يعرض المتحف التراثي المغربي، ضمن فعالية "المغرب في أبوظبي"، مسكوكات نقدية مغربية نادرة مصنوعة من الذهب والفضة يعود تاريخها إلى 1000 عام، وتضم 300 قطعة أثرية وتراثية من القناديل الزيتية والأواني الخزفية الأندلسية والمواد التاريخية، من بينهم 250 قطعة تعرض خارج وطنها المغرب للمرة الأولى.

وتحمل الفعاليات الجمهور إلى رواق المغرب الذي يشع بعبق التاريخ بما يحتويه من كنوز تراثية وأثرية عريقة تخاطب حواس الزوار المتجولين في المتحف، لسبر أغوار الموروث الثقافي والتراثي العريق ومكونات حضارة المغرب الثرية، عبر رحلة تسرد تاريخ المملكة المغربية منذ فترات ما قبل الإسلام إلى العصر الحديث.

وتجذب مجموعة "الحلى الملكية" أنظار الزوار ومحبي التراث، إذ تمثل خصوصية مختلف مناطق المغرب الحضرية والصحراوية في صياغة الحلى من حيث المواد المستخدمة والألوان والتطريز للملابس التي تختلف من منطقة إلى أخرى، وتضم تشكيلة مختلفة من خريطة الحلي في المملكة، ما يعكس التنوع الثقافي والحضاري للمغرب على مرّ العصور، فيما يتعرفون على تاريخ النقود المغربية على مر التاريخ عبر قطع نقود تعود للفترة الرومانية للقرن الأول والثاني بعد الميلاد، وعثر عليها في المواقع الأثرية القديمة وأهمها قطعة النقد إسكندر الأكبر الذهبية النادرة.

اقرأ أيضاً... «المغرب في أبوظبي».. 71 فناناً يقدمون روائع الفنون والموسيقى المغربية

وقال أنس السدراتي مدير متحف التاريخ والحضارات في الرباط، إن المتحف يتيح للزائر سبر أغوار تاريخ ألف سنة من صك النقود في المغرب، من القرن الثامن الميلادي إلى حدود القرن التاسع عشر، إذ صُك أول درهم مغربي في القرن الثامن الميلادي بمدينة فاس، واستمرت هذه النقود مع الأسر المتوالية، مشيراً إلى أن النقود في هذه الفترة الزمنية كانت تصك من الذهب والفضة على أشكال دائرية ومربعة مزخرفة ما يعكس ثراء التاريخ المغربي.

وأضاف أن زوار المتحف يمكنهم مشاهدة مجموعة من "الحلى الملكية" تعرض لأول مرة، إذ من المقرر أن تعرض مجموعة الحلى الملكية في المتحف الوطني المغربي للحلى والأزياء، التي يقدر عددها بـ 4 آلاف قطعة، في المتحف التراثي المغربي بأبوظبي، معتبراً أن عرض هذه القطع التراثية في دولة الإمارات يأتي بهدف تقاسم الموروث التراثي المغربي والإنساني مع الزوار الإماراتيين والخليجيين، واستعراض التنوع الذي تزخر به المملكة المغربية على مر العصور عبر قطع أثرية توضح التجارب التاريخية التي مر بها الإنسان المغربي.

بدوره، قال عبد العزيز الإدريسي مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر: "نسعى من خلال المتحف التراثي المغربي إلى تقديم قراءة حول مسار التاريخ المغربي منذ الفترات الكلاسيكية إلى الفترة الرومانية مروراً بمجيء الإسلام، والدول التي تعاقبت على حكم المغرب منذ تأسيس الدولة الإدريسية إلى الفترة الراهنة، إذ نستقي القراءة التاريخية من تطور مراحل النقد والعملات عبر مجموعة من المسكوكات التي ترسم هذا الخط الزمني للثقافة المغربية.

وأكد الإدريسي على أهمية هذه الفعالية التي تمكن من تعدد المعرفة الثقافة بين الشعبين الشقيقين المغربي والإماراتي كونها تبين الاستمرارية القائمة بين الثقافات العربية الإسلامية السائدة من المحيط إلى الخليج، إذ يمكن للزوار مشاهدتها بشكل مادي ملموس ما يتيح معرفة الآخر وتحديد عناصر الالتقاء والتميز وتوطيد أواصر الصداقة والأخوة القائمة بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما.

اقرأ أيضاً... "المغرب في أبوظبي".. 3 ساعات في حب الفن

 يذكر أن فعالية "المغرب في أبوظبي" تتنوع ما بين الثقافية والفنية والتاريخية ومجموعة من التحف والآثار القديمة، وذلك حتى 30 أبريل الحالي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.