ظهرت إلى العلن مواقف أطلقها عدد من قيادات فريق 14 مارس ترفض أي حل يأتي من دمشق يساهم في تأليف أول وزارة في عهد البرلمان الجديد، فيما استمرت الاتصالات المكثفة البعيدة عن الأضواء والتي يجريها النائب سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، مع المعنيين بهذا الملف، وفي خطوة لافتة تندرج في اطار جهود الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، قام سفير إيران محمد رضا شيباني، ظهر أمس بزيارة خاطفة إلى قريطم وعقد خلوة مع الحريري، دامت حوالي الساعة. وعلمت «الاتحاد» من مصادر مقربة من شيباني، أن هناك مسعى تقوم به طهران لتقريب وجهات النظر بين المعنيين بتشكيل الحكومة اللبنانية، ورفضت المصادر نفسها الدخول في التفاصيل. وأكدت مصادر موثوقة في فريق الأكثرية البرلمانية لـ«الاتحاد»، أن بعض قادة الاحزاب المنضوية في اطار تحالف 14 مارس، أبلغوا الحريري رفضهم المشاركة في حكومته إذا ما رغب في زيارة دمشق، وقالت «ان احدهم (لم تسميه) هدد بالانسحاب من قوى 14 مارس إذا ما استجاب الحريري لطلب دمشق وزارها قبل تأليف الحكومة. وكان الزعيم المسيحي المناهض لسوريا سمير جعجع، استبعد أمس ان يقوم الحريري بزيارة إلى دمشق قبل تشكيل الحكومة وتوقع ان يبدأ العمل بسرعة لتشكيل هذه الحكومة. وقال جعجع ان زيارة الحريري إلى دمشق «هي خطوة لن يكون لها أي نتائج ولن تؤدي إلى أي مكان لا بل يمكن ان تؤدي إلى نتائج سلبية... قد تؤدي إلى احباط إضافي وإلى سوء إضافي في العلاقة بين البلدين لأنها خطوة غير ناضجة». وكانت وسائل إعلام لبنانية رددت أنباء عن زيارة وشيكة سيقوم بها الحريري إلى دمشق في اطار مساع سعودية لمصالحته مع سوريا بعد خلاف استمر منذ اغتيال والده رفيق الحريري في 2005. بالمقابل، قالت مصادر في فريق المعارضة رداً على سؤال لـ«الاتحاد» حول موقف بعض قادة الأكثرية من زيارة الحريري لدمشق «ان اطلاق النار على مهمة الحريري لم يأتِ من فراغ». وكشف عن ضغوطات أميركية سرية تمارس على أركان 14 مارس لافشال أي مسعى سوري في حل الأزمة الحكومية اللبنانية». واستبعدت المصادر عينها ان تنجح الاتصالات في ترتيب عقد قمة عربية رباعية تحدث عنها الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان قبل يومين في ظل الأجواء السياسية المستجدة، وقالت «ان الاتجاه يميل إلى عرقلة مهمة الحريري من قبل بعض المتضررين من الحل».