القدس، رام الله (الاتحاد، أ ف ب) - طالب الشيخ محمد حسين مفتي القدس، الدول العربية والإسلامية بالضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بزلزال اصطناعي سيهدد أساسات المسجد الأقصى. وجاء التحذير في الوقت الذي تستعد فيه السلطة الفلسطينية لإضافة 20 موقعاً في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة للائحة منظمة التربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» للتراث العالمي. وقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس، إن «جامعة الدول العربية أرسلت العديد من الرسائل خشية من وقوع الزلزال الاصطناعي، وما سينجم عنه من تهديد خطير لأساسات المسجد الأقصى المبارك». وطالب المفتي جامعة الدول العربية بتكثيف جهودها وإرسال رسائل إلى مجلس الأمن الدولي ومؤسسة اليونيسكو للضغط على إسرائيل». كما طالب الدول العربية والإسلامية بالضغط على إسرائيل لوقف هذا المخطط وغيره من الحفريات الإسرائيلية. وفيما يتعلق بالحراك الشعبي، أكد المفتي أن المقدسيين يقومون بكل ما هو مطلوب منهم من التواجد في المسجد الأقصى والدفاع عنه والصلاة بداخله. وشدد على أن المطلوب هو تحرك إعلامي يتحدث عن الزلزال ومخاطره، عن قضية القدس والحفريات التي تهدد أساسات المسجد الأقصى. ويذكر أن مصادر فلسطينية حذرت من إقدام إسرائيل على تنفيذ زلزال اصطناعي خلال الأشـهر القادمة لتدمير المسجد الأقصى بعد أن أصبح آيلا للسقوط نتيجة حفر الكثير من الأنفاق أسفله بذريعة البحث عن آثار. من جهة أخرى، قال عمر عوض الله مسؤول قسم الأمم المتحدة في الخارجية الفلسطينية أمس «سنتقدم في الأيام القليلة المقبلة بلائحة أولية تتضمن 20 موقعا لإضافتها إلى اللائحة». وأضاف عوض الله «من الآن فصاعداً نحن عضو كامل العضوية ونستطيع القيام بكل الأمور التي تستطيع الدول القيام بها حسب قوانين اتفاقية اليونسكو، ومن بينها تقديم لائحتنا إلى لجنة التراث العالمي». وتتضمن لائحة المواقع كنيسة المهد في بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح والمدينة القديمة في الخليل جنوب الضفة الغربية. كما تتضمن كهوف قمران التي عثر فيها على مخطوطات البحر الميت وبعض القصور الأموية في القدس بالإضافة إلى موقعين أثريين في غزة. والموقعان هما مرفأ غزة القديم أو «ميناء أنتيدون» الذي يعود للعصر الإغريقي. وشيد المرفأ في القرن الثامن قبل الميلاد عندما كانت غزة مدينة كبيرة تمر منها التجارة، ووادي غزة شمال القطاع. وقالت اليونسكو إن اللائحة التي سيتم تقديمها هي خطوة أولى لانضمام هذه المواقع للتراث العالمي. وكانت مدينة القدس أدرجت على لائحة التراث العالمي بعد أن رشحتها الأردن عام 1982. وبحسب موقع اليونيسكو الإلكتروني أدرجت القدس على لائحة المواقع المهددة بسبب العديد من المشاكل التي تهدد المباني الأثرية في المدينة التاريخية. وأشار عوض الله إلى أن اللائحة النهائية ستقدم إلى لجنة التراث العالمي في يونيو المقبل لمناقشة المواقع التي سيتم قبولها. ويختلف الفلسطينييون وإسرائيل كثيراً في اليونيسكو على العديد من المواقع الدينية والأثرية في الضفة الغربية. ففي 2010 قررت السلطات الإسرائيلية تجميد تعاونها مع اليونيسكو بعدما قررت المنظمة اعتبار «قبر راحيل» مسجداً إسلامياً، لكنها تراجعت عن موقفها بعد ذلك بوقت قصير. وقبر راحيل هو المكان الذي يعتقد اليهود أن راحيل زوجة النبي يعقوب دفنت فيه، وهو ثالث الأماكن اليهودية قدسية، لكنه في الوقت نفسه مكان مقدس بالنسبة للمسلمين الذين يطلقون عليه اسم مسجد بلال بن رباح. ويشكل هذا الموقع الديني جيبا يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي في قلب مدينة بيت لحم الفلسطينية التابعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.