إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. دبي (الاتحاد) – وصل فريق الشباب إلى «ذروة» الفعالية التهديفية في هذا التوقيت، وقدم «الجوارح» أمام الأهلي، من خلال تفعيل قدرات الثلاثي البرازيلي سياو وإنريكي وإيدجار، ومساندة من داوود علي وعيسى عبيد وعبد الله إبراهيم وحيدروف، وذلك عن طريق نقل الكرة إلى مناطق الأهلي الدفاعية بسهولة وسرعة، وبأقل عدد من التمريرات. لعب الشباب بدفاع مغلق في مواجهة خطوط الأهلي، وهذا ما منحه القدرة على كسب الكرات العالية العرضية والتمريرات الأرضية، من خلال الرقابة الجيدة والتمركز الصحيح والتغطيات المتقاطعة، والمساندة الدائمة بين كل الخطوط، خاصة لاعبي الوسط في أداء الدورين الدفاعي والهجومي. واعتمد البرازيلي باكيتا مدرب «الجوارح» في اللعب الهجومي على طريقة 4-1-2-3، ببقاء أحد لاعبي الارتكاز وتقدم الثاني بجوار إنريكي خلف الثلاثي سياو وإيدجار وداود علي، وفي الدفاع كان معتمداً على طريقة 4-5-1 ببقاء إيدجار في الأمام وغلق الجانبين من خلال مساندة داود علي لوليد عباس، ومساندة سياو لسامي عنبر، وغلق العمق أمام رباعي الدفاع من خلال ثلاثي الارتكاز. وكان هذا التماسك سبباً في صعوبة مهمة لاعبي الأهلي في الاختراق والوصول لمرمى إسماعيل ربيع، لكنه كان على العكس باتجاه مرمى ماجد ناصر حارس «الفرسان»، وذلك بسبب جدية أداء الشباب في كل أرجاء الملعب، سواء كانت المحاولة من المنافس تحمل الخطورة أو لا تمثل ذلك، وهو سمة يتفوق بها الشباب على غيره، لأنه فريق جاد في كل الأوقات، والذي أصبح لديه ما يدافع عنه في ظل استمرار الفوز تلو الفوز، وهو هدف كبير يعتبر من دوافع اللعب الجيد. ولابد من الإشارة إلى الدور الذي لعبه البرازيلي سياو، اللاعب المكتمل المواصفات، الذي فعل كل شيء خلال المباراة بالتمرير الجيد، وعمل الكرات العرضية، وصناعة الفرص، وتسجيل الأهداف، من خلال الأداء السريع المهاري والتسديد بالقدمين، وهو يشكل مجموعة لعب متناغمة مع مواطنيه إيدجار وإنريكي، وهما يسخران المهارات العالية في الأداء الجماعي والتكوينات الثنائية والثلاثية، وهو ما يجعل سياو محور أداء الفريق «الأخضر» بدرجة كبيرة جداً. وفي المقابل دفع الأهلي ثمن ابتعاد جرافيتي عن المباريات وافتقاده لمستواه المعروف، وابتعاد خمينيز عن «الفورمة»، واعتماد كواريزما على الأداء الفردي الاستعراضي، وتأخر مشاركة أحمد خليل، وهو ما أثر بالسلب على القوة الهجومية «الحمراء»، خاصة أن الفريق أدى بشكل هجومي أفضل كثيراً أمام الوصل في المباراة السابقة في غياب جرافيتي، الذي أربكت عودته التشكيلة بدلاً من تحقيق الإضافة. وكان يجب على كيكي فلوريس مدرب الأهلي اللعب بالتشكيلة التي خاض بها مباراة الوصل، والإبقاء على جرافيتي على مقاعد البدلاء للاستفادة به أثناء المباراة، لكن هبوط مستوى خمينيز لهذه الدرجة ليس بيد المدرب، وهو ما أفقد الفريق ميزة صناعة اللعب، مع استعراض كواريزما الزائد، وهو ما جعل الأهلي يسيطر على الكرة بلا خطورة، وأيضاً جعله يهاجم ويفسح مساحات خالية خلف دفاعاته سهلت مهمة الشباب في القيام بالهجمات المرتدة. والدليل على أن الأهلي كان في غير يومه، حالة الحارس ماجد ناصر، الذي تألق أمام الوصل، ثم هبط مستواه فجأة أمام الشباب، خاصة أن مركز حراسة المرمى لا يحتمل المجازفة والاستعراض، وذلك بعد أن تسبب في هدف المنافس الثاني، الذي أنهى المباراة، وقد يكون فريق «الفرسان» قد أخرج كل شحنات التركيز في مباراة الوصل، وافتقد ذلك كله في لقاء الشباب. ومن الملاحظات الفنية المهمة أيضا أن فريق الأهلي ينجح دائما أمام الفرق المنافسة التي تلعب بطريقة «مفتوحة»، وهو أمر تكرر كثيراً أمام «الكبار»، بينما يتعثر أمام من يلعب بطريقة دفاعية جيدة، بغض النظر عن هوية الفريق، وهو ما حدث في أكثر من مباراة أيضاً، وذلك لأن لاعبيه يجيدون التحرك في المساحات الواسعة، ويفقدون القدرة على تقديم مستواهم في المساحات الضيقة. العين تخلى عن كل مميزاته في مباراة للنسيان دبا الفجيرة ينزع أسلحة «الزعيم» ويتفوق بالسرعة والقوة والدوافع النفسية دبي (الاتحاد) - يمكن القول إن مباراة العين ودبا الفجيرة في القطارة هي مباراة للتاريخ بالنسبة لفريق «النواخذة»، وهي مباراة للنسيان بالنسبة لـ «الزعيم»، خاصة أن حامل اللقب تخلى عن كل مميزاته وقناعاته وجديته في هذا اللقاء، وأيضاً تخلى عنه الحظ في بعض المواقف والفرص السهلة، وكأنه يقلد برشلونة دائماً، حتى حينما يخسر في مباراة يعتقد الجميع أنه سيفوز بها بسهولة. افتقد العين المبادرة بالتسجيل المبكر، التي تميز بها في مبارياته السابقة، ولعب بطريقة فيها الكثير من التهاون في بداية المباراة ظناً منه ان هدفه الأول آت لا محالة، وأن الموقف مجرد مسألة وقت فقط، وفي الكرة عندما يصل هذا الشعور إلى اللاعبين يكون من الصعب التسجيل لو امتدت المباراة لساعات كاملة. اتسم أداء «الزعيم» بالبطء الشديد في التحرك والتمرير، وفي الكرات المشتركة والتسديد والارتقاء في الكرات العالية، حيث كان لاعبو دبا الفجيرة دائماً هم الأسرع والأعلى، وهو ما ظل يمثل مفاجأة للاعبي العين مع مرور الوقت، خاصة أن الفريق افتقد الاستحواذ على الكرة، الذي كان يتميز به دائماً، واعتمد فقط على الأداء الفردي، والكرات الطويلة غير المتقنة إلى أسامواه جيان «المجهد» والبعيد عن مستواه، وهو ما جعله يهدر الفرص في مباراة الظفرة قبل هذه المباراة أيضاً، وكذلك اختفت سرعة علي الوهيبي وكراته العرضية من جهة اليمين. وكان الروماني كوزمين مدرب العين في حالة طمأنينة كبيرة خارج الخطوط، ولا يشعر بالحرج في أوقات المباراة ثقة منه في إمكانية تحقيق الفوز، وذلك رغم تقدم دبا الفجيرة بهدف، ورغم تميز حارس الفريق المنافس بدرجة كبيرة للغاية، وكان لغياب عمر عبد الرحمن عن تشكيلة الفريق في بداية المباراة تأثيره الكبير أيضاً على سلبية الاستحواذ وصناعة الفرص للمهاجمين في الوقت والمكان المناسبين. ولعب فريق دبا الفجيرة بأسلوب متوازن بشكل رائع، ولعب عبد الله مسفر مدرب الفريق من خلال عمق دفاعي بوجود «ليبرو» هو نجارين وأمامه اثنين في مركز «المساك» هما عيسى علي وخليل عبد الله، وهو ما تسبب في راحة الخط الخلفي مع عدم السماح للاعبي العين باستخدام أي مساحات، خاصة مع قيام كل لاعب بدوره المحدد بشكل متميز في استخلاص الكرة والتغطية وغلق المساحات، وهو ما أرهق لاعبي العين. ومع النجاح في «الإستراتيجية» الدفاعية الرائعة، كان الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وهو ما فعله الفريق أمام الظفرة وأمام الوصل، وخاصة أن لديه لاعباً يملك قدرات متميزة هو لويس فرناندو، الذي يجيد التحرك في المساحات والمراوغة، ويبدع في استغلال الفرص بمهارة عالية، وهو ما حققه بالضغط على المدافع إسماعيل أحمد وخطف الكرة ثم التسديد وإحراز هدف المباراة الوحيد. وامتلك لاعبو دبا الفجيرة الدوافع النفسية الكبيرة أمام منافسهم الكبير، ولذلك لعبوا مباراة دفاعية رائعة، وأدوا المهام كلها بفدائية، والتزام شديد لدرجة مواجهات محاولات لاعبي العين بالتسديد القوي بأجسامهم لتشكيل حائط بشري أمام كل محاولة من خلال الخماسي الدفاعي وثلاثي الوسط دون ملل أو افتقاد للرغبة في تحقيق الفوز التاريخي. البرازيلي «الداهية» يخطف لقب الهدف الأجمل في مرمى «الكابتن ماجد» دبي (الاتحاد) - من بين 24 هدفاً شهدتها الجولة، كان هناك العديد من الأهداف المؤثرة والجميلة والمميزة، ومنها ما حمل كل الصفات معاً، وشهدت مباراة الجزيرة والظفرة هدفاً متميزاً للبرازيلي فرناندينهو، وهناك هدف للمهاجم المتميز ألفارو لاعب الوصل في مرمى عجمان، وهدف لبابا ويجو مهاجم الوحدة في مرمى دبي، وهدف ويلهامسون لاعب بني ياس في مرمى الشعب، لكن كل هذه الأهداف لم تكن مؤثرة بدرجة كبيرة في ظل الفوز الكبير والمريح للفرق. وكان هدف لويس فرناندو لاعب دبا الفجيرة في مرمى العين هو الأكثر تأثيرا في الجولة، لأنه كفل تحقيق كبرى المفاجآت، ويليه في التأثير هدف محمد مال الله في مرمى النصر، الذي خطف به الفوز 2 - 1 في الدقائق الأخيرة ليحقق مفاجأة ثانية، وهو أيضاً هدف متميز من بين أهداف الجولة. ولكن هناك هدفين جمعاً بين قوة التأثير وجمال طريقة التسجيل، وهما هدف البرازيلي جونيور لاعب اتحاد كلباء في مرمى أحمد شمبيه حارس النصر من تسديدة بعيدة المدى، وهي التي وضعت «النمور» في المقدمة ومهدت لتحقيق الفوز، وهي تسديدة حملت القوة وعنصر المفاجأة والدقة أيضاً، وهناك هدف البرازيلي سياو لاعب الشباب في مرمى الأهلي، الذي جاء من مجهود فردي للاعب في المرور بالكرة والمراوغة ثم عمل «هات وخذ» مع إنريكي والتقدم على حدود المنطقة والتسديد بذكاء ودقة في الزاوية العليا لمرمى ماجد ناصر، وهو ما يجعله يخطف لقب الهدف الأجمل في الجولة. «المفاجآت» تخفض معدل التهديف واستمرار «الإيجابية» بنسبة 100% دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة تسجيل 24 هدفا في 7 مباريات بواقع 3.4 هدف لكل مباراة، وهي نسبة جيدة لمعدل التهديف، لكنها تقل عن الجولة الماضية بـ 3 أهداف، وذلك في ظل استمرار النتائج الثقيلة، التي تحققت بفوز الوصل على عجمان 4 - 2، وفوز الجزيرة على الظفرة 4 - 1، وفوز بني ياس على الشعب 3 - 1، وفوز الوحدة على دبي 3 - صفر. أما بقية النتائج في الجولة فقد جاءت بفارق أهداف أقل، خاصة أنها حملت مفاجأة من الأساس بفوز دبا الفجيرة على العين 1 - صفر، وفوز اتحاد كلباء على النصر 2 - 1، وهو ما تسبب في قلة عدد الأهداف، لأنه كان من المفترض حدوث العكس بفوز العين مثلاً بعدد كبير من الأهداف، كما فاز الشباب على الأهلي 2 - صفر، وهي نتيجة تعتبر كبيرة في ظل تكافؤ الفريقين، وصعوبة فوز فريق منهما على الآخر بنتيجة أكبر من ذلك في هذا التوقيت من عمر البطولة. واستمرت ظاهرة غياب التعادلات في الجولة، التي انتهت كل مبارياتها بفوز فريق وخسارة آخر، وتغيرت خلال الجولة موازين و«بورصة» ترشيحات الفوز باللقب وسباق الهبوط، وإن ظل العين هو الأقرب للقب رغم فارق النقاط الست مع من يليه، وبقي دبا الفجيرة واتحاد كلباء والشعب الأقرب إلى الهبوط رغم فارق النقاط الخمس مع من يسبقهم، لكن الجولة أدخلت أطراف أخرى إلى السباق انتظاراً لمفاجآت أخرى في الجولات المقبلة. نجاح توظيف رباعي الهجوم يحقق أهداف الوصل أمام عجمان دبي (الاتحاد) - عاد فريق الوصل للصورة التي كان عليها في أوقات سابقة، وذلك من خلال استعادة الروح والحماس والتنظيم واللعب بتشكيلة جيدة، وأيضا بعودة ألفارو إلى مستواه التهديفي العالي، وهو ما تحقق مع المدرب الوطني عيد باروت، الذي حقق التغيير النفسي قبل الفني، الذي يحتاج إلى وقت أطول. وقد لعب «الإمبراطور» بالضغط على لاعبي عجمان لكسب الكرة واللعب السريع في التحول من الدفاع إلى الهجوم، والانتقال إلى منطقة الخطورة أمام مرمى الفريق المنافس بأقل عدد من التمريرات، وذلك لتفادي الزحام وتفادي عودة لاعبي عجمان بكثافة إلى الخط الخلفي لمواجهة هذه الهجمات. وقد أحسن باروت توظيف لاعبيه بوضع ألفارو أمام الثلاثي إيمانا وخوسيه وفهد حديد، الذي تحرك في اليمين واليسار والعمق، وكان هذا الرباعي كافيا لتهديد مرمى «البرتقالي» كثيراً، مع تكفل لاعبي الدفاع الأربعة وأمامهم علي عباس وخليفة إبراهيم بالواجبات الدفاعية بشكل متميز، ولولا سوء أداء الحارس ديدا، لكان من الممكن الخروج بفوز كبير، ويحسب للفريق العودة للمباراة وتحقيق الفوز بعد التعرض للإحباط عقب هدفي عجمان. وكلفت الأخطاء الدفاعية الفريق «البرتقالي» الكثير في المباراة، لأنها أثرت على المعنويات، خاصة أن الفريق كان يهاجم بلا اهتمام بالتوازن الدفاعي المطلوب أمام فريق يملك مقومات هجومية جيدة، وذلك بعد أن لعب خط دفاع عجمان على خط واحد دون عمق دفاعي، وهو ما سهل مهمة اختراقه. وأهدر لاعبو عجمان الكثير من الفرص بسبب التسرع، وأيضاً بسبب التحرك الخاطئ للثنائي بوريس كابي وفونكي سي. أخطاء دفاع «الكوماندوز» تسهل مهمة فوز بني ياس دبي (الاتحاد) - لم يتأثر أداء بني ياس الهجومي أمام الشعب بغياب الثنائي محمد أبوتريكة وسانجاهور، وذلك في ظل امتلاك الفريق للاعبين آخرين يجيدون صنع الفرص وإحراز الأهداف، خاصة أن غياب أبوتريكة عن الوسط منح حرية أكبر لتحرك نواف مبارك في اليمين واليسار والعمق والتقدم خلف ويلهامسون، مع وجود محمد فوزي في اليمين ويوسف جابر في اليسار، وقدرتهما على القيام بالدورين الدفاعي والهجومي بشكل جيد. ومع تعدد محاور الهجوم كان طبيعياً أن يحقق «السماوي» الفوز على «الكوماندوز»، خاصة أن دفاع الشعب كان في حالة سيئة للغاية، وكان سبباً مباشراً في سهولة مهمة لاعبي بني ياس، وهو الأمر الذي يبدو جلياً في هدف نواف مبارك الأول من الكرة التي سددها من ضربة حرة مباشرة أخطأ الجميع تقديرها، وكانت أبرز عوامل ترجيح كفة الضيوف في المباراة، رغم اللعب الحذر من جانب تشوفانيتش مدرب الفريق. وتعددت أخطاء دفاع الشعب طوال المباراة، ولو كان سانجاهور حاضراً لتمكن من مضاعفة النتيجة، ولم يكن مدرب بني ياس في حاجة لتعديل طريقة اللعب التي يلعب بها فريق كثيراً سواء 4-3-2-1 أو غيرها، وذلك لأن لاعبي خط الوسط بقيادة عامر عبد الرحمن تمكنوا من إفساد محاولات لاعبي الشعب الهجومية، خاصة حسن معتوق وميشيل لورنت وتيكسيرا وفيصل خليل أيضا قبل خروجه، وهو ما أفسد الخطورة «الشعباوية» بدرجة كبيرة. وانشغل لاعبو الشعب بين كيفية مواجهة هجمات بني ياس، وكيفية مبادلته اللعب الهجومي، ولم يكن الفريق في حالة تسمح له بأداء المهمتين معاً، من خلال اللعب المغلق أو بخطوط مترابطة، وهو ما أسهم كثيراً في سهولة مهمة لاعبي بني ياس، ولم تكن هناك ملامح واضحة لما يريده الروماني سوموديكا مدرب الشعب، وذلك رغم تميز أداء الفريق بعض الفترات وإهدار بعض الفرص التي كان من الممكن أن تغير كثيراً من شكل المباراة. القدرات الهجومية تحسم سباق «الفورمولا» و «فارس الغربية» دبي (الاتحاد) - حسمت خبرة لاعبي الجزيرة مواجهة الظفرة بسهولة، وكان من الممكن أن تكون النتيجة أكبر من أربعة أهداف، وذلك في ظل حالة «الترهل» التي كانت عليها صفوف «فارس الغربية»، رغم الجهد الذي بذله العديد من اللاعبين في المباراة، لكن معظمه كان جهداً فردياً بعيداً عن جماعية الأداء، الذي تفوق فيه «الفورمولا« رغم «العشوائية» التي أصابت طريقة اللعب في بعض الفترات. تفوق الجزيرة هجومياً بدرجة واضحة، ولم يكن باستطاعة دفاع الظفرة وحارس مرماه مواجهة الخطورة المتمثلة في انطلاقات دياكيه ودلجادو من الوسط، وفرناندينهو وأوليفييرا وعلي مبخوت بعد ذلك في الأمام، خاصة أن البرازيلي بوناميجو مدرب الفريق قد نجح في استغلال كل المحاور في بناء الهجمات وشن الغزوات على مرمى الظفرة، وعدم منح لاعبي وسط ودفاع الفريق المنافس فرصة التقاط الأنفاس. ووضحت معاناة «فارس الغربية» الدفاعية بدرجة كبيرة، وذلك في ظل حالة من الارتباك وعدم القدرة على التغطية والتمركز، وذلك يظهر بقوة في أهداف الجزيرة الأربعة، وذلك في ظل ضعف الجبهتين اليمنى واليسرى في مواجهة انطلاقات جناحي «الفورمولا»، وأيضاً في ظل فشل لاعبي قلب الدفاع في التعامل مع الكرات داخل منطقة الجزاء، والتي ترجم خطأ أنس بني ياسين إحداها في هدف علي مبخوت. وظهرت معاناة الفرنسي بانيد مدرب الظفرة لعمل شخصية لفريقه، وذلك رغم تميز بعض أفراد الفريق، الذين لم يتمكن من توظيفهم في إطار اللعب الجماعي، سواء في أداء الأدوار الدفاعية أو الهجومية، مع تميز بعض محاولات أمارا ديانيه وماكيتي ديوب، لكن ذلك لم يجد الدعم والمساندة من وسط الملعب، الذي فشل لاعبوه في أداء المهام في الاتجاهين الدفاعي والهجومي. وفي المقابل لم يجد بوناميجو أدنى صعوبة في إدارة المباراة، في ظل تفوق لاعبيه من خلال خبراتهم الأكبر وتجانسهم وقدراتهم الفردية التي حسمت الكثير من الأمور خلال المباراة. اهتزاز الثقة أول أسباب خسارة النصر «الخطوط المترابطة» تحقق هدف اتحاد كلباء أمام «سلبية العميد» دبي (الاتحاد) - أدى اهتزاز ثقة لاعبي النصر ومدربهم الإيطالي زنجا في أنفسهم إلى الخسارة أمام اتحاد كلباء، وإن كان ذلك لا يمكن أن يقلل من المستوى المتميز الذي قدمه لاعبو اتحاد كلباء ومدربهم زوماريو خلال المباراة، خاصة أن الفريق صاحب الأرض كان أكثر تركيزاً طوال زمن المباراة، وهو ما تسبب في إدراكه للفوز على منافس افتقد التركيز تماماً، وكان ذلك في مقدمة أسباب الخسارة قبل أي شيء آخر. لعب النصر بتغييرات جديدة في التشكيلة التي خاض بها لقاء الشباب، ولعب بطريقته المعروفة 4-4-2 بمشتقاتها، وأعاد زنجا لاعبي الجناحين الأيمن والأيسر أحمد معضد وخالد سرواش على حساب خميس أحمد وحسن أمين، ولعب باثنين في قلب الدفاع بدلا من ثلاثة، وهو ما عاد به إلى تشكيلته الأقرب، لكن ذلك كان سبباً في استمرار ارتباك الخطوط، خاصة في غياب اللاعب الذي يستطيع أن يربط بين الجميع وهو البرازيلي ليو ليما. ولم يتعامل مدرب النصر مع نقاط ضعف فريقه بالصورة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق بعملية بناء الهجمات وخلق الفرص للمهاجمين، لأن ذلك الأمر هو ما قلل من أهمية وجود الثنائي الهجومي برونو سيزار وموريموتو، والدليل أن الفريق سجل 3 أهداف في مباراتيه أمام الشباب واتحاد كلباء من كرات ثابتة، ومنها ضربة جزاء سددها ليما وضربة حرة نفذها اللاعب نفسه أمام الشباب، وضربة جزاء أخرى أيضاً أمام اتحاد كلباء سجل منها ماسكارا. كان هناك ضعف واضح لدى النصر في بناء الهجمات وصناعة الفرص للاعبي الخط الأمامي، كما أن وجود اللاعب الياباني لم يحقق أي إضافة لقوة الفريق الهجومية، خاصة أنه لا يملك الكثير من المقومات المعروفة عن اللاعب الياباني من سرعة وقوة انقضاض وتسديدات متميزة، وهو ما يمثل عبئاً على البرازيلي سيزار أيضاً، الذي لا يستطيع بمفرده تشكيل خطورة على مرمى المنافس دون «تمويل» من الوسط. وفي المقابل لعب اتحاد كلباء بطريقة منظمة للغاية، وبخطوط متقاربة وضغط على لاعبي النصر في أرجاء الملعب رغم وجود العديد من الأخطاء، التي لم يتمكن لاعبو «العميد» من استغلالها، خاصة من خلال الثغرات في الجناحين، وتركيز الفريق على اللعب من العمق، لكن «النمور» تفوقوا في أوقات كثيرة بسبب المساحات الموجودة بين لاعبي النصر وقلة حماسهم في الضغط وهو ما ظهر في هدف البرازيلي جونيو من تسديدة بعيدة المدى، وضعف التغطية في الدفاع، وهو ما ظهر في هدف محمد مال الله الذي ضرب بهد المدافعين بسهولة. ومع الاعتراف بتأثر النصر بغياب البرازيلي ليو ليما، لكن ذلك لا يمكن أن يكون سبباً لسوء الأداء في الوسط، والدليل أن فريق اتحاد كلباء لعب بلاعب أجنبي واحد وافتقد ثلاثة من الأجانب، لكنه كان أكثر تنظيماً وأكثر حماساً وحرصاً على تحقيق الفوز أمام فريق افتقد ومدربه الدوافع مع التراجع في الترتيب. «العنابي» ينجح في استدراج «الأسود» إلى الهجوم لفتح «العرين» دبي (الاتحاد) - نجح الوحدة في “استدراج” دبي إلى الهجوم ليسقط «الأسود» في شباك «العنابي»، وذلك بعد أن لعب برانكو بطريقة 4-3-2-1، التي تتحول إلى 4-3-1-2، وذلك بتغيير بابا ويجو لموقعه سواء مع إسماعيل مطر خلف مارسلينهو أو مع مارسلينهو في الأمام، مع وجود ثلاثي الوسط خالد جلال وسردان وعبد الله النوبي أمام رباعي الدفاع، وهو ما أكسب الفريق التوازن المطلوب. وأصبح وجود الأسترالي دينو في دفاع الوحدة من أهم عوامل تفوقه في الوقت الحالي، لأنه يستطيع قيادة الفريق من الخط الخلفي بخبرته الكبيرة، والاستفادة من طول القامة في صيد الكرات العالية، وعمل التمريرات الأمامية المساعدة، وتميز في قيادة الفريق لتضييق المساحات على مهاجمي دبي، ثم التحول لشن هجمات تفتح “العرين” أمام الأهداف «العنابية». وأجاد برانكو في إعادة توظيف بابا ويجو بمنحه حرية التحرك في نصف ملعب الفريق المنافس باستخدام سرعته ومهارته بدلاً من التقيد بمركز معين، وهو أيضاً ما سمح بتميز إسماعيل مطر في قيادة بناء الهجمات وتنويع التمريرات، في ظل وجود خيارات لتلقي الكرة منه في العمق والجانبين، وفي حالة الدفاع كان الفريق ينتظر منافسه من خلال 8 لاعبين في معظم الحالات، وهو ما جعله في أمان. وهاجم فريق دبي، لكن دون الوعي الكافي، وذلك بعد أن ابتلعوا «الطعم» بسهولة وانساقوا وراء دعوة الوحدة بالهجوم وترك المساحات. الميدالية الذهبية فريق دبا الفجيرة استحق فريق دبا الفجيرة بمدربه الوطني المتميز الدكتور عبد الله مسفر ولاعبيه جميعاً ابتداءً من الحارس الرويحي وحتى المهاجم لويس فرناندو نجومية الجولة بعد الفوز التاريخي على العين، وتحقيق أبرز مفاجآت الدوري حتى الآن والحصول على ثلاث نقاط مهمة في سباق الهروب من الهبوط، وهي المباراة التي قلبت موازين السباق في القمة والقاع معاً. الميدالية الفضية باكيتا نجح البرازيلي باكيتا مدرب الشباب في قيادة فريقه لتحقيق الفوز الثامن على التوالي في الدوري، ليواصل المدرب نجوميته التي أجبرت الجميع على احترامه واحترام فريقه، وذلك بالفوز في أهم مباريات الجولة على الأهلي، أحد أفضل فرق المسابقة في هذا التوقيت، وهو المدرب الذي تحمل الكثير ليصل بفريقه إلى ما هو عليه الآن رغم كل الصعوبات. الميدالية البرونزية ألفارو قاد الأوروجواياني ألفارو مهاجم الوصل فريقه لتحقيق فوز ثمين على حساب عجمان، ليعود «الإمبراطور» في الوقت المناسب بعد أن فقد الكثيرون الثقة في الفريق، وقد كان اللاعب السبب الأول في فوز فريقه بإحراز ثلاثة أهداف من الأربعة خلال اللقاء، حيث عاد اللاعب بقوة، وقدم مستوى مميزا بروح عالية وحماس كبير لمساعدة الفريق في الخروج من «الكبوة». مباريات الجولة المقبلة السبت 2 مارس الوحدة X الشعب 17:40 الظفرة X الوصل 17:45 الأهلي X اتحاد كلباء 20:15 الأحد 3 مارس دبا الفجيرة X بني ياس 17:30 النصر X دبي 17:35 عجمان X الشباب 20:15 العين X الجزيرة 20:15