يوجد الوعل العربي بكثرة في الجبال الشمالية بسلطنة عمان، أي بين المنطقة الشرقية ومحافظة «مسندم»، وهو حيوان نحيل الجسم يزن بين 15– 25 كيلو جراماً. وتبذل السلطنة جهودا كبيرة للحفاظ على الوعل العربي باعتباره ثروة وطنية ثمينة تثري عناصر التنوع الأحيائي الذي تتمتع به السلطنة. وفي عام 1976 أعلنت الحماية الرسمية للوعل العربي، وفي نفس العام تم إنشاء محمية «وادي السرين» الطبيعية الواقعة في جبال الحجر الشرقية جنوب مسقط بنحو 45 كيلومتر مربعاً، وتبلغ حدود المحمية الرئيسية حوالي 200 كيلومتر مربع منها 175 كيلومتر مربعاً عبارة عن جبال. تزايد مستمر تم تعيين مشرفين من القبائل التي تقطن المنطقة لحماية حيوان الوعل العربي، ويتحرك المشرفون في دوريات تمتد ليومين أو ثلاثة أيام مع اتصالهم الدائم بمركز المشروع بواسطة أجهزة الراديو اللاسلكية حيث يقيمون بالإبلاغ عن رؤية الوعل والغزال والحيوانات البرية الأخرى، وإخطار المركز في حالة وقوع حوادث صيد أو اعتداء على الحيوانات. وبمراجعة أوضاع حياة الوعل في العام 1987 تم التأكد من المعلومات والبيانات التي يوردها المشرفون في تقاريرهم الشهرية، والتي أشارت إلى أن أعداد الوعل في تزايد مستمر منذ تطبيق إجراءات الحماية، ويقدر أن أعداد الوعل قد تضاعفت في المحمية من 360 رأساً في العام 1978 إلى نحو 700 رأس في الوقت الراهن، ويعزى ذلك بصورة رئيسية إلى إجراءات حماية ووقف صيد الوعل. نادرة عالمياً بدأ طلاب جامعة السلطان قابوس في عام 2000 بدراسة الوعل على ضوء المشاهدات التي تمت من قبل المراقبين خلال العشرين سنة الماضية في منطقة «وادي السرين»، وأفرزت هذه الدراسة عن معلومات جديدة عن علاقة هذا النوع من الثدييات ببيئتها «الوعل العربي» هو بقية سلالة منقرضة كانت تعيش يوما ما في المنطقة، ولاعتماده على المياه بكثرة ولحاجته الدائمة لحياة نباتية متعددة الأنواع إضافة للكهوف التي يأوي إليها من الظروف الطبيعية القاسية»، لذا يمكن القول «إن الوعل العربي حيوان غير متأقلم على الحياة الصحراوية». وعلى الرغم من أعداده البالغة 2000 رأس حاليا تعتبر الوعول العربية من الثدييات النادرة بالعالم، حيث ترتفع أعدادها في المناطق التي تتوافر فيها الحماية ولكنها تتعرض للصيد الجائر في المناطق التي تخلو من الحماية وذلك للاستفادة من لحومها وهو الشيء الذي أدى إلى تناقصها في العالم». موطن مفضل يتميز ذكر الوعل بقرونه المعقوفة وبالخط المائل للون الأسود الذي يكون على الظهر، وخلال أشهر الشتاء يصبح وبر الوعل باليا جدا، وخشن الملمس، حيث يشكل ما يشبه الأطواق. وتتميز أنثى الوعل بقرونها الصغيرة وخلوها من العلامات المميزة. فيما يبلغ ارتفاع قوائم الوعل حوالي 60 سنتمترا ويكون طوله الإجمالي حوالي 90 سنتيمترا، ويمكن أن يعيش الوعل في المناطق التي ترتفع 2000 متر فوق سطح البحر، لكن يظل الموطن المفضل للوعل المناطق الواقعة بين خطي عرض (1000و1800م). كما يتميز الوعل باعتماده على أنواع مختلفة من الغذاء ويشمل ذلك الفواكه والأشجار الصغيرة والحشائش والحبوب، وتماثل هذه المجموعة أنواع الطعام التي تتناولها الماعز الأليفة، لذا يعتبر الوعل العربي منافسا للحيوانات الأليفة. آثار المراعي اختفى الوعل في الكثير من المناطق التي تعتبر موطنا مفضلا له، وذلك بسبب ظهور الماعز والحمير. ومن المهددات الأخرى لحياة الوعل اعتماده على مصدر دائم للمياه، وعلى عكس الكثير من الثدييات الأخرى المتأقلمة على حياة الصحراء فإن الوعل يتناول المياه بصورة منتظمة، لذا استغل الصيادون في الماضي هذه الخاصية إذ أنهم يقومون بالكمين للوعول بالقرب من مصادر المياه المنعزلة. وتتميز الوعول أيضا بأنها حيوانات إقليمية، ويوجد الوعل غالبا بمفرده أو في مجموعة صغيرة، كما تصعب رؤية عدد من الذكور البالغة في ذات المجموعة، وتقوم الذكور البالغة بتحديد أقاليمها وتنظيفها من الصخور بواسطة قرونها وأرجلها، وعادة تصعب رؤية الوعل العربي لكن الآثار التي يتركها خلفه تدل على ظهوره أو عدم ظهوره. تبتدئ الدورة النزوية عند الوعل العربي عندما يبتدئ الذكر في المنافسة على الإناث، ذلك في شهر سبتمبر وربما تمتد فترة التزاوج إلى نوفمبر حيث يعتمد ذلك على حالة المراعي وتوافرها، وفي أوقات الرعي الجيدة تلد أنثى الوعل مرتين في بعض الأحيان في العام الواحد، وباستثناء الإنسان فإن المهددات الطبيعية الأخرى لحياة الوعل العربي هي الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والنمور التي كانت توجد في المنطقة سابقاً