نفى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بشدة ما تناولته وسائل إعلام حول أن الازدحام في منفذ البطحاء الحدودي بين الإمارات والسعودية يعود سببه إلى انسحاب الإمارات من اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية. وقال الأمير نايف عقب تدشينه مشروع الخطة الاستراتيجية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مساء أول من أمس «هذا التصور خطأ تماماً وليس هناك أي دليل. فالازدحام حصل لتنفيذ الإجراءات المقررة في أخذ البصمة». وطبّق الجانب السعودي برنامجاً آلياً جديداً في منفذ البطحاء الجمركي لإدخال بصمات سائقي الشاحنات. وأضاف الأمير نايف «لا يمكن أن يكون هذا أسلوب المملكة بحال من الأحوال أن تفعل شيئاً من أجل شيء آخر هم إخواننا وأعزاء علينا والاختلاف أمر طبيعي»، مؤكداً أن «أي شخص أو وسيلة إعلامية تعتقد هذا فهي مخطئة ويجب أن تصحح لأن هذا ليس له أساس من الصحة». وكان محمد المهيري مدير عام الهيئة الاتحادية للجمارك بالدولة التقى الاثنين الماضي صالح الخليوي مدير عام الجمارك السعودية، حيث تم خلال اللقاء بحث مسألة تكدس الشاحنات في منفذي البطحاء السعودي والغويفات الإماراتي، حيث أكد الجانبان عقب الاجتماع انتهاء المشكلة التي تفاقمت لأكثر من أسبوعين. وبلغت الأزمة قبل أيام ذروتها بوصول امتداد طابور 10 آلاف شاحنة تنتظر الدخول إلى السعودية إلى 33 كيلومتراً، فضلاً عن ازدحام المنطقة المحايدة بين الدولتين بالشاحنات، وسط مخاوف من سقوط مزيد من الإصابات بين صفوف السائقين الذين عانوا من درجات الحرارة المرتفعة ونقص الأغذية والأدوية، فضلاً عن فساد كثير من البضائع المنقولة. وكانت شرطة أبوظبي عملت بتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على نقل السائقين الذين تعرضوا لحالات مرضية تمثلت بالإجهاد الحراري أو ارتفاع ضغط الدم وغيرهما من الأمراض، فضلاً عن تقديم وجبات غذائية وعصائر ومياه الشرب لهم. كما أرسلت هيئة الهلال الأحمر مساعدات غذائية وعلاجية للسائقين، وقامت طواقم الفرق الطبية ومشروع حفظ النعمة بتوزيع المواد الغذائية على السائقين العالقين، مع استمرار الجهود لإسعاف الحالات المصابة بأعراض الإنهاك الحراري. وزاد عدد الشاحنات التي تدخل الأراضي السعودية عبر منفذ البطحاء خلال الربع الأول من العام الجاري لتصل إلى 1800 شاحنة يومياً، في حين كان متوسط عددها 1250 شاحنة يومياً العام الماضي. وتشير إحصائيات رسمية إلى أن إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من منفذ الغويفات خلال العام 2007 بلغ 916 ألفاً و930 شاحنة، بينما بلغ عدد الشاحنات التي عبرت المنفذ خلال العام 2008 أكثر من 977 ألفاً و782 شاحنة. كما تشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الهيئة الاتحادية للجمارك إلى أن واردات دولة الإمارات من المملكة العربية السعودية خلال العام 2007 بلغت نحو 12,93 مليار درهم، تعادل نحو 51% من إجمالي واردات الدولة من البلدان العربية، فيما بلغت قيمة الصادرات الإماراتية إلى السوق السعودية نحو 1,91 مليار درهم تعادل 16,52% من إجمالي قيمة صادرات الدولة للبلدان العربية البالغة قيمتها 11,56 مليار درهم. وبلغت حصة السعودية من إعادة التصدير نحو 4,16 مليار درهم تعادل ما يقارب 11,5% من إجمالي إعادة الصادرات الإماراتية للأسواق العربية البالغة قيمتها نحو 36,25 مليار درهم خلال نفس العام. بينما بلغت قيمة واردات دولة الامارات خلال العام 2008 من المملكة العربية السعودية 16.144 مليار درهم بزيادة نسبتها 24% عن العام 2007، بينما كانت صادرات الامارات الى السوق السعودية خلال العام الماضي 2.17 مليار درهم، في الوقت الذي بلغت فيه قيمة إعادة التصدير إلى السوق السعودي 5.563 مليار درهم خلال نفس العام