انطلاقاً من رؤية واستراتيجية القيادة العامة لشرطة أبوظبي المتعلقة بأهمية تطوير آليات العمل، ونوعية المعاينة، والتسجيل في مسرح الجريمة، تم افتتاح قرية “مسرح الجريمة” في أبوظبي عام 2005، ضمن نطاق كلية الشرطة، باعتبارها مشروعاً متكاملاً لتحسين جودة ونوعية الإجراءات المتبعة لمعاينة أكبر عدد من المسارح، والبحث عن الأدلة المادية التي تسهم في كشف أكثر الجرائم صعوبة وتعقيداً. إلى ذلك، تعرف الرقيب عائشة البلوشي الفاحص في مسرح الجريمة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، مسرح الجريمة بقولها “مسرح الجريمة هو المكان، أو مجموعة الأماكن التي تشهد مراحل تنفيذ الجريمة، وتحتوي على آثار ومخلفات متنوعة، ويمكن اعتبار أي مكان شهد مرحلة من مراحل الجريمة مسرحاً لها؛ لهذا السبب يطلق عليه “الشاهد الصامت”. وتقول إن المخولين بالعمل في هذا المكان هم الذين يمتلكون مهارات وتأهيلاً في هذا الإطار. وتضيف “الشخص الوحيد المخول له ذلك هو فاحص مسرح الجريمة، نظراً لتلقيه تدريباً مكثفاً حول طرق وآليات الفحص، والرفع والتعامل مع الأدلة، وكيفية المحافظة عليها بقرية مسرح الجريمة، إضافة إلى العاملين بإدارة الأدلة الجنائية من الخبراء المختصين، والطبيب الشرعي الذي يتم الرجوع إليهم عند الحاجة بحسب نوع القضية”. وعن المهارات، والتدريبات التي يتلقاها الفاحص ليكون مؤهلاً للعمل في هذا المجال، توضح البلوشي “يتلقى الفاحص تدريبات نظرية وعملية، ضمن برامج متطورة وضعتها قرية التدريب في إدارة مسرح الجريمة لكشف غموض الجريمة في أسرع زمن ممكن، وهي عبارة عن ثلاثة مستويات، ويحتوي كل مستوى من هذه المستويات على أساسيات يفترض أن يتعلمها الفاحص قبل مباشرة العمل في مسرح الجريمة، ومن هذه الأساسيات، مهارة التصوير الفوتوغرافي والفيديو، وجمع الأدلة الجنائية، ورفع البصمات”. وتلفت إلى أن الفاحص يستخدم عدة أدوات للقيام بعمله على أحسن وجه، إلى ذلك، تقول “يستخدم الفاحص العديد من الأدوات، يتعلق بعضها بالسلامة الشخصية للفاحصين من لباس واقٍ وكمامات وقفازات بحسب نوع القضية، وخوذ للرأس وواقٍ للركب والأرجل، إلى جانب حقائب البصمة التي تحتوي على بودرة متعددة الأنواع والألوان، وتستخدم تبعاً لنوع السطح المراد التعامل معه، إضافة إلى كاميرات التصوير الفوتوغرافي، وكاميرا فيديو 360 درجة، ويتم استخدامها كلها أو عدد منها وفق نوع القضية، وفيما يتعلق بالمعدات التي تخص التعامل مع الأدلة الجنائية فهي كثيرة، ويعتمد استخدامها على نوع الدليل وحجمه”. وقد تكون هناك مؤثرات خارجية على مسرح الجريمة، في هذا الصدد، تقول البلوشي “يمكن تجنب أي مؤثرات خارجية على مسرح الجريمة، إذ يمكن تجنب تلك المؤثرات من خلال التوعية والإرشاد لشركاء العمل والجمهور”. وتضيف “فيما يتعلق بالعوامل الجوية؛ فهي من المؤثرات التي يصعب التحكم فيها، ولكن بسرعة الوصول للموقع واستخدام الأجهزة المتطورة يمكن التحكم بما تبقى من الأدلة التي بدأ الجو في إتلافها”. وحول الفرق بين الحواجز البلاستيكية التي يتم وضعها في جميع البلدان حول مسرح الجريمة، توضح “لا يوجد أي فرق بينها وبين الحواجز التي يتم وضعها في الإمارات، والغرض منها منع الدخول إلى مسرح الجريمة، لتلافي ضياع أو طمس الأدلة، ويتم تحليل المعطيات التي يتم جمعها من مسرح الجريمة، بحيث يتم جمع الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة على حسب أهميتها، من حيث احتمالية ما تحتويه من أدلة تدين مرتكب الجريمة أو ما يعرف بالجاني”، مشيرة إلى أن الفاحصين يقومون بالتعامل مع الأدلة من حيث إظهارها، ورفعها، وتحريزها، ومن ثم إرسالها إلى جهات الاختصاص لتحليلها وموافاتنا بالنتيجة.