الاتفاق الذي تم التوسط فيه في ساعة متأخرة من مساء الأحد سينهي تمردا بدأ الأسبوع الماضي في سجن حماة بوسط سوريا عندما تمرد سجناء سياسيون بعد أن تقرر نقل خمسة نزلاء إلى سجن صيدنايا لتنفيذ أحكام بالإعدام، أصدرتها محكمة عسكرية. وقال ناشط حقوقي على اتصال بالسجناء طلب عدم نشر اسمه «إن النظام وافق على معظم طلباتنا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين المحتجزين دون اتهام». وقال الناشط الحقوقي السوري البارز مازن درويش وهو معتقل سابق في السجن وعلى اتصال بالسجناء إنه تم التوصل لاتفاق شفهي ولكنه لم يعط تفاصيل. وقال ناشط حقوقي آخر على اتصال بالسجناء: إنه تم التوصل للاتفاق بعد تدخل شخصيات قبلية مع السلطات التي أعطت ضمانات للنزلاء المحتجزين دون اتهامات بأنه سيتم الإفراج عنهم إذا أنهوا التمرد. ونفت وزارة الداخلية السورية التقارير المتعلقة بسجن حماة المركزي، ولكنها لم تعقب على هذه القضية. روسيا تستعرض معدات سوريا في ذكرى الانتصار على «النازية» موسكو (رويترز) استعرضت القيادة الروسية معدات عسكرية حديثة في عرض ضخم في الميدان الأحمر في موسكو، بينها النظام الصاروخي المضاد للطائرات المستخدم لحماية قاعدتها في سوريا، وبعض الطائرات التي نفذت مهام هناك. وشاهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآلاف من أفراد القوات المشاركة في العرض الذي يقام بالذكرى الـ71 لانتصار الاتحاد السوفييتي السابق على النازيين في الحرب العالمية الثانية، ودعا في تصريحاته المجتمع الدولي إلى الوقوف صفاً واحداً في محاربة الإرهاب بقوله: «علينا أن نقاتل هذا العدو وروسيا منفتحة على توحيد قواتها مع دول أخرى، ومستعدة للعمل من أجل إنشاء نظام أمني دولي حديث وغير منحاز». وأقيم عرض عسكري أصغر حجماً في قاعدة حميميم شمال غرب سوريا، حيث تتمركز طائرات روسية تشن ضربات لمساندة القوات السورية ضد التنظيمات الإرهابية.