يقول الشاعر السعودي حسن الزهراني عن طقسه أثناء كتابة الشعر: «ليس لكتابة الشعر طقس خاص، ليس للإلهام وقت ولا عنوان ولا لون ولا رائحة، عندما تغرد بلابل الشعر على غصون الإلهام تساقط غصون الخيال وحياً بهياً وألقاًَ روحانياً.. عندما ينشر الشعر سحائبه في فضاءات مخيلتي أنشر نبضاني وذرات روحي في الطرقات علها تنال شيئاً من ودقة اللجيني الفاره فتفتق براعم (لوز المشاعر) طين الصمت وأحمل ذاكرتي، أو قلمي، أو جوالي.. أدوّن ما جمعت من ثمار الخيال في أمتعة الروح». وعن شعور من حوله بتلك الحالة يقول أن زوجته هي من تشعر باقتراب هذا المخاض الشعري ويسألها: كيف تعرفين ذلك؟ تجيب: أرى شروداً وتسهيماً. أدعوك فلا تجيب إلا بعد حين وربما لا تجيب، أسألك عن موضوع أو أحدثك عنه فأجد إجاباتك خارجة عن الموضوع تماماً، أضحك منك كثيراً.. وبعد كل هذا تغلق علي باب مكتبي وتتركني وحيداً. وعن نوعية الورق والقلم يقول: عندما أجلس على مكتبي عن يميني دفتر من فئة (200) ورقة لونه أزرق مليء بالقصائد والقصص القصيرة والخواطر والرسومات التي تشبه محاولات الأطفال للرسم. هذا الدفتر لا يخلو أيضاً من (خربشات) أبنائي عندما يبدأون محاولة الكتابة، بداية بسحر ومحمد وعبد العزيز وفيصل وآمال، فترى فيه خطوطا بألوان مختلفة وطبعات مضحكة وعبارات عجيبة أضع عليها دوائر عندما أشرع في مسودات قصائدي حتى لا تختلط أنساب الأفكار. ويضيف: ليس هذا الدفتر حكراً على المسودات بل إنني أكتب خلف ورقة التقويم أو أي ورقة أجدها أمامي متوفرة أو هوامش الكتاب الذي بين يدي، كثيراً ما أخرج بعد أن تغلق زوجتي الباب أبحث عن قلمي الذي تعوّدت الكتابة به، أتوتر داخلياً فأجد أحدهم إما سحر أو محمد أو عبد العزيز أو آمال أو إلهام أو هي ذاتها أخذته ونسيت أن تعيده إلى (المقلمية) التي على المكتب.. أصرخ بأعلى صوتي من أخذ القلم فيأتي به الذي أخذه ضاحكاً أبادله ابتسامة الغضب وآخذه منه دون أدنى كلمة وأعود مغلقاً الباب. ويتابع: عندما قررت رفع مظلمتي إلى هيئة حقوق الإنسان قامت زوجتي بربط القلم في قوس التقويم كما يفعل موظفو الصادر والوارد. وبعد كل هذه الاحترازات أجد الخيط ولا أجد القلم. عندما أسلم من الإزعاجات استرسل في كتابة القصيدة حتى النهاية. وأنا مستغرق في الكتابة تجدني أرسم في أطراف الورقة نجمة ثم نجمتين إلى عشر أو أكثر دون شعور. بعد حين أسمع الباب يفتح ويطرق سمعي صوتها: أي خدمة فإن رفعت رأسي والتفت دخلت وإن لم يكن سمعت الباب يغلق بصمت. ويختم: أضع قلمي عندما أفرغ وأغني، تأتي فأقرأ عليها ما كتبت، تبدي إعجابها ونخرج سوياً. الأمر الذي يجب أن أشير إليه في نهاية هذه العجالة هي المتعة اللذيذة والشعور بالنشوة بعد إفراغ الشحنة الشعورية في الورق