تجتمع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً اليوم في فيينا لبحث معلومات متعلقة بمحاولات مفترضة من إيران لعسكرة برنامجها النووي، واعتبرت ''مثيرة للقلق''، وفيما اتهمت طهران الوكالة بـ''التبعية'' للغرب، دعت فرنسا إيران إلى فتح منشآتها النووية للتفتيش الدولي· ويأتي هذا الاجتماع الصيفي للدول الأعضاء الـ35 في مجلس حكام الوكالة، الهيئة التنفيذية، والذي يعقد حتى السادس من يونيو الجاري في وقت تتعرض فيه إيران إلى ضغوط متزايدة لتقديم تفسيرات حول دراسات مشبوهة في هذا الصدد· وكانت الوكالة دعت طهران أمس في تقرير أشد لهجة من المعتاد، إلى وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم كما يطالبها مجلس الأمن الدولي وخصوصاً تقديم تفسيرات حول وثائق تشير إلى أن إيران حاولت في السابق امتلاك قنبلة ذرية· وكان رئيس فرق التفتيش في الوكالة الذرية اولي هاينونن قد كشف خلال اجتماع مغلق الخميس الماضي مع دبلوماسيين في فيينا أن الوكالة جمعت معلومات من حوالي 10 دول تشتبه في أن إيران أجرت سابقاً أبحاثاً حول عسكرة برنامجها النووي· وخلال الاجتماع التحضيري لاجتماع مجلس حكام الوكالة، تحدث هاينونن عن وثيقة ''معدن اليورانيوم'' بحسب دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه· وتصف الوثيقة الواقعة في 15 صفحة عملية تحويل اليورانيوم إلى كرتين نصفيتين كتلك المستخدمة في الرؤوس النووية· وقال الدبلوماسي إن ''العبارة التي استخدمها حول هذه الوثيقة هي ''مثيرة للقلق''· وقال ''لا يوجد سبب يدفع بلداً ما إلى امتلاك وثيقة كهذه إلا إذا أراد إنتاج كرات اليورانيوم النصفية لسلاح نووي''· واتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرضوخ للضغوط الغربية عبر اعتماد لهجة أشد في تقريرها الأخير حول البرنامج النووي الإيراني· وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني خلال تصريحه الصحافي الأسبوعي ''كنا نتوقع أكثر من هذا من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية''· وأضاف ''لو لم يكن هناك ضغوط من دولة أو اثنتين، لكانت الوكالة أصدرت تقريراً أفضل لم يكن ليعطي الفرصة لبعض الدول التي تسعى إلى ايجاد ذرائع للضغط علينا''· وعلى الرغم من عمليات التفتيش المنتظمة، لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد من تحديد طبيعة البرنامج النووي الإيراني· وأكدت الوكالة أن الحصول على تفسيرات ''جوهرية'' من طهران حول هذه الدراسات يمكن فقط أن يتيح إحراز تقدم· وقال السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية جريجوري شولت ''إن ثمة أسباباً قوية للاشتباه في أن إيران تعمل بسرية وبطريقة خادعة على الأقل حتى الفترة الأخيرة، لإنتاج قنبلة نووية''· من جهته قال وزير الدفاع الفرنسي إيرفيه موران إن على إيران أن تفتح منشآتها النووية أمام التفتيش الدولي لتبديد مخاوف بشأن طموحاتها النووية· وأضاف للصحافيين على هامش مؤتمر أمني في سنغافورة أمس ''نؤيد الدعوات بأن تظهر إيران من خلال الفتح الكامل لمنشآتها أنها لا تباشر برنامجاً نووياً لأغراض وأهداف عسكرية·'' وقال موران إن البرنامج الإيراني من الصواريخ بعيدة المدى يزيد الشكوك بشأن برنامجها النووي· وأضاف ''لا يجري تطوير صاروخ ذاتي الدفع لحمل رؤوس تقليدية· هذا لا معنى له·'' إلى ذلك اختار البرلمان الإيراني المنتخب حديثاً أمس علي لاريجاني رئيساً للبرلمان بعد حصوله على 237 صوتاً في البرلمان المؤلف من 290 مقعداً· ويهيمن على البرلمان الجديد المحافظون المعتدلون وبينهم منافسون لأحمدي نجاد ومن المتوقع أن يزيد لاريجاني من انتقاده للرئيس خاصة بسبب تعامله مع الاقتصاد وفشله في كبح التضخم الذي تجاوز نسبة 24 في المئة على أساس سنوي· وكان لاريجاني حذر الأسبوع الماضي من أن مستوى التعاون الحالي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية معرض للخطر إذا واصلت القوى الكبرى ''إطالة أمد'' القضية النووية الإيرانية·