سيد الحجار (أبوظبي)

بثقة وثبات، وقف طلاب وطالبات تتراوح أعمارهم بين 8 و25 عاماً، بمفردهم في أجنحة خاصة لعرض مشاريع وأفكار ابتكارية واستثمارية، ويتحدثون بطلاقة عن رغبتهم في تطوير هذه الأفكار والمشاريع.. فهذا ابتكر مشروعاً يختص بتنظيف السلالم المتحركة إلكترونياً، وآخر قام بتطوير فكرة للمراقبة الذكية للبقالات، وثالث ابتكر شاشة تفاعلية لاستخدامها في التعليم داخل المدارس.. يعبرون جميعاً عن أحلامهم في العمل الخاص كرواد أعمال المستقبل، بل يذهب بعضهم أبعد من ذلك، باحثاً عن تمويل لتحويل أفكاره إلى مشاريع ناشئة، وذلك من خلال مشاركتهم بمعرض رواد المستقبل الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة أبوظبي بمركز أبوظبي الوطني للمعارض حالياً.
ويشارك في المعرض 113 مشروعاً إبداعياً وابتكارياً، جرى اختيارها من بين نحو 1400 مشروع، قدمها الطلاب للمشاركة في جائزة رواد المستقبل للناشئين والشباب، تحت شعار «نحو إعداد جيل مبدع مبتكر استثماري وريادي»، وجاء مستوى المشاريع مفاجئاً للجميع، بمن فيهم القائمون على الجائزة في غرفة أبوظبي.
وافتتح المعرض إبراهيم المحمود النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي، بحضور عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، ومحمد هلال المهيري مدير عام غرفة أبوظبي، وعبدالله غرير القبيسي نائب مدير عام الغرفة، وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة.
يقول محمد هلال المهيري مدير عام غرفة أبوظبي: عدد المشاركين في المعرض فاق توقعاتنا، إذ استقبلت لجان الجائزة أكثر من 1400 فكرة مشروع، بعد تنفيذ ورش عمل وندوات تعريفية عن الجائزة في نحو 40 مدرسة و16 جامعة، شارك فيها أكثر من 8 آلاف من طلاب المدارس و1300 من طلاب الجامعات، وهو ما دفعنا لزيادة عدد المشاركين في المعرض إلى 113 مشروعاً، جرى اختيارها من خلال لجنة تقويم خاصة، بدلاً من 100 مشروع وفق الخطة الأولية.
وأوضح أن المعرض يستهدف دعم ريادة الأعمال من خلال تعريف الطلاب بكيفية بدء مشاريعهم الخاصة، وكيفية الاعتماد على أنفسهم لبدء أعمالهم الخاصة، مشيراً إلى الاستعداد لتكريم المشاريع الفائزة اليوم، حيث سيكون للجنة العليا تقويماً يمثل 50% من النتيجة النهائية، والـ 50% الأخرى من تصويت الجمهور.

مشاورات للتمويل
ولفت إلى وجود مناقشات مع صندوق خليفة لتطوير المشاريع للحصول على تمويل للمشاريع المبتكرة، وهناك اتفاق لتمويل المشاريع التي تحقق الاشتراطات اللازمة للحصول على التمويل، موضحاً أن المشاركة في المعرض مجانية للطلاب.
وأكد المهيري أن غرفة أبوظبي أولت اهتماماً كبيراً لدعم وتنفيذ الجائزة، لكونها تعد برنامجاً متكاملاً يسعى إلى تعريف الابتكار والإبداع في ريادة الأعمال كمفهوم وفكر وممارسة وتطبيق.

مشاريع مبتكرة
من جهته، أكد إبراهيم المحمود أن مبادرة جائزة رواد المستقبل من خلال هذا الكم المتأهل والمشارك في المعرض، أثبتت نجاحها وتحقيق أهدافها الرامية إلى تعزيز ونشر ثقافة ريادة الأعمال، وبناء وتطوير جيل من رواد الأعمال الناجحين وتزويدهم بالأدوات والمعرفة النظرية والعملية المباشرة التي تساعدهم على خوض غمار العمل التجاري عبر تأسيس مشاريع مبتكرة بالاعتماد على أسس واستراتيجيات علمية.
وأعرب عبدالله آل صالح عن سعادته بمدى الحماس والإبداع الذي أبداه المشاركون في المعرض، مشيراً إلى أن معرض رواد المستقبل يعد واحداً من أفضل التجارب التي تهتم بالناشئة والشباب لدعم مجالات ريادة الأعمال وقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

فرصة للتسويق
وأكد طلاب مشاركون في المعرض لـ«الاتحاد» أهمية الحدث في توفير الدعم لهم لعرض أفكارهم، والحصول على فرصة لتسويق أعمالهم، والحصول على الدعم لبدء أعمالهم الخاصة.
وأشار كل من نواف حسن البريكي، وعبدالله عامري الجابري بمعهد التكنولوجيا النظيفة بالعين إلى مشاركتهما بالاشتراك مع طالبين آخرين، في المعرض بفكرة مشروع حول شاحنة متنقلة مجهزة كقاعة سينما، تضم 30 مقعداً، ومزودة بأحدث التقنيات الحديثة، مشيرين إلى رغبتهما في الحصول على تمويل لتطوير المشروع.
وعرضت شيخة سلطان العلوي، 8 سنوات، روبوت طائر يعمل بالطاقة الشمسية، مشيرة إلى رغبتها في تطوير مشروعها، والتي قامت بتنفيذه بمساعدة والدها ووالدتها، كما استعرضت عفراء محمد عيسى بالصف الثالث مشروعها حول الشاشة التفاعلية للطلاب، وقدمت نورة سالم الهاشمي مشروع الممرض الإلكتروني والذي يوفر خدمات التمريض لكبار السن.
وقال عبدالرحيم خالد سنكر، الطالب بالصف السادس، إنه يعرض مشروع «الطاولة الذكية» والذي يساعد طلاب المدارس، لاسيما من أصحاب الهمم للمشاركة في العملية التعليمية من المنزل.
وقدم مطر على الحوسني، 10 سنوات، مشروع «حياة»، وهو عبارة عن خزان يوفر الغذاء والمياه للحيوانات الأليفة في المنزل، في أوقات محددة، ويعمل بالطاقة الشمسية أو الكهرباء، وهو ما يساعد في الحفاظ على حياة الحيوانات، حتى في حالة سفر الأسر للخارج.
واستعرضت الطالبات مها المرزوقي، ونور سواس، وخلود الجاسمي بالصف الحادي عشر، مشروعاً عبارة عن جهاز يساعد في تشخيص مرض الربو.
وشارك الطالبان عبدالقادر السلمي، وعبدالعزيز القحطاني 16، و15 عاماً، بمدرسة خليفة بن زايد في العين، بمشروع للتنظيف التلقائي للسلالم المتحركة والذي يمكن تطبيقه في المراكز التجارية والمطارات والذي يتم تنفيذه بإشراف مدرس الفيزياء بالمدرسة محمد نزار النجار، فيما استعرض الطالبان محمد علي الظاهري، وإبراهيم حمد مشروعاً لنظام المراقبة الذكية بالبقالات؛ بهدف الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة وعدم تعرض المنتجات للتلف.

دعم الشركات الناشئة وتحفيز الطاقات الشبابية
أكد راشد عبد الكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي بالإنابة أن مبادرة «جائزة رواد المستقبل» تنسجم مع أهداف برنامج تكامل التابع للدائرة، موضحاً أن دعم برنامج تكامل للجائزة يأتي انطلاقاً من خدماته التي يقدمها في مجال الابتكار والمعنية بطلبات تسجيل براءة اختراع والتقويم التكنولوجي لفكرة أو اختراع وتقويم النموذج التطبيقي ودعم الشركة الناشئة.
وأكدت موزة عبيد الناصري، الرئيس التنفيذي المكلف في صندوق خليفة لتطوير المشاريع أن الصندوق يعمل من خلال هذه المبادرة، على توفير خدماته المتكاملة لرواد المستقبل، في مختلف مراحل تأسيس مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تسهيل قيام تلك المشاريع وتطويرها عن طريق توفير مختلف أشكال المساعدة والدعم والإعفاءات المالية.
من جانبه، قال الدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التابع لوزارة الاقتصاد، في تصريحات للصحفيين إن النسبة الأكبر من المشاركين في المعرض مواطنون أصحاب أفكار مبتكرة قابلة للتطبيق، موضحاً أن أحد أهم أهداف البرنامج هو دعم وتمويل أصحاب الأفكار المبتكرة. وأضاف إلى وجود مشاريع جديرة بالرعاية والدعم والتمويل، ويجري التنسيق مع أصحابها لربطهم مع شركات كبرى وقنوات تمويلية وتسويقية، تستفيد من أفكارهم أو توفر دعما وتمويلا مباشرا لهم من خلال البرامج التمويلية المختلفة، وذلك لمساعدتهم في دخول السوق المحلي التجاري.