كلما فتحت التلفاز، ورأيت نفس الملعب الشهير السان سيرو، وألوان القمصان السوداء والحمراء التي ارتديتها أكثر من عشرين عاماً، أدرك أن الفريق بات مختلفاً، إنه ليس آي سي ميلان الإيطالي الذي عشته معه أجمل سنوات حياتي، القرارات الإدارية أم الصفقات غير الموفقة أو غيرها من العوامل، لكن الجميع يتحمل المسؤولية فيما يحدث للنادي الكبير. نعم رفضت العودة للعمل مع ميلان بعد الاعتزال، البيئة اختلفت كثيراً عما كان الحال عليه سابقاً، لا أزلت أتذكر حينما كنا فريقاً شاباً بطموحات كبيرة، كنا أبطالاً للعالم في التسعينيات، وتسيدنا أوروبا وهزمنا برشلونة الذي لقب بفريق الأحلام برباعية للتاريخ، مروراً بساكي ثم كابيللو كان الفريق متميزاً دائماً، ورغم التراجع التدريجي لكننا عدنا إلى الواجهة مع أنشيلوتي، في التدريب تواجد بيرلو وكاكا ورونالدينيو وبيكهام ورونالدو، كانت التدريب ممتعاً للجماهير أكثر من مشاهدة مباريات فرق أخرى! قبل عشر سنوات تقريباً وبعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول، شعرت أن الأمر أصبح مختلفاً، لاحظت ذلك حينما خضت المباراة الأخيرة، لكن الجماهير لم تعطه جانباً من وقتها لتقديم الشكر لي، وكانت مشغولة بالاعتراض، فيما قبل ذلك وقفت الجماهير في فلورنسا لتحيتي عقب المباراة، شعرت أن الجماهير اختلفت كذلك العديد من الأمور الأخرى. لم أتوج بلقب كأس العالم مع المنتخب الإيطالي، لكن شعرت أنني رفعت الكأس مع لاعبين عاصرتهم وكبرنا معاً، فرحتي كانت كبيرة للغاية، وفي نفس الوقت خيبتي لا يمكن وصفها بالغياب عن المونديال المقبل.