اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، بعجزها عن ازالة حواجز إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقالت رايس ردا على سؤال صحفي بعد اجتماعها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، إنها تقضي كثيراً من الوقت في هذه القضية ، مضيفة انه يجب أخذ البعد الأمني لإسرائيل بشأن استمرار اقامة هذه الحواجز في الاعتبار· وربطت رايس بين الحواجز وبين تحسن اداء الأمن الفلسطيني ، واعترفت الوزيرة الأميركية بأن المستوطنات تمثل مشكلة تؤثر على أجواء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي· وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ،أن الفجوة ما زالت واسعة في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للتوصل الى اتفاق سلام، وقال عقب لقاء رايس مع عباس في رام الله ''إن الجهود الأميركية ما زالت مستمرة ، ولكن المطلوب أكثر من جهد أميركي''· والتقت رايس الليلة قبل الماضية في القدس، برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي من المقرر أن يجتمع مع عباس اليوم بعد سفر رايس· وحثت رايس خلال مؤتمر صحفي مع عباس،إسرائيل على التخفيف من القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين، ووصفت المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة بأنها مسألة ''مثيرة للمشاكل خاصة فيما يتعلق بمناخ الثقة اللازم''، ولكنها أضافت أن واشنطن ما زالت تعتقد أن بالإمكان التوصل لاتفاق سلام إسرائيلي -فلسطيني قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير المقبل، وأشادت بالمفاوضات ''الجادة والعميقة'' بين الطرفين· وأضافت ''ما زلنا نعتقد أن التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين بنهاية العام ومع حلول نهاية فترة ولايــــة الرئيس بوش، هدف يمكن تحقيقه''· وتابعت رايس أنها تحدثت مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ومع وزير الدفاع إيهود باراك بشأن ما إذا كانت حواجز الطرق التي من المفترض إزالتها ، سيكون لها أثر كبير في التخفيف من القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين· وبعد آخر رحلة قامت بها رايس في أواخر مارس ، قالت إسرائيل إنها تعتزم إزالة 61 حاجزا في الضفة الغربية، ولكن مسحا قامت به الأمم المتحدة فيما بعد ،أظهر أن عدد الحواجز التي أزيلت 44 فقط وإن أغلبها ليس له أهمية تذكر، أو ليس له أهمية على الإطلاق· ووجدد عباس في المؤتمر الصحفي التزام الفلسطينيين بعملية السلام ،مطالباً إسرائيل بتنفيذ المرحلة الأولى من ''خريطة الطريق'' ولا سيما وقف النشاطات الاستيطانية، وقال :''طالبنا (رايس) بوجوب وقف كافة النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي للاستيطان وازالة البؤر الاستيطانية ،وفتح مؤسسات القدس واعادة الأوضاع على الأرض الى ما قبل الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 ورفع الإغلاق، وازالة الحواجز، وإعادة المبعدين''· واكد عباس ''التزامه بعملية السلام واستمرار المفاوضات مع إسرائيل''، وأعرب عباس عن أمله بنشر قوات الأمن الفلسطيني في كافة ارجاء المناطق الفلسطينية· وعقدت رايس بعد ظهر أمس اجتماعا ثلاثياً ضمها مع باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وقال بيان صحفي صادر عن مكتب فياض، وزع على الصحفيين ، إن المعيار الرئيسي لأي تقدم يتمثل بما يلمسه الفلسطيني على الأرض إزاء هذه القضايا الأساسية، والتي نصت عليها خطة ''خريطة الطريق''· وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة ''حماس'' إن التصريحات التي أدلت بها رايس ''تدلل على أن مفاوضات التسوية تعاني من موت حقيقي''، وأضاف تعقيباً على المؤتمر الصحفي بين رايس وعباس: ''أن رايس لم تضف شيئا جديدا، وتحدثت بعمومية وتهربت من أسئلة الصحفيين حول استمرار الاستيطان والحواجز''، واستطرد: ''أما حديثها بأن الوقت قد حان لإقامة دولة فلسطينية فهو استمرار لسياسة التضليل ودغدغة العواطف ورفع شعارات فارغة المضمون، التي يؤكد الواقع بطلانها، وعدم مصداقيتها ،وهذا شيء طبيعي في ظل الدعم الأميركي للاحتلال (الإسرائيلي) وعدم توفر الإرادة السياسية الأميركية لإلزام إسرائيل بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية ووقف الجرائم الإسرائيلية ·