أكد رئيس حزب الأمة السوداني رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي أنه لا يوجد تناقض في الموقفين الأميركي والأوروبي من الرئيس السوداني عمر البشير ونظامه ما بين السعي لملاحقته دولياً وبين عدم إعلان بطلان الانتخابات التي، كما يقولون، جاءت دون المستوى المطلوب دولياً. وشدد المهدي على أن “الملاحقة الدولية للبشير لم تتأثر.. فالأميركيون ليسوا متساهلين في هذا الأمر بل العكس، الأميركيون في موضوع البشير متشددون لأنهم أضافوا إلى اتهامات المحكمة الاتهام بالإبادة الجماعية، هم يعتبرون أن البشير في هذه الحالة من الضعف ما يمكن من ابتزازه؛ ولذا فليستمر بضعفه لصالح تحقيق مصالحهم، فبقاؤه بالسلطة جزء من خطة ابتزازه”. وتابع المهدي بالقول:”كما أن هناك رؤية لدى بعض الأميركيين أنه على أي حال في عالمنا الثالث هذا، الانتخابات أصلاً لن تكون نزيهة مثلما حدث في أفغانستان، وهذه المسألة، أي الانتخابات المزورة جزء من تقاليد المنطقة، وهم على أية حال معنيون أكثر بموضوع تقرير المصير للجنوب ويريدون أن تزول الانتخابات من الطريق حتى يجري الاستفتاء في موعده وحتى لا تتجدد الحرب، ونحن نعتقد أنه إذا حدث تقرير المصير في هذا المناخ من انتخابات مزورة وانقسام فسيكون هذا مقدمة لحرب”.وأردف: “يوجد في الغرب من هم متأثرون بالموقف الإسرائيلي، ويرغبون في استمرار المؤتمر الوطني بالسلطة بالتزوير لضمان استمرار الانقسام في الجسم السياسي السوداني، حيث سيضمن لهم ذلك انفصال عدائي للجنوبواستمرار أزمة دارفور مما قد يؤدي لتفكيك السودان”. وحذر المهدي من خطورة الفترة المقبلة من حكم المؤتمر الوطني بقيادة البشير على حاضر ومستقبل السودان، موضحاً بالقول: “فوز البشير بهذه الطريقة المزورة يعني أن الحكم الذي يقيمه سيواجه خمس جبهات حصار: الأولى هي الانقسام في الجسم السياسي السوداني بين من يؤيدون النتائج وبين من يرفضونها، والثانية تقرير مصير الجنوب في مناخ غير صحي يؤدي إلى انفصال عدائي.. والأصوات التي حصل عليها البشير في الجنوب كانت ضعيفة جداً”. ووصف المهدي الانتخابات السودانية بكونها “تمثيلية سخيفة”، لافتاً إلى أن تجمع المنظمات المدنية الذي نشر ما يقرب من 3500 مراقب بالبلاد، أعلن أن هذه الانتخابات باطلة، مشدداً على أن السودان خسر فرصة حقيقية لحل مشاكل السلطة.