دعت نشرة “أخبار الساعة” أمس القوى السياسية العراقية إلى ضرورة تجاوز مرحلة القول إلى الفعل من خلال لقاءات واتصالات فعلية بينها من أجل الاتفاق على ملامح الحكومة المقبلة وطبيعة الشراكة الوطنية التي يتم الحديث عنها. وأكدت النشرة التي يصدرها “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” أن العملية السياسية ستفقد أهميتها وسيتبدد أثرها الإيجابي إذا تحركت بعض القوى باتجاه استبعاد الآخرين رغم الحديث المتكرر عن التوافق والشراكة. وتحت عنوان “القول والفعل في العراق”، قالت النشرة “إن الخطاب السياسي للقوى السياسية العراقية المختلفة منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية في 7 مارس الماضي، يشير إلى أهمية الشراكة الوطنية في تشكيل الحكومة المقبلة، وضرورة عدم استبعاد أي قوة منها، واحترام إرادة الناخبين”. وأشارت إلى أنه رغم المواقف الإيجابية للقوى السياسية وتأكيدها على حكومة الشراكة، فإن هذه المواقف لم توضع موضع التنفيذ الفعلي لطي صفحة التوتر المخيم على الساحة منذ ظهور نتائج الانتخابات النهائية. وأضافت أن إيجابية خطاب القوى السياسية أسهم في تخفيف مظاهر القلق والخوف لدى العراقيين من خطر انفجار الصراع الطائفي مجدداً، لكن المهم هو تجاوز مرحلة القول إلى الفعل. وأكدت أنه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق والتهديدات الأمنية الخطرة التي يتعرض لها، فإنه يحتاج إلى الإسراع بتشكيل الحكومة، لكي لا تتسع فجوة الخلاف وتزداد مساحة التوتر. ونبهت إلى أن التأخير في الاتفاق على الحكومة المقبلة يعرض العراق لفراغ سياسي يتيح لقوى مختلفة الفرصة للتدخل فيه كالقوى الإرهابية، التي نجح الشعب العراقي حتى الآن في إفشال مخططاتها. واختتمت بالقول إن الشعب العراقي نجح بشجاعته وإصراره على المشاركة في تقرير مصيره في إفشال المخططات الإرهابية، وها هي الآن تعمل على منع العراق من الاستفادة من ثمار العملية الانتخابية بل وجعلها منطلقا لمزيد من التوتر والصراع وذلك من خلال السعي إلى تفجير العنف الطائفي عبر خطط تهدف من ورائها إلى وضع السنة والشيعة في مواجهة بعضهما بعضا من جديد.