برغم المطالبات الدولية والعربية لإيران على مدى عقود بعدم التدخل في شؤون الغير، ودعم الميليشيات الإرهابية في الدول العربية، لم تجد تلك المطالبات أي تجاوب من نظام طهران، بل استمر في إذكاء الطائفية والفتنة وإشعال فتيل الصراع والأزمات والحروب.
سجلت المنظمات الأممية بشكل متواصل وجوداً لقوات إيرانية في مناطق النزاع بالعراق وسوريا واليمن وغيرها، وهذه حقائق لا تحتاج إلى إثبات، فدعم طهران للميليشيات الإرهابية هو ما يمكنها من أن تعيث فساداً في الأرض، وتسلب السلم من المجتمعات، وتتمرد على الشرعية في الحكم.
ممارسات الحرس الثوري الإيراني تلك، ستجعل منه أول جيش دولة تصنفه الولايات المتحدة الأميركية على أنه منظمة إرهابية، في قرار يتوقع أن تعلنه واشنطن يوم غد الاثنين، بعد أن فشلت سياستها بفرض العقوبات الاقتصادية على نظام طهران وانسحابها من الاتفاق النووي الدولي معها، في تحقيق الهدف المتمثل بلجمها عن التدخل في شؤون الآخرين.
الأمر لا يحتاج كل هذا التعنّت والتمترس الإيراني خلف أفكار توسعية لا يمكن أن تنجح في تحقيقها، خاصة أن أداتها الرئيسة المتمثلة بخلق صراعات ونعرات طائفية بين أبناء البلد الواحد، أضحت مكشوفة بعد أن تسببت في إراقة الكثير من الدماء البريئة.

"الاتحاد"