أبوظبي (الاتحاد)

أكد وزراء ومسؤولون أن تجربة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة تعد نموذجاً يحتذى به للكثير من دول العالم، مشيرين إلى حرصهم على الاستفادة من الخبرة الإماراتية بمجال الطاقة النظيفة.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركتهم في اجتماع الجمعية العمومية العاشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» في أبوظبي، إن الإمارات تحتل مكانة دولية بارزة على صعيد الطاقة المتجددة عالمياً، مشيرين إلى حرصهم لتعزيز التعاون مع الإمارات في هذا المجال، وتنفيذ مشاريع مشتركة مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر».
وقال عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة المغربي، إن هناك تعاوناً مثمراً وجاداً في مجالات متعددة، لا سيما في مجال الطاقة، موضحاً أن دولة الإمارات لها دور بارز في تنفيذ العديد من مشاريع إنتاج الطاقة من خلال الفحم بالمغرب، واليوم تطور هذا التعاون ليشمل مجال الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أهمية فوز «مصدر» مؤخراً بمناقصة تطوير المرحلة الأولى من مشروع محطة «نور ميدلت» الهجينة للطاقة الشمسية، وذلك ضمن ائتلاف يضم «مصدر» وشركة «إي دي إف رينوبلز»، وشركة «جرين أوف أفريكا»، حيث سيتولى الائتلاف مهمة تصميم وصيانة وتمويل المرحلة الأولى من المشروع.
وأوضح أن المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 800 ميجاواط، يعد أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم تستخدم مزيجاً من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، وعند استكماله سينتج المشروع طاقة شمسية يمكن الاستفادة منها خلال النهار، وحتى بعد خمس ساعات من غروب الشمس.
وتوقع رباح مزيداً من التعاون الاستثماري بين الإمارات والمغرب في مجال الطاقة النظيفة، لاسيما أن الشركات العربية باتت تحتل مكانة بارزة على صعيد الطاقة المتجددة، من خلال منافسة الشركات العالمية العاملة بالقطاع، مشيراً إلى أهمية زيادة التعاون بين الشركات العربية للحصول على حصة أكبر من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، سواء بالمنطقة العربية أو على الصعيد العالمي.
وأضاف أن هناك نموذجاً للتعاون المغربي الإماراتي، وأيضاً التعاون المغربي والسعودي، مشيراً إلى التزام المغرب بالمشاركة في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغيير المناخي وتعزيز النشاط بمجال الطاقة المتجددة.
ولفت رباح إلى حرص المغرب على المشاركة في الفعاليات الدولية كافة المتعلقة بقطاع الطاقة المتجددة، وفي مقدمتها اجتماعات «آيرينا» ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، فضلاً عن أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز الشراكات مع الدول المشاركة، وفي مقدمتها الإمارات.
من جهته، أكد الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا، رئيس هيئة الطاقة المستدامة بالبحرين، إن البحرين تستفيد من خبرة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة، لاسيما أن الإمارات سباقة في هذا المجال، وهناك تعاون وتبادل للمعلومات مع «مصدر»، كما ندعو «مصدر» والشركات الإماراتية للمشاركة في المشاريع المزمع تنفيذها بالبحرين في قطاع الطاقة النظيفة.
وأوضح أن البحرين تحرص على المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية «آيرينا» بشكل دوري، لما تمثله من فرصة مثالية للتعرف على آخر المستجدات وتبادل الخبرات والمعلومات بين الوفود والمشاركة، فضلاً عن الاجتماعات الثنائية بين الوزراء، والاطلاع على التقارير الحديثة التي ترسم خريطة الاستثمار بالقطاع.
وأوضح أن البحرين تحرص على استعراض تجربتها في مجال الطاقة المتجددة، في ظل وجود أهداف وطنية للطاقة المتجددة في البحرين تتمثل في زيادة حصة الطاقة النظيفة إلى 5% بحلول 2025، ترتفع إلى 10% بحلول 2035، فضلاً عن هدف وطني لكفاءة الطاقة بإنجاز 6% كفاءة بالطاقة بحلول 2025.
إلى ذلك، قالت المهندسة هالة مصطفى الخولي، مدير عام الإدارة العامة لطاقة الرياح في هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في وزارة الكهرباء المصرية، إن هناك تعاوناً ملحوظاً بين الإمارات ومصر في مجال الطاقة المتجددة، وهناك توجه لتنفيذ مشروع جديد بالتعاون مع «مصدر» في مجال طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس بطاقة 500 ميجاواط، حيث يتوقع تنفيذ المشروع خلال عامين فور البدء في التنفيذ بعد موافقة الجهات المختصة.
وأضافت أن «مصدر» نفذت العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في مصر، والتي تبرز الخبرة الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة، كما تعمل بعض الشركات الإماراتية الخاصة على دراسة فرص جديدة لتنفيذ مشاريع طاقة نظيفة.
وأضافت الخولي أن حصة الطاقة النظيفة في مصر تصل حالياً إلى 3%، وترتفع إلى 20% بحلول عام 2022، مع زيادة مساهمة القطاع الخاص في هذا المجال.