محمد عبدالسميع (الشارقة) قدمت «جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح» أمس الأول، مسرحية «هذيان» (خارج المسابقة) ضمن عروض الدورة الثامنة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، وذلك على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية. اقتبس فكرة المسرحية الفنان عارف سلطان من عدة نصوص للكاتب الراحل قاسم مطرود، وقدمها بمعالجة ورؤية درامية جديدة. ليجسد حالة عبثية عبر مجموعة صور ذهنية تتراوح بين الخيال والواقع وبين المنطق واللامنطق، تطرح عدة إشكاليات وتساؤلات؛ منها: هل نحن كمجتمع عربي أعطينا المرأة حقوقها؟ وهل نحن فعلاً مؤمنين بفكرة حرية المرأة؟ أم هي حكاية تجسّد التيه الذي نعيشه اليوم؟ أم أنها تطرح جدلية العلاقة بالآخر في إعادة التعرف على الذات؟ تتمحور فكرة «هذيان» حول شخصية امرأة تتزوج ثم يختفي زوجها، فتتزوج من شقيقه، ولكنها تكتشف أنها ما زالت تعيش بكل مشاعرها وأحاسيسها مع الزوج الأول، ويدور صراع داخل ذاكرتها، بين رفض الواقع وهو الزوج الثاني، وذكريات العهد والوفاء والحب للزوج الأول. لنجد أنفسنا أمام امرأة مزدحمة بذاكرة مؤذية، فالزوجان شقيقان. تتعامل معهما باعتبارهما رداءين، رداء أبيض تلبسه للزوج الأول ورداء أسود للزوج الثاني، تعبيراً عن حالة القبول والرفض وصراع الذات في التعبير عن تلك المشاعر. لنتحول في النهاية إلى مشهد مستشفى المجانين. «هذيان» عرض فيه من الحالات التي أثّرت على المتلقي، بانفعالات وأداء متزن وجميل من ممثلين شباب ما زالوا في البدايات. ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في هذا العرض هو مدى تماسك النص وحيويته؛ لأنه بالمجمل يخاطبنا كأحاسيس ومشاعر إنسانية مباشرة. قسّم المخرج الخشبة إلى عالمين: عالم الرجل الأول وآخر للرجل الثاني، واعتمدت السينوغرافيا على الفضاء المسرحي وبعض الدلالات والرموز لتعطي صبغة مسرحية، تعبيراً عن عمق شخصية المرأة وما يعتريها من حالات، من خلال النافذتين والكرسيين، والسريرين، والمتحركات التي كانت تتحرك يميناً ويساراً ويتحرك من خلالهما الزوجان. وظل الديكور كما هو دون أي تغيير، وكأن المخرج أراد بذلك تجاهل الزمان والمكان وتجاهل كل التفاصيل المتعلقة بهما، والتركيز فقط على حالة المرأة النفسية. افتقر العرض للموسيقا والإضاءة التي كان من الممكن أن تلعب دوراً بارزاً في تجسيد ما يقع في هذا الفضاء المسرحي من هذيان. شارك في التمثيل: شعبان سست، دلال، خليفة ناصر، طلال البلوشي. ساعد في الإخراج: عبدالرحمن الملا. إضاءة: خالد بشير. مؤثرات صوتية: إبراهيم الأميري. الصوت: عيسى مراد. ديكور: سالم خميس.