أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس أن أبوظبي بفضل القيادة الحكيمة تركز على تطوير التعليم وتحسين الرعاية الصحية وتوفير المسكن الملائم لجميع السكان، وتسعى إلى أن تكون مركزاً عالمياً مهماً في الاقتصاد والثقافة والفنون. وشدد معاليه خلال كلمة له في افتتاح مؤتمر القادة بمنتدى “المدينة العالمية 2011” بأبوظبي، على أهمية تسليط الضوء على مبادرات وخطط أبوظبي في مجال الاستدامة والتخطيط العمراني. وقال إن نمو المدن مستقبلاً يمثل أهم تحديات القرن الحالي. وأوضح أن النجاح في مواجهة هذا التحدي يقاس بمدى القدرة على الاستخدام الكفء للموارد ومصادر الطاقة والمياه، إلى جانب النمو الاقتصادي والاجتماعي الناجح لجميع السكان. وأشار إلى ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة حول العالم في مجال تطوير المدن، مؤكداً أن المدينة الناجحة هي التي تعكس رؤية سكانها، وتعمل على تطوير المناطق المزدحمة والفقيرة، وتحافظ على البيئة وتطور آليات التخلص من النفايات، وتسعى لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان. يعقد المؤتمر تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشار إلى أهمية التعاون بين مدن العالم لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكداً ضرورة تبادل المعارف والخبرات بين المتخصصين بما يعود بالنفع على البشرية. عاصمة عصرية من جهته، أكد فلاح الأحبابي مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، أن أبوظبي شرعت في تنفيذ استراتيجية جرى تعريفها وصياغتها ووضع الخطوط العريضة الخاصة بها لتجسد رؤية القيادة الحكيمة للإمارة في إرساء نموذج يحتذى به لعاصمة عصرية للقرن الحادي والعشرين تضع في الاعتبار أولوية قصوى لصون وحماية التراث والتاريخ والثقافة الخاصة بها. وأضاف “تعد أبوظبي عاصمة عالمية، حيث تتطلع إلى تبوء مكانتها المرموقة على الصعيد العالمي، باعتبارها مدينة جديدة تشهد نمواً بوتيرة متسارعة لتغدو مركزاً حضرياً عصرياً نابضاً بالحياة”. وقدم الأحبابي 6 من المخططين الإماراتيين الموهوبين الذين قدموا للحضور معلومات تتعلق بعدد من خطط واستراتيجيات ومبادرات مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، إضافة إلى المشاريع التي يقوم بها. وقال الأحبابي “يسهم الجيل القادم من المخططين الحضريين الإماراتيين في تلبية الطلب على المحترفين المؤهلين في قطاع التخطيط العمراني، ليتولوا بالتالي دوراً مهماً في تعزيز خطط أطر العمل ومخططات التطوير الرئيسة”. وألقى المخططون الإماراتيون خلال جلسات المنتدى الضوء على المشاريع والمبادرات واسعة النطاق التي تجري على قدم وساق على صعيد إمارة أبوظبي، مشيرين إلى التقدم الحاصل على خطط إطار عمل الهيكل العمراني لإمارة أبوظبي- العاصمة 2030، والعين 2030، والغربية 2030. وقال فهد سعيد الرقباني المدير العام مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي: “إن البحث والتخطيط الذي يمهّد لحدث بهذا الحجم ضروري لنجاحه، ونتوقع نتائج تفتح الباب أمام مستقبل مستدام للمدن”. شراكة اقتصادية من جانبه، أكد محمد راشد الهاملي مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن اقتصاد إمارة أبوظبي يشهد تطوراً كبيراً خلال عام 2011 بفضل السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة، وفي ظل وجود سياسة ونهج اقتصادي قوي يعتمد على الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق التنمية المستدامة. وقال الهاملي إن تطبيق سياسات وبرامج الإصلاح الاقتصادي والهيكلي وزيادة فاعلية دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة ساهما في خلق بيئة استثمارية ومنافسة محلياً وإقليمياً، الأمر الذي يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي على الخريطة الاقتصادية العالمية. وأوضح الهاملي أن غرفة أبوظبي باعتبارها ممثلة للقطاع الخاص في إمارة أبوظبي تعتبر أن هذا الحدث منصة مهمة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويمثل فرصة لشركاتها ومؤسساتها في أبوظبي لتبادل الأفكار. ولفت إلى أن الحديث عن الاستدامة والاقتصاد والفرص المتاحة لتمويل مشروعات البنية التحتية الأساسية يقود للحديث عن فرص الاستثمار في إمارة أبوظبي والتي لا تتوقف عند حدود معينة مهما كانت الخطوات والإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية. وأضاف الهاملي أن هذه الإنجازات التي تمثلت في التركيز على تحقيق الاستدامة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز وتفعيل دور القطاع الخاص في عملية التنمية الشاملة في إمارة أبوظبي تؤسس لمرحلة جديدة تقوم على الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لحشد جميع الطاقات والإمكانات في عملية التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة. وركز منتدى “المدينة العالمية 2011” في يومه الأول على “الرؤى الثاقبة” لعدد من المفكرين الدوليين في هذا المجال، حيث طرح الدكتور جاك أتالي رؤيته حول مفهوم الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، كما ناقشت لجنة خبراء من قادة المدن برئاسة جريج كلارك المستشار الدولي في مجال التنمية والاستثمار في المدن والمناطق بالمملكة المتحدة، موضوع هوية المدينة وتطوير استراتيجيات تجمع ما بين الهوية الفريدة للمدن وقيم الاستدامة المراد تحقيقها. وتتضمن قائمة أهم قادة المدن على مستوى العالم الأمير عبد العزيز بن محمد بن عيّاف أمين منطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وجيمس أورينجون وزير الأراضي في كينيا، والمحافظ جوسي إلماري باجونين من هلسنكي بفنلندا، إلى جانب جان ماري بوكي، رئيس «مالهاوس ألسي» للتكتل العمراني بفرنسا، وآلان فروست مدير مدينة مصدر بأبوظبي.