ماجدة محيي الدين (القاهرة) اضطرابات الغدة الدرقية إحدى المشاكل، التي تعاني منها النساء أكثر من الرجال، ويمتد تأثيرها على كامل أجهزة الجسم، وصولاً إلى الحالة النفسية. ومن أعراض خلل الغدة الدرقية، التي تشبه الفراشة في شكلها التشريحي، تساقط الشعر بصورة ملحوظة، والقلق والعصبية وقلة النوم وعدم انتظام ضربات القلب، فضلاً عن الشعور بالإرهاق والتعب وعدم القدرة على التحكم بدرجة حرارة الجسم، إلى جانب أعراض أخرى تختلف بحسب حالة كل مريضة مثل الإمساك أو الإسهال وعدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها وجفاف الجلد، وكلها أعراض تؤثر سلباً على المرأة وتضعها في حالة نفسية صعبة. أسباب وأعراض عن سبب حدوث خلل في الغدة الدرقية، تقول الدكتورة إيمان سلطان، استشارية الباطنية العامة والغدد الصماء والتمثيل الغذائي بالمعهد القومي للتغذية بمصر: «إن الأسباب قد تكون قلة نشاط الغدة، بسبب نقص اليود أو إصابة الغدة بأحد أنواع الالتهابات التي تؤدي إلى ضعف خلايا الغدة والأمراض المناعية التي تصيب النساء، وتؤدي إلى تلف الغدة وقلة إفراز الهرمون، وقد تكون الإصابة لأسباب وراثية»، مشيرة إلى أن من أكثر أسباب زيادة نشاط الغدة شيوعاً الأمراض المناعية، حيث تتكون أجسام مضادة محفزة للغدة لزيادة إنتاج الهرمون الدرقي بصورة كبيرة أو زيادة حجم الغدة، ما يؤدي إلى صعوبة البلع والإحساس بالاختناق. وتلفت إلى أن كثيراً من أمراض المناعة تصيب النساء أكثر من الرجال بسبب الضغوط النفسية والأعباء التي تتحملها المرأة في العالم المعاصر. وتضيف أن الأعراض تنتج عادة بسبب زيادة أو نقصان في هرمون الغدة ما يؤدي إلى زيادة الوزن أو نقصانه بصورة ملحوظة، وظهور تورم في منطقة الغدة في مقدمة الرقبة، وأحياناً جحوظ في العيون. وقد تعاني مريضات ضموراً في العضلات ومشاكل في الرؤية، مشيرة إلى أن النساء الأقل من الأربعين عاماً يتعرضن لزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، أما نقص إفراز الهرمون فإنه أكثر شيوعاً لدى الصغيرات، ولكن ليس هناك قاعدة ثابتة فيما يخص أمراض الغدة الدرقية. تشخيص وعلاج عن تشخيص المرض، تقول سلطان: «إن أغلب المريضات لا يفكرن في اضطراب الغدة الدرقية وتدفعهن بعض الأعراض مثل سرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس والتعرق الزائد إلى الذهاب إلى طبيب قلب، والبعض الآخر منهن يلجأ إلى طبيب متخصص في الجهاز الهضمي نتيجة ما يلحظه من مشكلات مثل الإسهال أو الإمساك وعسر الهضم ونقصان الوزن أو زيادته بصورة غير معتادة، وبعد فترة من المعاناة والتأكد من التحاليل يتم تشخيص المرض، وأحياناً تلجأ المريضة إلى أمراض الجلدية بسبب تساقط الشعر وجفاف الجلد». وحول أساليب العلاج، تقول: «إنها تتباين بحسب حالة كل مريضة، وعادة يكون العلاج بالعقاقير التي تساعد على تعويض نقص الهرمون، أو أدوية تساعد على الحد من نشاط الغدة، وأدوية لعلاج أعراض نشاط الغدة، ويصف الطبيب المتخصص الجرعة الملائمة لكل حالة، ويتم متابعة المريض وإجراء التحاليل الدورية للتأكد من استجابة الغدة للعلاج»، موضحة أن التحسن بالأدوية يظهر على المريضة بعد فترة تمتد من أيام إلى أسابيع، وقد تستغرق أحياناً شهوراً حتى تزول الأعراض تماماً. وتبرر اللجوء إلى الجراحة بأنه قد يكون هو الخيار الأفضل إذا لم تتحسن حالة المريضة، وفشلت الأساليب المتعددة في السيطرة على الخلل الذي أصاب الغدة الدرقية، وقد يلجأ الطبيب إلى وصف العلاج باستخدام اليود الإشعاعي لبعض المرضى الذين تستدعي حالتهم ذلك، وقد يتحسن المريض بعد جلسة واحدة أو جلستين. خطورة على الحمل تشير الدكتورة إيمان سلطان، استشارية الباطنية العامة، والغدد الصماء والتمثيل الغذائي بالمعهد القومي للتغذية بمصر، إلى أنه يجب على مريضة الغدة مراجعة طبيب الحمل والطبيب المختص في الغدد للتأكد من العلاج المناسب لكل مرحلة من الحمل، فقد يؤدي اضطراب الغدة إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة أو تشوهات الجنين أو نقص وزن الطفل عند الولادة، محذرة من عدم الانتباه إلى إجراء التحاليل الدورية للتأكد من نشاط هرمون الغدة حتى لا تتعرض المريضة إلى تسمم الحمل أو وفاة الجنين. وتؤكد أنه من الضروري تنظيم مستوى الهرمونات قبل التخطيط للحمل عبر الالتزام ببروتوكول علاجي، مع المتابعة الدورية للتأكد من أن هرمونات الغدة ضمن المعدلات المطلوبة ما يجنب الأم والجنين التعرض لأي مضاعفات. وتؤكد أهمية متابعة نسبة الهرمون في مرحلة الرضاعة لأنه يؤثر على النمو الطبيعي لدماغ الطفل. الجانب التشريحي تظهر الغدة الدرقية على شكل فراشة من الناحية التشريحية، وتستقر في الجزء الأمامي من الرقبة، وتمتد على طول القصبة الهوائية والغدة الدرقية، ولها فصان جانبيان، وتفرز هرمونات عدة، وتسمى مجتمعة هرمونات الغدة الدرقية، تعمل في جميع أجهزة الجسم، ولها تأثير أساسي في عملية النمو الجسدي والعقلي، خاصة في حديثي الولادة في العامين الأولين، وأصبحت تحاليل الغدة أساسية للمواليد في كثير من دول العالم.