عندما نرى الحيوانات وبالأخص غير الأليفة، تتملكنا مشاعر غريبة تتراوح بين الدهشة والاستغراب والخوف والرغبة عند البعض في أن يراها أو يقابلها بدون موعد مسبق مع أحد البرامج الوثائقية التي تبث على شاشات التلفاز ، وهذا ما أتاحه لنا متنزه العين للحياة البرية، الذي فتح أبوابه ليلا أمام الزوار في تجربة فريدة من نوعها، ويأخذنا بدوره في رحلة سفاري مدهشة نعيش من خلالها تجربة نادرة عن الحياة البرية وكيفية الحفاظ عليها في بيئة صحراوية طبيعية رائعة. كما تغنيك تلك الرحلة الترفيهية التعليمية عن معرفة المزيد من تراث المنطقة العربية وذلك ضمن المعروضات العربية المتنوعة في المتنزه، كمشاهدة ظبي المها العربي والغزال الأصيل في بيئتهم الطبيعية حيث الكثبان الرملية وواحات المياه المظللة. وتعطيك تلك الممرات المغطاة والمكيفة التي حولت حياة الحيوانات من نهار إلى ليل لمحة خفية عن الحياة المذهلة لحيوانات الليل . ونظرا لحرارة الجو أثناء النهار في فصل الصيف مما يحرم الكثيرين من فرصة التمتع بتلك الرحلة، فقد ارتأى المتنزه أن تكون هناك بالإضافة للفترة الصباحية فترة مسائية طويلة تمتد من الرابعة عصرا حتى العاشرة مساءً، تستطيع من خلالها أن تختار موعد اللقاء مع عالم مدهش بدون أن يضايقك قيظ الحر. كما أن الحيوانات سترحب بك ليلا لأنها تتضايق مثلك من حرارة الجو، فتخف حركتها أثناء النهار وتنشط عند قدومك ليلا فتأكل أمامك وتتأرجح وتتسلق وتقفز بل ستفتنك بحركاتها وقدراتها التي تتحدى بها الجاذبية الأرضية في المبنى المخصص لها. كما أعد المتنزه مفاجآت صيفية ليلية أخرى بدأت من الثاني عشر من يونيو الجاري مثل عرض الطيور بأنواعها المختلفة وعرض البطاريق عبر إطعامها أمامك بطريقة محببة وشيقة وإطعام الحيوانات في القسم الأفريقي وغيرها من المفاجآت الجميلة . وما زال المتنزه يحمل في جعبته المزيد والمزيد، بل إنه يتطلع لأن يصبح محط أنظار العالم في استدامة التعايش المتناغم مع الطبيعة والحياة البرية وذلك عبر الخطط التطويرية التي يتبناها لتحويل منطقة حديقة حيوان العين إلى مرفق مهم في التعليم والترفيه والاستجمام يعرض فيها مواطن صحراوية من أفريقيا وآسيا والمنطقة العربية. بالإضافة إلى إنشاء مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء الذي سيضم متحفا للعلوم الطبيعية يحكي عن حياة الصحراء من العصور الحجرية حتى يومنا هذا وكيفية تعايش الإنسان والحيوان والنبات معها. كما سيتم إنشاء منتجعات فخمة ومحلات للتسوق تحمل نفس الطابع المميز ومجمعات سكنية هادئة للباحثين عن تجربة الحياة البرية والعيش قرب الطبيعة