تعلم بخيتة المهيري تماماً كيف تتعامل مع نظرات التردد والخوف التي تتربصها من قبل المسافرين، تماماً كمعرفتها في التعاطي مع حالات الانبهار والذهول لرؤيتها كضابط أول طيار على متن رحلات طيران الإمارات. فسنوات الخبرة التي تمتد لخمس سنوات، وهي إن كانت قصيرة بعد لتكون طياراً رئيسياً، إلا أنها كافية لتعزز ثقتها بنفسها القائمة على الكثير من المعرفة وحب التعلّم والاطلاع. تشرح بخيتة المهيري، وهي واحدة من أربع طيارات، تخرجن من برنامج تدريب الطيارين الخاص بالمواطنين في طيران الإمارات، أنها خلال رحلاتها تواجه ثلاثة أنواع من ردود الفعل أولها يتعلق بكونها فتاة تقود طائرة ركاب ضخمة، والثانية كونها محجبة مسلمة تقود الطائرة، والثالثة هي الفرحة بوصولها إلى تلك الوظيفية على الرغم من عمرها البالغ 23 سنة. تؤكد المهيري خلال مشاركتها في منصة "طيران الإمارات" في معرض الإمارات للوظائف 2017 أن مسؤوليتها كبيرة تجاه عملها من الناحية التقنية من جهة، ومن الناحية الاجتماعية تجاه الركاب من جهة أخرى. وتشرح بكثير من الوعي أن بعض التعليقات التي تسمعها من هنا وهناك تجاه الحجاب الذي ترتديه، خصوصاً في ظل أجواء عامة تضع المسلم في خانة ضيقة، يجعلها أكثر استيعاباً وأكثر رغبة في زرع صورة مختلفة في أذهان البعض عن المرأة-الطيار، والمسلمة-الطيار. وأكدت أنها تتعاطى مع آلاف الأشخاص بحكم عملها، إلا أنها قد تكون المسلمة الوحيدة التي يراها أحد الركاب، وبالتالي فإن ردود فعلها يجب أن تكون مدروسة وواثقة ومحببة. ومن يعرف المهيري، يمكن أن يتلمس قدرتها على تدوير الزوايا الحادة في حديثها ومنطقها، وفي تأنقها في الأفكار وفي التعبير عنها. وهي لا تتردد في التأكيد على أنها شخص محب للناس، وهو ما يعطيها دفعة إضافية في التأقلم مع أي تحديات قد تواجهها فوق الغيم.