في وقت تهبط فيه أجهزة الكمبيوتر اللوحية الجديدة إلى الأسواق بالعشرات، سجّلت شركة “موتورولا” الأميركية اسمها كواحدة من أكبر منافسات شركة “آبل” عندما أطلقت الخميس الماضي أول كمبيوتر لوحي من صنعها تحت اسم “زوم” Xoom قال فيه خبراء تمكنوا من تجريبه بأنه المنافس الحقيقي لـ”آي باد”. أشار والتر موسبيرج في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس إلى أن إطلاق “زوم” ذي الشاشة اللمسيّة التي يبلغ قياسها 10 بوصات، يؤذن بانطلاق الحرب التنافسية الحقيقية في أسواق الكمبيوتر اللوحي، وخاصة لأنه أثبت من خلال عمليات الاختبار أنه منافس قوي لكل الأجهزة اللوحية بما فيها “آي باد”. ويعود سبب تفوّق أداء “زوم” لكونه يعمل بأكثر أنظمة التشغيل تطوراً، وهو “جوجل أندرويد 3,0 هونيكومب” Honeycomb المتخصص بتشغيل أجهزة الكمبيوتر اللوحية. ويمثل “زوم” تزاوجاً ناجحاً بين الابتكارات التكنولوجية الرائدة لشركة “موتورولا” في بناء البرامج والحلول التطبيقية الرقمية، وبين الخصائص التشغيلية الخارقة لنظام “جوجل أندرويد 3.0 هونيكومب” للتشغيل. وعقب عمليات اختبارية للجهاز الجديد أنجزها موسبيرج على مدى أسبوع كامل قبل إطلاقه الرسمي، خرج بالنتيجة التي تفيد بأنه يمتلك الكثير من الخصائص والمقوّمات التي يتفوّق فيها على “آي باد”، كما يتضمن بعض أوجه القصور في إنجاز تطبيقات معينة. ويتساوى الجهازان في قياس الشاشة اللمسيّة البالغ 10 بوصات، وأيضاً في عاملي السماكة والوزن، إلا أن “آي باد” أقل عرضاً وأكثر طولاً بقليل من “زوم”. ويمنح نظام التشغيل “أندرويد 3,0 هونيكومب” للجهاز “زوم” ميزة التفوّق على “آي باد” الذي يعمل بنظام “آي أو إس” iOS ، في مجال استخدام الجهاز وكأنه كمبيوتر عادي فيما يكون استخدام “آي باد” أشبه بتشغيل الهواتف الذكية. ويتفوّق “زوم” أيضاً بكونه مجهزاً بكاميرا أمامية وأخرى خلفية فيما يخلو “آي باد” من أي كاميرا. ثم إن شاشة “زوم” تستظهر صوراً أكثر وضوحاً من التي يستظهرها “آي باد” ويمكن تحديث برامجه التطبيقية مجاناً حتى يساير تقنيات العمل بشبكة الجيل الرابع السريعة. ومن جهة أخرى، يتفوّق “آي باد” في طول عمر بطاريته وكثرة التطبيقات المخزونة في المخزن الافتراضي “آب ستور” بالمقارنة مع تلك التي يمكن تشغيلها في الجهاز “زوم”. ويقول موسبيرج إن الجدار الصلب الذي سيصطدم به “زوم” في الأسواق هو سعره المرتفع بالمقارنة مع “آي باد”. ويفسّر الخبراء الأسباب التي دفعت “موتورولا” لإخراج “زوم” بهذه الصيغة المتطورة التي تسبق عصرها، في أنها تهدف من ذلك إلى استباق الحدث الكبير الذي ينتظره العالم أجمع عندما ستطلق “آبل” الجيل الثاني من “آي باد” أو “آي باد2”. ويتوقع مراقبون أن تتم عملية الإطلاق خلال الأسبوعين المقبلين. وتقول ميليسا بيرينسون خبيرة الأجهزة الإلكترونية في موقع pcworld.com والتي كانت سباقة لاختبار الجهاز “موتورولا زوم”، إن استخدامه ينطوي على متعة تفوق تلك التي يمكن الشعور بها عند استخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحي التي تعمل بنظام التشغيل الأقل تطوراً “أندرويد 2.2” بما فيها الجهاز “جالاكسي تاب” الذي تصنعه شركة سامسونج الكورية، أو حتى “آبل آي باد” الذي يعمل بنظام تشغيل مختلف تماماً هو “ابل آي أو إس”. وكانت “موتورولا” كشفت عن “زوم” للمرة الأولى ضمن فعاليات معرض إلكترونيات المستهلك CES الذي نظم في مدينة لاس فيجاس بولاية نيفادا في شهر يناير الماضي. وكان “زوم تابلت” قد استعرض قدراته وعناصر تفوقه في معرض منتجات “أندرويد” الذي نظمته شركة “جوجل” التي تنتج نظام “أندرويد” للتشغيل، حيث كشفت أكثر من دستة من الشركات عن حزمة التطبيقات التي وظفتها لتشغيل الجهاز الجديد. ولم يفوّت خبراء جوجل هذه الفرصة عندما عمدوا إلى استغلال “زوم تابلت” لاستعراض المستويات العالية للمرونة ودقة الأداء التي ينطوي عليها نظام التشغيل المتطور “أندرويد 3.0 هونيكومب”. وبدا من الواضح أن موتورولا باتت قادرة بفضل هذا النظام على مواجهة منافسي جهازها اللوحي الجديد في الأسواق وخاصة منها شركتا “آبل” و”سامسونج” اللتان تنتجان الجهازين “آي باد” و”جالاكسي تاب” على الترتيب. ويتفوق “زوم تابلت” في أنه يعمل بمنصّة “نفيديا تيجرا2” Nvidia’s Tegra 2 platform للرسوميات، وتبلغ سعة التخزين في ذاكرة الدخول العشوائي (رام) 1 جيجابايت فيما تبلغ سعة الذاكرة الأصلية وذاكرة بطاقة إس دي، 32 جيجا بايت. ويبلغ قياس الشاشة 10.1 بوصة (نفس قياس شاشة “آي باد” وأصغر من شاشة جالاكسي تاب” التي يبلغ قياسها 7 بوصات)، ويبلغ مستوى وضوح الشاشة “1280 في 800” بيكسيل.