هالة الخياط (أبوظبي) أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي عن مشروع جديد لحماية البيئة البحرية يتضمن تأسيس مشاتل للأعشاب البحرية وزراعة المرجان وتكثيف حماية الموئل للكائنات الحية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. وكشفت رزان خليفة المبارك، أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي أن المشروع يتضمن إجراء بحث أولي ودراسة للمواقع الحالية للأعشاب البحرية، واختيار الأماكن التي تتناسب مع تنفيذ تلك المشاتل. وقالت المبارك في تصريحات للصحفيين إن الهيئة تحرص باستمرار على إطلاق البرامج التي تعزز من حماية وإكثار الموائل الطبيعية والكائنات الحية، نظراً لوجود العديد من التحديات التي تحيط بها ومنها التغير المناخي. وتابعت أن البرامج تتضمن إكثار الصقور والحبارى والمرجان البحري، وإلى جانب ذلك، بدأت الهيئة أخيراً برنامجاً جديداً لدراسة الأعشاب البحرية بهدف إثرائها والحفاظ عليها. وأفادت المبارك أن المشروع يتضمن إجراء دراسة بالتعاون مع جهات متخصصة في نيوزلندا للتركيز على العناصر التي يمكن أن نحميها ونثريها، بما فيها زراعة الأعشاب والمرجان البحري، فضلاً عن تكثيف حماية تلك المواقع لتصبح أكثر فعالية. وأكدت هيئة البيئة في دراسة أجرتها سابقا أن الأعشاب البحرية تعد جزءاً مهما من النظام البيئي البحري، إذ توفر الغذاء والموئل والحضانة لعدد لا يحصى من الفقاريات واللافقاريات. كما تعتبر الأعشاب البحرية مصدرا للغذاء لأنواع مهمة مثل أبقار البحر والسلاحف البحرية الخضراء، لاسيما أنها تعد جزءا مهما من النظم البيئية للكربون الأزرق، كونها تخزن كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مما يسهم في الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكبنا. وتطرقت الهيئة في دراستها إلى أن أهمية الأعشاب البحرية بالنسبة للبيئات البحرية تكمن في كونها مصدرا للغذاء تعتمد عليه عدد من الكائنات البحرية كبعض الأسماك والبط التي تتغذى على رايزمات الأعشاب البحرية. وتابعت الهيئة أن السلاحف الخضراء وأبقار البحر (الأطوم) تعتمد بشكل كلي على الأعشاب البحرية في غذائها، فيما تتغذى بعض أنواع الطيور على أوراق بعض الأعشاب البحرية. وأكدت الهيئة أن الأعشاب البحرية تشكل غذاء للكائنات البحرية الصغيرة كالبكتيريا والديدان التي تمثل بدورها مصدراً لغذاء صغار الأسماك وبعض القوقعيات مما يؤكد أهمية دور الأعشاب البحرية في سلسلة الغذاء الأولية. وتساعد الأعشاب البحرية في تثبيت التربة الساحلية الهشة نسبة لنظام جذرها القوى ودورها المهم في تثبيت التربة. كما تتميز بقدرتها على التقليل من سرعة التيارات المائية بسبب تواجدها على شكل مجموعات مما يشكل حاجزا طبيعيا لهذه التيارات القوية. وتعتبر الأعشاب البحرية ملجأ وملاذا لحماية الكائنات البحرية الصغيرة من الأعداء ومن حرارة الشمس وتقلبات الحرارة والأمواج المتلاطمة. وتشكل الأعشاب البحرية حضانة لصغار الأسماك وبعض اللافقاريات حيث توفر لها الغذاء والمأوى والحماية. وتعتبر الأعشاب البحرية مؤشرا لنقاء المياه، حيث إنها تتأثر بالعمق الذي توجد به والذي بدوره يتأثر بنقاء المياه. وقد أثبتت الدراسات أن الأعشاب البحرية تمتص الشوائب وكل ما يعكر صفو المياه وترسبها في أوراقها مما يسهم في عملية تنقية المياه. بالإضافة لدورها في تثبيت النتروجين في التربة.