يحكى أن وكالة ناسا الفضائية حينما كانت تجهز لرحلات الفضاء واجهتها مشكلة أن رواد الفضاء لن يستطيعوا الكتابة بأقلام الحبر العادية لانعدام الجاذبية وعدم نزول الحبر من القلم على الورق، فأجروا دراسات استمرت 10 سنوات وتكلفت 12 مليون دولار ليطوروا قلماً يكتب في حالة انعدام الجاذبية، وعندما واجه الروس نفس المشكلة، استخدموا أقلام الرصاص «كبرها تكبر وصغرها تصغر». «ديوان السبيل» مسلسل خليجي بطولة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي، ويحكي عن قرية صيادين على البحر تعاني من نقص الماء فمر عليهم الوالي يسألهم عن حاجتهم فأخبروه بأنهم يحتاجون لحنفية «ماء سبيل» ليشرب منها الصيادون على الشاطئ أثناء عملهم، فأمر الوالي بعمل حنفية وتعيين شخص لتوصيل الماء كل يوم لخزان الحنفية، وارتاح الناس ولكن البعض وجدوا أن فرصة للاستفادة باسم «تطوير خدمات الحنفية» ليصبح هناك مياه معدنية أو مخلطة بنكهات وعبوات كريستال لجذب السياحة، فتضاعفت ميزانيتها لتصبح بالملايين، وبدلاً من موظف يخدمها أصبح هناك المئات، وبدلاً من قسم يديرها كبرت وأصبح هناك ديوان يخدمها، وفي المقابل أغلقت المشاريع الأخرى لعدم وجود ميزانية لها، وتوقفت عجلة التطوير في الولاية لأن الأموال تضخ فقط في توسعة خدمات «حنفية السبيل»، حتى جاء يوم أفلست البلد بسبب مشاريع «الاسترزاق»، وضاعت الولاية بطيبة أهلها وحسن ظن الوالي ببعض عمَّاله، فلم يكن مطلوب سوى حنفية فأصبحت ديوانا للسبيل «فكبرها تكبر وصغرها تصغر». واذكر ما قاله رجال عصر المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، حينما أخبره بعض الخبراء الأجانب بأن السواحل في أبوظبي سوف تتأكل وتتقلص مساحة اليابسة، وقدموا خططاً لحماية الشواطئ باستخدام حواجز تتكلف الملايين، ولكن بحكمته وجد أن زراعة أشجار القرم سوف تحمي الشواطئ وتفيد البيئة البحرية وتحسن المنظر، ولا تحتاج أشجار القرم إلى مياه عذبة لزراعتها ولا تتطلب مبالغ كبيرة، وهي اليوم منتشرة في كافة مناطق أبوظبي وانتهت المشكلة.. فكبرها تكبر وصغرها تصغر.