أبوظبي (الاتحاد)

تتواصل عملية التسجيل في منافسات الجولة الثانية من بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد والسكل والتي تنطلق منافساتها الأسبوع المقبل، من 22 إلى 25 من الشهر الجاري، تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، ومتابعة الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وبتنظيم نادي أبوظبي البحري، وبدعم ورعاية فريق الطيار، وهو ما يجعلها المنافسة الأغلى على مستوى بطولات الصيد في الشرق الأوسط.
ووصل عدد المسجلين في البطولة إلى أكثر من مئتي قارب، حيث يتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من خمسمائة قارب قبل انطلاق البطولة الأسبوع القادم، مع فتح باب التسجيل قبل أسبوعين، وذلك رغبة من النادي في إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المشاركين للتسجيل والدخول في المسابقة.
ويأتي تنظيم البطولة ترسيخاً لمفهوم الحفاظ على الموروث البحري المهم للمجتمع الإماراتي، حيث كان صيد الكنعد والسكل إحدى أهم وسائل الحياة الأساسية، خصوصاً أنها البطولة الأغلى في تاريخ صيد الكنعد والسكل، إذ يصل مجموع جوائزها إلى 1.3 مليون درهم، بالإضافة إلى زورقي صيد للأوائل في الفئتين.
وتبدأ المنافسة يوم 22 من يناير الجاري وتستمر لأربعة أيام متواصلة، حيث سيكون الصيد مسموحاً في مختلف بحار الإمارات، وحسب الشروط واللوائح التي وضعها النادي البحري بالتعاون مع فريق الطيار للمشاركين، مع توضيح الأماكن غير المسموح الاقتراب منها خلال الصيد، وسيكون لكل متسابق فرصة توثيق لحظة اصطياده للسمكة مع ذكر التاريخ والمكان واسم المسابقة، وتصوير كامل المنطقة التي يقوم بالصيد من خلالها، مع التنبيه بأن لا يكون هناك أي توقف في الفيديو من البداية حتى النهاية، وهو أحد أهم الدلائل التي تأخذ بها اللجنة التحكيمية.
وحظيت الجولة الأولى من البطولة والتي انطلقت نوفمبر الماضي بنجاح كبير وحضور مكثف، بوصول عدد المشاركين إلى أكثر من 500 قارب وبواقع أكثر من 3000 بحار، تم توزيعهم على الزوارق المشاركة، بما يجعله أحد الأرقام القياسية والحاضرة في البطولة.
من جهته، أكد سالم الرميثي مدير عام النادي، أن البطولة أصبحت ذات صيت وحضور أكبر لدى جمهور الشباب والمشاركين، خاصة مع الإقبال الكبير والرغبة في المشاركة للوصول إلى الأوزان الأكبر في عملية الصيد، وقال الرميثي: «أعدنا إحياء أهم وسائل الصيد القديمة، وأعدنا لها البريق والحضور بشكل أكبر على مستوى الشباب في الوقت الحالي، نريد أن تزيد جرعة المشاركة وعدد الحضور للمتسابقين على مستوى كل الجنسيات أيضاً، لا نريد أن تكون المشاركة مقصورة فقط على شبابنا، وإنما كل القادرين على الدخول في المسابقة».
وكشف الرميثي عن توفير النادي لزوارق صيد لمن لا تتوفر لهم قوارب، مع وجود حصص لتعليم الصيد من خلال الأكاديمية البحرية في النادي، مضيفاً: «وفر النادي مساحة لمن يرغب في استئجار قوارب للمشاركة في البطولة، وبالتالي هناك فرصة أكبر لدعم أكبر عدد للتسجيل في البطولة».
وثمن الرميثي الدعم السخي لفريق الطيار للبطولة، مؤكداً أن الفريق قدم رعاية متكاملة للبطولة ووفر لها مقومات النجاح والتميز؛ ولذا فهم يستحقون الشكر، الطيار شريك معنا في التفوق وصناعة الأفضل من أجل المنافسة.
من جهته، وجه هزاع محمد بن ربيع المهيري مؤسس فريق الطيار، الشكر إلى سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مؤكداً أن الدعم واجب وطني، خصوصاً أن البطولة تسعى للحفاظ على أهم عناصر الموروث البحري، وقال: «الدعم يأتي من منطلق الحرص على أن يكون هناك استمرار وحضور قوي للمنافسة، وأن تنتقل الرسالة عبر الأجيال»، متوقعاً أن يكون «هناك إقبال كبير في هذه الجولة للمشاركة، وبالتالي منافسة أكبر وأشد إثارة بين البحارة والمتسابقين».
وأضاف هزاع بن ربيع: نحن نبحث في الماضي عن أساس المستقبل، ونريد أن نصل إلى ترسيخ العادات القديمة لدى الجيل الجديد، وبالتالي نحن على استمرار دائم لدعم الأنشطة والبطولات التراثية.

«الخيري الثاني» بعد الجولة
بعد النجاح الكبير والساحق، والذي تحقق في المزاد الخيري الأول الذي أقيم بعد الجولة الأولى على حصاد صيد الأسماك، وتوجه ريعه نحو النزلاء المتعسرين في المؤسسات العقابية والإصلاحية في وزارة الداخلية، سيقام المزاد الخيري الثاني، عقب نهاية الجولة الثانية والتتويج مباشرة، على حصاد الأسماك للمسابقة، حيث سيتوجه ريع المزاد هذه المرة نحو «الهلال الأحمر» ومبادرتي كسوة يتيم، وليكن شتاؤهم أدفأ بالتحديد، وكان المزاد الأول قد بيع من خلاله أغلى سمكة كنعد في العالم، بلغت قيمتها 125.000 درهم إماراتي، فيما بلغت حصيلة المزاد الأول 290.700 درهم.