احتلت دولة الإمارات المرتبة 30 عالمياً من بين 139 دولة والأولى في منطقة الشرق الأوسط على قائمة الدول الأكثر تطوراً في قطاع السفر والسياحة في تقرير التنافسية للسفر والسياحة لعام 2011 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي أمس. وواصلت الإمارات تقدمها اللافت في تقرير هذا العام الذي جاء تحت عنوان “آفاق ما بعد التراجع” حيث قفزت ثلاث مراتب جديدة مقارنة بالتقرير السابق لتصعد من المرتبة 33 عام 2009 إلى المرتبة 30 حالياً. وقدر التقرير الذي حصلت “الاتحاد” على نسخة منه حجم مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات خلال عام 2010 بما نسبته 16,6% أي ما يعادل 42,56 مليار دولار (156,3 مليار درهم). ورجح التقرير أن يصل متوسط نمو مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى أكثر من 8,1% سنوياً خلال الفترة من 2011 وحتى 2020، لافتا إلى أن إجمالي العاملين في هذا القطاع بالدولة يزيد على 429 ألف عامل يشكلون 13,8% من إجمالي سوق العمل في الدولة. ورجح التقرير في الوقت ذاته نمو الطلب على الوظائف بهذا القطاع بنسبة 5,7% سنوياً لغاية عام 2020. ووفقا لنتائج التقرير مؤشر التنافسية في قطاع السياحة والسفر لعام 2011، جاءت الإمارات في المرتبة 30 عالميا من ناحية التنافسية العالمية في هذا القطاع بعد حصولها على معدل 4,78 نقطة متساوية مع اليونان التي حلت في المرتبة 29 متراجعة عن ترتبيها في مؤشر 2009 عندما جاءت في التصنيف 24 عالمياً. وتصدرت سويسرا للعام الثالث على التوالي مؤشر التنافسية في السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بحصولها على 5,68 نقطة، تلتها فرنسا بمعدل 5,5 نقطة، ثم النمسا والسويد والولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا وكندا وسنغافور وهي التي اعتلت قائمة أفضل 10 بلدان في المؤشر. وتقدمت الإمارات على العديد من الوجهات السياحية العالمية العريقة في تصنيف هذا العام حيث سبقت التشيك التي جاءت في المرتية 31 وكوريا الجنوبية وماليزيا والمجر والصين وكرواتيا،فيما كانت اقرب الدول العربية لتصنيف الإمارات المتقدم مملكة البحرين التي جاءت في المرتبة 40، ثم قطر في المرتبة42، وتونس في المرتبة 47 وسلطنة عمان في المرتبة 61 والسعودية في المرتبة 62، والأردن في المرتبة 64، ثم لبنان في المركز 70 ومصر التي حلت التاسعة عربياً في المرتبة 75 عالمياً، تلتها المغرب في المرتبة 78 ثم الكويت في المرتبة 95 وسوريا في المرتبة 105 الجزائر في المرتبة 113 وأخيراً ليبيا في المرتبة 124 عالمياً. أما المؤشر الرئيسي الذي اعتمد عليه التقرير في هذا المجال، فهو مؤشر القدرة التنافسية للسفر والسياحة والذي يقيس مختلف العوامل والسياسات المتصلة بقطاع السفر والسياحة والتي تؤثر في محصلتها على القدرة التنافسية للدول في هذا القطاع. ويتألف هذا المؤشر من ثلاثة مؤشرات فرعية عن قطاع السفر والسياحة، هي مؤشر الأطر التشريعية، ومؤشر بيئة الأعمال والبنية التحتية، ومؤشر الموارد البشرية والثقافية والطبيعية. وتندرج تحت كل من هذه المؤشرات الثلاثة مجموعة من المتغيرات مثل القوانين والتشريعات، واستدامة البيئة، والأمن، والصحة، وأولويات السفر والسياحة، والبنية التحتية لكل من النقل الجوي والبري والسياحة وتقنية المعلومات والاتصالات والموارد البشرية، وغيرها. وأوضح التقرير أنه “رغم تواضع موارد الإمارات الطبيعية في قطاع السياحة، لا أنها تمكنت من تحسين التصنيف الخاص بالموارد الثقافية، إذ صعدت في هذا المؤشر الفرعي من المرتبة 84 في عام 2009، إلى المرتبة 34 هذا العام، مدعومة بالخصائص الفريدة في مؤشر الألفة للسياح والمسافرين حيث جاءت في المرتبة 25 عالمياً”. وعزز التطور المتواصل في البنية التحتية السياحية للإمارات من تحصيلها هذا الترتيب المتقدم، خاصة في بنية قطاع النقل الجوي حيث جاءت في المرتبة 4 عالمياً في تنافسية هذا المؤشر مقارنة بجميع الدول الـ139 التي شملها التصنيف. وتولي حكومة دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بقطاع السفر والسياحة، وذلك لتعزيز مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية. واظهر التقرير ان الدعم القوي من قبل حكومة دولة الإمارات للقطاع ووضعه في صدارة اهتماماتها، الأمر الذي أسهم في تعزيز مرتبة الإمارات في هذا مؤشر القدرة التنافسية في قطاع السياحة والسفر الفرعي إلى المرتبة 8 عالمياً، وهو ما انعكس على تبوئها المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر افضل الوجهات العالمية في حملات التسويق الفاعلة. ولفت التقرير الى ان الإمارات تتمتع بمزايا تنافسية عديدة في قطاع السفر والسياحة، حيث احتلت المرتبة الأولى في حملات تسويق الوجهات، لاسيما من خلال حضورها المميز في المعارض الدولية الكبيرة في مجال السفر والسياحة. كما احتلت المرتبة الثالثة في الأولويات الحكومية بالنسبة للقطاع. ويكتسب قطاع السفر والسياحة أهمية استثنائية بالنسبة لدولة الإمارات، وذلك في ظل التطورات الكبيرة التي شهدها هذا القطاع خلال السنوات السابقة والتي جعلت الإمارات الوجهة السياحية الأكثر جاذبية على المستويين الإقليمي والعالمي. ويلعب قطاع السفر والسياحة دورا حيويا في تعزيز النمو والتنمية الاقتصادية على الصعيد العالمي والمحلي، حيث يسهم هذا القطاع في رفع معدلات التوظيف، وزيادة الدخل القومي، وتحسين موقف ميزان المدفوعات، فضلاً عن القيمة المضافة الكبيرة لهذا القطاع على صعيد التنمية الاجتماعية وجودة الحياة. ويتزامن صدور هذا التقرير مع بدء ظهر علامات على تعافي قطاع السفر والسياحة بعد الصعوبات التي اعترت معظم دول العالم نتيجة لتداعيات الأزمة المالية العالمية والتي فرضت على الدول اتخاذ السياسات الفاعلة لمواجهة الأزمة وضمان نمو القطاع المذكور. وقال المنتدى الاقتصادي العالمي إن ترتيب الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط تم اعتماده قبل أن تشهد المنطقة العديد من التحولات السياسية المهمة التي سوف تعيد صياغة المشهد في تقرير العام المقبل. ويصدر المنتدى الاقتصادي العالمي منذ أربعة أعوام تقرير التنافسية للسفر والسياحة بالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية في مجال البيانات والإحصاءات المتعلقة بقطاع السفر والسياحة بهدف التصدي إلى مختلف القضايا المتعلقة بالقدرة التنافسية لدول العالم في هذا القطاع.