أحمد مراد (القاهرة) ذكر القرآن الكريم النخيل في أكثر من موضع، وجاءت الآيات تحمل إعجازا أثبته العلم الحديث، وأبرز هذه الآيات قول الله سبحانه تعالى: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا...)، «سورة مريم: الآيات 23 - 26». ولم يكن أحد يتخيل - قبل الاكتشافات العلمية الحديثة - الارتباط بين رطب النخيل وعملية الولادة، حتى جاءت الأبحاث لتقرر أن الرطب يحوي هرموناً يسمى «البيتوسين»، يقوي العضلات الرحمية وينظم انقباضات الرحم، ومن العجب أن هذا الهرمون يقوم بعمل وعكسه في آن واحد طبقاً لحاجة الجسم، فهو ينظم الطلق عند الولادة، ويجعله متوازناً مع درجات اكتمال ساعات الولادة، ولذا فهو يعد أكبر مساعد للوضع. كما وجد أن لهذا الهرمون خاصية منع النزيف، والوقاية من أمراض الولادة وعلى رأسها حمى النفاس، ومن هنا تتجلى عظمة الأية الكريمة بما تضمنته من ذكر للرطب يعد إعجازاً علمياً، ولا سيما بعد أن كشفت البحوث التي أجريت في العصر الحديث أنه منبه لحركة الرحم. كما يحوي الرطب أنواعاً عديدة من السكر مثل الفركتوز والجلوكوز والمعادن، وأطلق بعض العلماء على التمر اسم «المنجم» لأنه غني بالمعادن المختلفة فضلاً عن احتوائه على نسب عالية من الفيتامينات، ومن ذلك كله يتجلى لنا مدى الإعجاز العلمي الكبير في بيان القرآن لمكانة نخيل البلح بين مختلف الأشجار لما له من فوائد عديدة غذاء ودواء.