هدى جاسم (بغداد) عاد تنظيم «داعش» الارهابي الى منطقة البغدادي واحتجز عشرات الاسر في المجمع السكني واستخدمهم دروعاً بشرية، فيما أشار مصدر امني الى أن طيران التحالف الدولي بدأ بقصف عنيف استهدف عناصره حول المجمع وعند مدخله وألحق به خسائر بشرية ومادية كبيرة . وكان رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت أعلن، امس عن «تمدد» تنظيم «داعش» في ناحية البغدادي واقتحامه المجمع السكني، مشيراً إلى انسحاب قوات الشرطة وابناء العشائر وحدوث خسائر بينهم، وطالبا زيادة الطلعات الجوية لطيران الجيش والتحالف الدولي لقصف مواقع التنظيم. وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى بأن عناصر «داعش» فجروا مدرج مطار الموصل الدولي، فيما أشار إلى قيام عناصر التنظيم بتفخيخ عدد من الجسور الرئيسة في المدينة تمهيداً لتفجيرها، بهدف فصل الساحلين الأيمن عن الأيسر عند بدء الهجوم على الموصل. وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي امس مقتل عشرة عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة الأنبار، بينهم خمسة انتحاريين بناحية البغدادي مشيراً إلى أن «الجهاز تمكن، من قتل خمسة انتحاريين في منطقة شارع عشرين التابع لمدينة الرمادي»، وأضاف أنه تمكن أيضاً من قتل خمسة إرهابيين كانوا يتحصنون في أحد منازل المجمع السكني في ناحية البغدادي». في تطور آخر أفاد مصدر امني في محافظة الأنبار، بأن تنظيم «داعش» أعدم طفلة عمرها 5 سنوات بعد أن تركها ذووها وفروا عقب اقتحام عناصر التنظيم المجمع الحكومي. وفي سياق متصل أوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «طفلا آخر في السادسة من عمره توفي نتيجة حالة الهلع والذعر التي أصيب بها بعد اقتحام عناصر داعش للمجمع الحكومي». وافاد مصدر امني في محافظة صلاح الدين، بأن العشرات من عناصر تنظيم «داعش» سقطوا بين قتيل وجريح بقصف للتحالف الدولي في الشرقاط شمال تكريت. وقالت قوة المهام المشتركة في بيان امس إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 11 ضربة ضد التنظيم في العراق. وذكر أن الغارات أعقبت 14 ضربة جوية نفذت بين الساعات الأولى من يوم الأربعاء والخميس في سوريا والعراق. وقالت مصادر طبية وأخرى في الشرطة إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا في هجمات بقنابل وصواريخ بالعاصمة العراقية بغداد. الى ذلك، طلبت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي اثر نشر «داعش» شريط فيديو يظهر فيه عناصر من التنظيم المتطرف وهم يدمرون آثاراً في مدينة الموصل. وقالت مديرة المنظمة ايرينا بوكوفا في بيان ان «هذا الاعتداء هو اكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا ايضا شأن امني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق» قائلةً:«لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الامن الدولي لاطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الامن حول حماية الارث الثقافي العراقي، كمكون اساسي من امن البلاد». واعتبرت ان عملية التدمير تخالف قرار مجلس الامن الرقم 2199 الصادر قبل نحو اسبوعين، والذي يهدف الى تجفيف الموارد المالية للتنظيم ومنها تهريب الآثار. واعتبر نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المشاهد المروعة التي بثها تنظيم داعش الإرهابي لعناصره وهي تحطم مقتنيات متحف نينوي الأثرية جريمة وحشية تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها. ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند التدمير «الهمجي» للاثار في الموصل. وقال إن «الهمجية تطال الاشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة»، مضيفا ان «ما يريده هؤلاء الارهابيون هو تدمير كل اوجه الانسانية». واعلنت دار الافتاء المصرية امس أن تدمير قطع اثرية تعود الى حقبات تاريخية سبقت الاسلام يفتقد الى «اسانيد شرعية» موضحة ان الحفاظ على التراث «امر لا يحرمه الدين». قرقاش يندد بتحطيم تراث العراق أبوظبي (الاتحاد) دان معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، الحركات الطائفية والمتطرفة، مستنكراً تحطيم «داعش» تراث العراق في متحف الموصل. وقال معاليه في تغريدات نشرها أمس في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لن ننخدع بسلمية الحركات الطائفية والمتطرفة، ولن نلدغ من جحرها مرات ومرات، فسجلها في المنطقة واستغلالها للدين وشعارات حقوق الإنسان، واضحة.. ونحن نرى أين يقود التطرف المجنون، لا يسعنا إلا أن ندرك أن الصورة الأشمل في عالمنا العربي تقتضي التصدي للطائفية والتطرف والأفكار التكفيرية». وقال: «قصة جزار داعش محمد اموازي (جون الجهادي) بيان لأخطبوط شبكة التطرف والتكفير والإرهاب، تشعبات بين حركة الشباب وداعش وبيئة التطرف في بريطانيا». وقال معاليه في تغريداته: «مشاهد الهجوم على تراث العراق وتاريخه بمتحف الموصل، تذكرنا بإرث طالبان المتخلف في تحطيم تراث أفغانستان، متى نتخلص من التطرف والإرهاب.. تحطيم «داعش» تراث العراق جريمة ثقافية تضاف إلى الجرائم الإنسانية التي ميزت التنظيم، التطرف والإرهاب هجوم على الإنسان وتاريخه».