افتتح في صالة «واحة الفنون» بدبي معرض فني بعنوان «البيئة الخضراء»، ويشارك فيه اثنان وعشرون فنانا من الإمارات وعدد من الفنانين المنتمين إلى جنسيات العالم المقيمين في دبي. ويأتي هذا المعرض ضمن فعاليات صيف دبي، وفي إطار المحافظة على البيئة، حيث قام كل فنان بتصميم عمله بناء على وجهة نظر إبداعية تتوجه نحو تعزيز الوعي في عالمنا المعاصر. وقال الدكتور صلاح القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون الذي افتتح المعرض الخميس الماضي «إن فكرة تسخير الفن لخدمة قضايا البيئة هي فكرة متميزة وتسهم بالتأكيد في الارتقاء بوعي المجتمع الإماراتي لمفهوم الحفاظ على بيئتنا بشتى الوسائل من خلال أعمال فنية متميزة تصل مباشرة إلى زوار المعرض وتترك فيهم انطباعاً لا ينسى، وخاصة من خلال الرسائل الواضحة في كل عمل، فإن ما نراه اليوم من أعمال فنية راقية يؤكد أن دبي تحتضن العديد من المواهب التي تستحق تسليط الضوء عليها من خلال الفعاليات والمبادرات كتلك التي نشهدها اليوم». أبرز الفنانين الإماراتيين المشاركين في المعرض الفنان عبدالرحيم سالم الذي قدم عملا ينتمي إلى الفن التركيبي، وهو عمل يتكون من مجموعة كبيرة من عجلات السيارات، عجلات تالفة كانت تشكل جبالا وسط الصحراء استخدمها الفنان ليظهر، من خلال كتلتها البشعة، أثرها الخطير ومنظرها المشوه للمكان، حيث بدت لافتة للنظر بسوادها وكثافة حضورها. والعمل هنا ككل عمل فني لا يطرح حلا للمشكلة المعروضة ولكنه يقترح البحث عن حل لها. من الإمارات أيضا تشارك الفنانة حياة السويدي التي تقدم عملا يتضمن تصويرا فنيا فوتوغرافيا لحادث سير يظهر فيه قدر من التحطيم للسيارات، والصورة تظهر مدى بشاعة الحادث ونتائجه، وذلك عبر صورة تتخذ اللون القريب من الأحمر الناري. أما الفنانة نورا داخان فتقدم عملا بعنوان «تحت وفوق- بوستر أخير» وهو من أعمال «البوستر» الدعائي التي يمكن استخدامها لأغراض التحريض ضد فكرة معينة، وهي هنا تعرض التناقض بين الأعلى والأسفل، وهو ما تقصده بالعنوان، كما يشتمل العمل الذي ينطوي على صورة كولاجية تجسيدا لسمكة الهامور بأبعادها الرمزية العميقة. بقية المشاركين ركزوا على صور مختلفة من تمثيل المحافظة على البيئة، من استخدام للمواد المعدنية، إلى تصوير المباني المتصاعدة في البناء وما تخلفه من نفايات، وإبراز بعض الكتابات والنقوش التي يضعها الشباب على أجسادهم، بينما يصور البعض تلك السيارات الصغيرة المسماة «رفيقة البيئة» بديلا للسيارات «عدوة البيئة»، وثمة من اشتغل باللون والمواد المختلفة لتصوير ما يتعرض له البحر من تلوث، وغير ذلك من قضايا البيئة التي تمت معالجتها بأساليب ومواد متعددة، ومن زوايا نظر مختلفة. يستمر المعرض حتى الخامس عشر من يوليو الجاري، ويحتوي على حلقة نقاش يشارك فيها متخصصون في مجال البيئة والمحافظة عليها