حددت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث 10 أولويات استراتيجية للسنوات الخمس المقبلة لتحقيق رؤية الامارة بأن تكون مركزاً ثقافياً إقليمياً وعالمياً، بالتوازي مع الترويج للثقافة والهوية الوطنية· وأعلنت ''الهيئة'' في احتفالية ثقافية تراثية في قصر الإمارات مساء الخميس الماضي عن حزمة من المشاريع المستقبلية ستنفذ وفق مراحل زمنية محددة تشمل تطوير قانون حماية الموارد الثقافية في إمارة أبوظبي، حفظ وتأهيل المواقع التاريخية والثقافية في إمارة أبوظبي، تعزيز وتعميق هوية أبوظبي من خلال إنشاء شبكة من المتاحف، تحقيق الاعتراف الدولي بالمواقع الثقافية والطبيعية لإمارة أبوظبي، من خلال إدراجها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، إنشاء مكتبة وطنية ذات معايير عالمية، إنشاء أكاديمية أبوظبي للخط العربي· وتضمنت الأولويات العشر لاستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي أسست قبل عامين ونصف العام حفظ وتنمية التراث الثقافي المادي لإمارة أبوظبي، توثيق ودعم وتعزيز التراث الثقافي المعنوي لإمارة أبوظبي، تطوير المؤسسات الثقافية والتراثية القائمة وخلق مؤسسات جديدة، تعديل وتحسين التشريعات المتعلقة بحماية التراث الثقافي وإدارته والترويج له، تطوير القدرات المهنية في مجال الثقافة والتراث· كما شملت الأولويات تشجيع الإبداع في مجال الثقافة والفنون، إدخال الثقافة والتراث في المناهج التعليمية للمدارس والجامعات وفي النشاطات الأسرية، الترويج لثقافة إمارة أبوظبي وتراثها على المستوى الإقليمي والدولي، إثراء الأجندة الثقافية لإمارة أبوظبي وإرساء معايير التميّز العالمي، تزويد هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالبنى التحتية التي تمكّنها من تطبيق استراتيجيتها، وتنفيذ برامجها الثقافية· وأكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حرص ''الهيئة'' في التخطيط لاستراتيجيتها على مهمة حماية وحفظ وتشجيع المشاريع المعنية بالتراث والثقافة في أبوظبي بالتوافق مع الاستراتيجية الشاملة لحكومة أبوظبي· وقال في كلمة له خلال حفل الاطلاق إن الاستراتيجية تتماشى مع أجندة السياسة العامة الساعية لبناء قطاع حكومي يتميز بالمهارة والكفاءة وفاعلية الأداء· وقال إن اطلاق الاستراتجية جاء تتويجاً لجهود طويلة من المناقشة والبحث والتحليل لفرق الخبراء والتخطيط الاستراتيجي في الهيئة· وبين أن آليات تنفيذ الاستراتيجية ستقوم على التعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، والتحرك نحو المجتمع المدني، وحث القطاع الخاص لمواجهة التحديات لتحقيق ثقافة وتراث مستدامين في أبوظبي· واعتبر معالي الشيخ سلطان بن طحنون تأسيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والإعلان عن استراتيجيتها المستقبلية، يجسد متابعة لتنفيذ رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في الحفاظ على هوية وثقافة شعب دولة الإمارات وتعزيزها، هذه الرؤية الحكيمة التي يتبناها اليوم بكل ثقة واقتدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''· وأعرب معالي الشيخ سلطان بن طحنون عن فخره واعتزازه بأنه وبعد ما يُقارب العامين ونصف العام على انطلاق عمل الهيئة، وبفضل التوجيهات الكريمة والمتابعة الدائمة من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن عاصمة الدولة ''أبوظبي'' تحوّلت إلى مركز ثقافي إنساني رائد، إقليمياً وعربياً وعالمياً، ويحظى باهتمام المنظمات الدولية والإعلام العالمي الذي تابع تألق مسيرتنا الثقافية· وقال رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن أجندة أبوظبي الثقافية تنطلق من إدراك المخاطر التي تواجه الثقافة وحفظها في عالم يتغير بسرعة هائلة تهدد الهوية التراثية للشعوب، فصون التراث الثقافي يواجه تحديات عولمة الثقافة التي تفرض نمطاً واحداً يسبب تآكل الشخصية الثقافية الوطنية· واعتبر أن إنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث جاء تأكيداً لأهمية الثقافة والتراث في بناء مجتمع واعٍ من خلال حماية وحفظ وتشجيع قيم وإنجازات المجتمع ونقلها للأجيال القادمة· وأكد أن هذه المسؤولية ''تتحملها هيئات حكومة أبوظبي مثلما يلتزم بها المجتمع عموماً''· واشار إلى أن رسالة وأهداف الهيئة تتلخص في حماية وإدارة التراث الثقافي المادي لإمارة أبوظبي، والمحافظة على التراث المعنوي وتعزيزه والترويج له، ودعم وتشجيع الروح الإبداعية في ميادين الأدب والفن والموسيقى والسينما والمسرح، وفي الوقت نفسه تعزيز التفاعل بين المبدعين الشباب في إمارة أبوظبي وسائر المبدعين في العالم· وشدد معالي الشيخ سلطان بن طحنون على أهمية مسؤولية حماية التراث الذي يمتد لعشرات الآلاف من السنين ويمثل أهم ركائز هويتنا الوطنية· وقال إن ما حققته امارة ابوظبي على الصعيد الثقافي والتراثي ليس إلا بداية الغيث، وأكد أن ما تطمح إليه سيكون أوسع وأشمل، وستحمل الشهور المقبلة المزيد من المبادرات والمشاريع الثقافية والتراثية· المهام الرئيسية ومن جهته حدد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث المهام الرئيسية للهيئة والتي ركزت على حماية التراث الوطني وإدارته وتطويره مع دعم وتشجيع الإبداع في مجال الثقافة والفنون، وإشراك المجتمع المدني من خلال دعمه بالوسائل التي تعزز الإبداع الثقافي والمعرفة، وإثراء النتاج الفكري، تشجيع الفنون الجميلة، وزيادة الاهتمام بالتراث الإسلامي والعربي على المستوى المحلي والعالمي· حددت هيئة ابوظبي للثقافة والتراث 10 أولويات استراتجية للخمس سنوات المقبلة لتحقيق رؤية الامارة بان تكون مركزاً ثقافياً إقليمياً وعالمياً، بالتوازي مع الترويج للثقافة والهوية الوطنية· واستعرض المزروعي عددا من المشاريع المستقبلية التي ستنفذها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث كتطوير قانون حماية الموارد الثقافية وحفظ وتأهيل المواقع التاريخية والثقافية وإنشاء شبكة من المتاحف، اضافة الى تحقيق الاعتراف الدولي بالمواقع الثقافية والطبيعية وإنشاء مكتبة وطنية ذات معايير عالمية، وإنشاء أكاديمية أبوظبي للخط العربي· وأكد المزروعي أن استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تنبثق من رؤية حكومة إمارة أبوظبي التي تتمحور حول ''خلق مجتمع واثق وآمن، وبناء اقتصاد مستدام ومنفتح''· وأشار محمد خلف المزروعي الى عدد من المشاريع القائمة حاليا والمنبثقة عن الاستراتيجية ومنها خلق منطقة ثقافية فريدة ومتميزة حول قصر الحصن، الذي يعد أهم معلم تاريخي وثقافي في إمارة أبوظبي، وحفظ المواقع والقلاع التاريخية في إمارة أبوظبي، إنشاء مركز للمعلومات السياحية في قلعة الجاهلي، ومعرض للرحالة مبارك بن لندن ''ويلفريد ثيسجر''، إطلاق جائزة الشيخ زايد للكتاب، إنشاء متحف البداوة، إحياء وتطوير الصناعات الحرفية التقليدية، إحياء الشعر النبطي عبر برنامج شاعر المليون، الترويج للشعر الفصيح عبر إنتاج برنامج أمير الشعراء، إنشاء أكاديمية الشعر، إنشاء بيت العود العربي، إطلاق أكاديمية نيويورك للسينما في إمارة أبوظبي، تأسيس شركة ''كتاب'' لدعم وتطوير صناعة الكتاب في إمارة أبوظبي والمنطقة· إطلاق مشروع الترجمة ''كلمة''، إطلاق مشروع اكتشاف المواهب الأدبية الشابة ''قلم''، إطلاق مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي·