محمد نجيم (الرباط) يعرض الفنان التشكيلي المغربي الحسين طلال برواق محترف 21 بالدار البيضاء، أحدث أعماله الفنية التي يشتغل فيها على الوجوه ليقاربها مقاربة فنية تغوص في أعماق النفس البشرية وتستدعي أفراحها وآلامها بدقة وخبرة فنية عالية. وكما هو معروف فإن فن «البورتريه» من أصعب الفنون، حيث ظل لزمن طويل يخلّد الإنسان في مراحل حياته ويرسم وجوده وحضوره ويعمل على توثيق حالاته النفسية وتقلباتها. تبرز لوحات الفنان الحسين طلال، كإبداعات تشتغل على فن البورتريه والجسد الآدمي وهي سمات تشخيصية ورمزية لا يمكن فهم أبعادها سوى بدراسة سياقها الجمالي والإبداعي الذي يُراهن عليه الفنان. إبداعات الفنان الحسين طلال بورتريهات وأجساد مُغايرة ومختلفة تتجاوز سماتها الفيزيولوجية المألوفة لتصير بنيات وهيئات جسمانية «بهلوانية» تتراقص على إيقاع خبرة تلوينية وافية تمتد لسنوات من البحث والاشتغال الصباغي الجاد والعميق في حضرة الصمت بعيداً عن الضوضاء والشهرة المجانية التي يلهث وراء تحقيقها كثيرون من أشباه الفنانين مغربيّاً وعربيّاً. يختار الفنان الحسين طلال، كما يقول الناقد الفني إبراهيم الحيْسن في كتيب المعرض «بورتريهاته ويغترفها من صميم قناعاته ومن رغبته في تصوير ما يُريد بأيسر الخطوط وأوجز الصبغات من دون إيغال في التعقيد والتكثيف. هو بهذا المنجز التصويري يرسم كما يعيش إنساناً هادئاً ومبدعاً صموتاً، لا يتحدث كثيراً، ولكنه يقول أشياء كثيرة ينطق بها رسمه وفنه. وبقدر ما هي بورتريهات، هي أيضاً سلسلة من الوجوه المتأملة الحالمة والبريئة في غالب الأحيان ومن عمقها تتحذق نظرات آسرة برؤى بعيدة عاكسة لمهارة يدوية متقدمة».