أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، أن ملف استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» الذي قدمته دولة الإمارات، ممثلة بأبوظبي، تميز بحزمة مقومات وتسهيلات مختلفة عن منافسيها. واستعرض الجابر أمام وسائل الإعلام المحلية أمس في مقر مدينة مصدر بأبوظبي المراحل والخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية للترشح لاستضافة مقر المنظمة الدولية للطاقة كأول دولية عربية، وذلك عشية الانتخابات المقرر إجراؤها في شرم الشيخ نهاية الشهر الجاري، وتنافس فيها الإمارات كلا من ألمانيا والنمسا. وقال «إضافة إلى الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لإيرينا بمتوسط 81 مليون درهم سنويا (22 مليون دولار) حتى عام 2015، و12 مليون دولار على المدى البعيد، فإن الإمارات ستوفر لإيرينا فرصة لكي تظهر للعالم أن عصر الطاقة المتجددة قد حل». وستكون استضافة المقر في «مصدر»، المدينة الصغيرة المفعمة بالحيوية في أبوظبي، وتعتبر المدينة الأولى في العالم الخالية من النفايات وحيادية الكربون. ومن ضمن الامتيازات، ستتواجد الأمانة العامة في مساكن مجانية في مركز المدينة، في مبنى للمكاتب متعدد الاستعمالات، هو المبنى الأول في العالم الذي يعمل على «الطاقة الإيجابية» على نطاق واسع، وينتج من الطاقة أكثر مما يستهلك. وسيقع مقر «إيرينا» في مركز قطاع الطاقة المتجددة في العالم، متوسطاً مختبرات من الابتكار، وسيوفر الوسط المحيط أفضل العلماء والباحثين والمؤسسات الأكاديمية والشركات وصناع القرار والمبتكرين لخدمة «إيرينا». كما تقدم دولة الإمارات، بحسب الجابر، التسهيلات لأيرينا مجاناً، ويشمل ذلك تزويد الوكالة بمرافق المؤتمرات وأحدث المعلومات والتكنولوجيا المتوفرة والخدمات والصيانة، والإقامة المكفولة لنمو الوكالة المستقبلي إلى الأبد. ويشمل التزام الإمارات خلال السنوات العديدة الأولى زيادة مستوى الدعم، الذي ينص على تزويد المباني الإضافية اللازمة والأثاث الذي تختاره «إيرينا»، ونقل المكتب بالكامل وتوفير ودعم البنية التحتية المبنية على أساس أحدث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإنشاء منصة للتعليم الإلكتروني ومصاريف مرافق المؤتمرات والخدمات ذات الصلة ورسوم الهجرة، والبحث الذي تموله «أيرينا» والخدمات التشغيلية والإسكان ونقل الموظفين. وقال الجابر «هذا المستوى من الدعم غير المسبوق يتيح لأيرينا الفرصة لتركيز المزيد من مواردها على مهمة الوكالة وبرامجها». صندوق أبوظبي للتنمية وأضاف الجابر أنه «من ضمن التسهيلات التي تقدمها الإمارات، ولكي تنجح أيرينا في مهمتها في دفع العالم إلى استخدام الطاقة المتجددة في المستقبل، لابد من تمكين جميع البلدان من المشاركة، لاسيما دول العالم النامي، حيث حقق صندوق أبوظبي للتنمية التزاماً غير مسبوق في إطار سعي الدولة إلى مساعدة إيرينا إلى إشراك الاقتصادات الناشئة، إذ قدم صندوق أبوظبي للتنمية (ADFD) ما يصل مجموعه إلى 50 مليون دولار سنوياً على شكل قروض ميسرة لمدة سبع سنوات، وذلك لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة التي أيدتها إيرينا في العالم النامي. وأشار الجابر إلى أن «معهد مصدر»، سيقدم كذلك 20 منحة دراسية كاملة في كل دفعة دراسية لاستيعاب الطلاب الذين توصي بهم «إيرينا»، وستخصص نسبة معينة من هذه المنح للطلاب من البلدان النامية، كما ستحصل أيرينا على حق استخدام أحدث المختبرات ومرافق البحوث المتوافرة في المعهد. ويتواجد معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بالقرب من مقر إيرينا المقترح وهو عبارة عن مركز متقدم للطاقة المتجددة والبحوث الخاصة بالاستدامة، يهدف إلى تطوير الموارد البشرية الضرورية لتغذية النمو في قطاع الطاقة المتجددة. يستقطب معهد مصدر الذي تم تطويره بالتعاون مع معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا الطلاب المتميزين من مختلف أنحاء العالم إلى الحرم الجامعي في مدينة مصدر، وهو مركز البحث العلمي الأول من نوعه في المنطقة على مستوى التعليم العالي المبني على أساس البحث الذي يركز على مجال الطاقة المتجددة، ويدرس الطلبة مع أساتذة رائدين في العالم ويستخدمون أحدث المختبرات ومرافق البحوث. ------------------------------ «أيرينا» : 104 دول تدفع عجلة الطاقة المتجددة أبوظبي (الاتحاد) - وقعت دولة الإمارات في السادس والعشرين من يناير 2009، مع 74 دولةٍ أخرى، النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا»،وهي الوكالة الدولية المعنية بدفع مسيرة التحول السريع نحو انتشار الطاقة المتجددة واستخدامها بصورة مستدامة على مستوى العالم، وارتفع عدد الدول حتى اليوم إلى 104. وستقوم الوكالة بتوفير الاستشارات العملية والدعم الفعلي للدول الصناعية والنامية، مساعِدةً بذلك تلك الدول على تطوير أطر العمل الخاص بالطاقة المتجددة، وبناء قدراتها في هذا المجال. وتسعى «أيرينا» إلى تسهيل إمكانية الوصول إلى جميع المعلومات ذات الصلة بالطاقة المتجددة، بما في ذلك البيانات التي يمكن الاعتماد عليها فيما يتعلق بإمكانيات الطاقة المتجددة، وأفضل الممارسات، والآليات المالية الفعالة، بالإضافة لأحدث الخبرات التقنية. وخلال المؤتمر التأسيسي للوكالة، أعلن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ترشُّح أبوظبي لاستضافة المقر الرئيسي للوكالة، حيث باتت دولة الإمارات في موقع تنافسي مع ثلاثة منافسين آخرين من كبار الدول الأوروبية التي أعلنت ترشحها لاستضافة المقر وهي، بون في ألمانيا، كوبنهاجن في الدنمارك، وفيينا في النمسا. لكن الدانمرك قد قامت بسحب عرضها لاحقاً. وكان الموعد النهائي لتقديم ملفات عروض الدول المتنافسة على استضافة مقر الوكالة يوم 30 أبريل 2009، حيث طلب من تلك الدول تقديم عروضهم المفصلة التي تبرز المقومات الموجودة لدى كل مرشح لاستضافة المقر الرئيسي للوكالة. حتى اليوم، وقعَّت 104 دول على النظام الأساسي للوكالة، إضافة إلى عدد من الدول الأخرى التي من المتوقع أن توقع قبل موعد التصويت النهائي في شرم الشيخ يوم 29 يونيو 2009، وهو تاريخ التصويت لإقرار الدولة المستضيفة لمقر الوكالة. في 29 أبريل 2009، تقدمت الإمارات بعرضٍ فني مفصل يتميز بقوته من الناحية التقنية، كما تم إنشاء الموقع الإلكتروني (www.irenauae.com) الذي يحتوي على العديد من المقاطع والإعلانات التي تلخص عرض الإمارات لاستضافة «أيرينا». ومن أبرأ مقومات استضافة الإمارات للمقر الرئيسي لـ «أيرينا» الموقع الجغرافي المتميز، والحياد السياسي والعلاقات الثنائية الممتازة مع الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، والبيئة المتميزة والمشجعة للنشاط التجاري، واستضافة أبوظبي لأكثر من 75 بعثة دبلوماسية رسمية، ومرافقها وخدماتها المتميزة الخاصة بانعقاد المؤتمرات ومختلف الفعاليات. كما يتوافر في الإمارات مطاران دوليان وخطوط طيران عالمية، وخدمات فندقية رفيعة المستوى، ومرافق صحية متميزة، وتعليم عام شامل، وحركة غنية وواسعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية. كما تمتاز الدولة بالمنهجية الجديدة والالتزام الصريح بالطاقات المتجددة، ويتجسد ذلك من خلال عدة أمور أهمها «مبادرة مصدر»، و»القمة العالمية لطاقة المستقبل»، و»جائزة زايد لطاقة المستقبل»، والالتزام الفعلي بتحقيق هدف الوصول إلى 7% من إجمالي الطاقة عن طريق مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2020